إن تعرفك على قوة المخيلة التي تملكها وطاقتها غير المحدودة التي تتجاوز كل ما حولك؛ هو بداية الطريق لامتلاك أسرار طبيعة الحياة التي وهبها الله لنا للقيام بالأمور التي من أجلها خلقنا، وبالتالي نحقق السعادة الكونية لنا ولمن عاش ويعيش وسيعيش على هذا الكوكب الأرضي الرائع.لهذا فكلما قرأت جديداً عن العقل الباطن أو أعدت قراءة بعض الكتب والأفكار والقوانين التي تدير هذا العقل، تكتشف أنك تملك قوة هائلة، لكنك لا تعرف كيفية التعامل معها وإدارتها لصالحك ولصالح المجتمع الذي إليه تنتمي. قوة لو استطعنا توظيفها التوظيف الجيد لاستطعنا أن نكون كما نريد أن نكون. ومن هذه القوانين التي أريد التحدث عنها هو قانون الجهد المعكوس، الذي طرحه الدكتور جوزيف ميرفي في كتابه «قوة العقل الباطن»، القانون يقول: «عندما تكون رغباتك وخيالك متعارضين فإن خيالك يكسب اليوم دون خلاف» ما معنى هذا الكلام؟!نضرب مثالاً بسيطاً.. إذا طلب منك أن تمشى على لوح خشب طوله وليكن 10 أمتار وعرضه 5 أمتار موضوع على الأرض، بلا شك فإنك ستمر عليه دون أدنى مشاكل، إن رغبتك في المرور لا تتعارض مع خيالك، فخيالك ما دام اللوح على الأرض فإنه لا يمثل أي احتمال للسقوط، وإن حدث فهو على الأرض. الآن افترض أن هذا اللوح موضوع على ارتفاع 20 قدماً في الهواء بين عمارتين عاليتين، هل تستطيع أن تمشى عليه؟! لا أعتقد؛ لماذا؟ مع أنه نفس اللوح بنفس الطول والعرض.التفسير.. إن رغبتك في المشي عليه ستواجه من جانب خيالك أو الخوف من السقوط، ومع أنك تملك الرغبة في المشي لكن صورة الوقوع في خيالك ستتغلب على رغبتك وإرادتك أو جهدك للمشي على اللوح، والعجيب أنك لو حاولت المشي عليه قد يحقق خيالك السقوط بنفس الشكل الذي تخيلته لأنه تدرب عليه مسبقاً في اللاواعي الذي يدير 90% من سلوكياتك، ماذا نستفيد من تلك القاعدة؟أظن أن الصورة بدأت تتضح؛ كلنا يملك الرغبة للنجاح، ولكن لا ننجح.. لماذا؟ لأن صورة الفشل مسيطرة على خيالنا. قاعدة تقول: «لا تحاول أن تجبر العقل الباطن على قبول فكرة بممارسة قوة الإرادة، فسوف تحصل على عكس ما كنت تريد». مثال؛ إذا قلت أنا أريد الشفاء «رغبة» ولكن لا أستطيع الوصول إليه «خيال»، فسوف تُكره نفسك على الدعاء والعقل لا يعمل تحت إكراه، وهذه معلومة خطيرة، فمن يتخيل أنه سينسى في الامتحان ويرتبك وتهرب منه المعلومات ومع أن رغبته في الاستذكار والنجاح إلا أن الخيال أقوى، من يخاف من لقاء الناس فهو يرسم صورة عقلية متخيلة لسلوكياته وتصرفه عند لقاء الناس لا تتفق مع رغبته في الثقة بالنفس، وبالتالي فإن الصورة التي تخيلها ورسمها في عقله هي التي ستسيطر عليه عند تعرضه لمثل هذا الموقف. إن الكثير مما يعانون من القلق أو الرهاب الاجتماعي أو الوساوس القهرية فإنما يعانون من التخيل السلبي لكل ما يقلقهم أو يؤثر على أعصابهم وبإدراكك لتلك القاعدة المهمة، فإذا استطعت أن تحقق الانسجام بين ما ترغبه حقيقة، وما تتخيله وتضعه في عقلك فستعمل في انسجام. الخلاصة؛ لكي تحقق نجاحاً في مجال لا بد أن تتوافق رغباتك مع أحلامك، لكي يعمل عقلك بكفاءة استرخ وابتعد عن العصبية والضغط على العقل، تخيل ما تريده لا ما لا تريده، درب عقلك الباطن أو اللاواعي دوماً على النجاح واجعله أن يعمل معك لا ضدك. وبهذا تستطيع أن تحقق المعجزات في عالم لا يعترف بالمعجزات.
Opinion
إنه قانون الجهد المعكوس
01 يونيو 2013