في أول رد فعل على تصريحات وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، والذي عقد في المنامة الأحد الماضي، رفض مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الاتهامات الموجهة لبلاده فيما يتعلق بالتدخل في الشأن الداخلي السوري، وقال «إنها لا أساس لها.. وإن أسلوباً جديداً من الحرب التي تشنها أميركا وحلفاؤها ضد سوريا يجري حالياً.. وإن مناوئي محور المقاومة يطلقون أحقادهم على الشعب السوري بهدف ضرب محور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني»، معتبراً تقدم القوات النظامية أخيراً في بعض المواقع «ثمرة لجهاد الجيش بدعم من الشعب السوري»، ومقللاً من قيمة القرارات المتعلقة بتسليح المعارضة السورية.وكالعادة، ناقض عبداللهيان نفسه فشدد على «موقف إيران الداعم للشعب السوري.. والإصلاحات التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد.. وأدان أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية السورية»! وكالعادة أيضاً لم يجد المسؤول الإيراني ما يرد به على وزير الخارجية سوى رفع البطاقة التي يعتبرها قوية ورابحة بانتقاده «استخدام السلطات البحرينية للغازات السامة ضد شعبها»، ودعوته البحرين إلى حل الأزمة الداخلية «بدلا من إطلاق التهم الجوفاء ضد الجمهورية الإيرانية وسوريا» كما قال. وكالعادة، أيضاً وأيضاً وأيضاً، لم يتمكن عبداللهيان من تغطية الهدف من وراء كل تلك التصريحات، فقال إن البحرين بحاجة إلى إصلاحات.. وحذر من مغبة اتخاذ أي خطوات متسرعة ضد سوريا و.. إجراءات غير مدروسة ضد حزب الله. (وهذا هو بيت القصيد)!لكن الغريب أن عبداللهيان لم يعلق على دعوة وزير الخارجية إيران إلى الالتزام بمبدأ الشفافية والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق ببرنامجها النووي. (ليس واضحاً إن كان لم ينتبه أو أنه لم يشحن البطاقة التي يحملها للرد في هذا الخصوص)؟!المؤسف أن أسلوب إيران لا يتغير، وهو لن يتغير حتى مع تسلم الرئيس المنتخب حسن روحاني مقاليد الحكم في الدولة الفارسية بعد قليل، ويكفي «التفتيش» في بعض ما قاله في الحديث الذي وجهه أخيراً إلى الشعب الإيراني ليتبين صدق هذا الرأي وواقعيته. يقول روحاني «المنطقة والعالم يمران بمرحلة تاريخية انتقالية، على إيران أن تلعب فيها دورها التاريخي، كونها أكبر قوة إقليمية، وأن حكومته ستدافع عن «حقوق إيران كلها»! (أي حقوق؟).ويقول «الخطاب المعتدل ينبغي أن ينبني على الواقعية، مع أخذ قيم الجمهورية الإسلامية في الاعتبار»! (أي قيم؟) وأنه «سينتهج هذه السياسة.. مع أخذ جميع حقوق الأمة في الاعتبار، وإرادة وعظمة البلاد.. باتباع توجيهات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي»! هذا يعني أن الباب أمام أي أمل في أن تتغير إيران موصد وعليه ألف قفل وقفل، ويعني أن الاعتقاد بأن الرئيس الجديد سيفعل شيئاً ما يغير نظرة العالم إلى إيران اعتقاد لا يستند إلى واقع وإنما إلى أمنية، حيث الواقع يقول إن المرشد الأعلى هو من بيده كل المفاتيح، وإن من يتجرأ على مجرد الطلب منه فتح أحد أبواب إيران المغلقة يعني أنه اختار نهايته بيده.إيران يحكمها المرشد الأعلى، ويحكمها نظام ولاية الفقيه، فالسيد الخامنئي هو ظل الله على الأرض، فمن ذا الذي يستطيع أن يخالف ظل الله؟ أمران لا يتغيران في إيران؛ السياسة والمواقف الإيرانية، وأسلوب التعامل مع الحياة ومع الآخر، هكذا هي إيران الملالي.. وهكذا ستبقى.
Opinion
إيران الملالي.. هكذا كانت وهكذا ستبقى!
04 يوليو 2013