المقال أدناه سيحمل غموضاً مقصوداً لأسباب لست بحاجة لتبريرها أو بيانها، ولكن المعني بمثل هذه الكلمات لديه القدرة على فهم ما سأقول من طرح. تقترب الانتخابات التشريعية التي يفصلنا عنها قرابة العام ونصف العام تقريباً، والحراك السياسي مازال يعيش أقصى درجات تقلباته، ومع هذه الانتخابات هناك من القوى السياسية من يحاول قراءة المشهد بطريقة مختلفة لعدة أسباب: أولاً: إدراكه بأن الظروف السياسية الراهنة ليست في صالحه، وبالتالي من الصعب قياس الشعبية السياسية وتحديد اتجاهات الجمهور تجاهه.ثانياً: التحالفات الاستراتيجية بدأت بالتغير، ومثل هذا التغير يتطلب تكيفاً من جميع القوى السياسية والفاعلين السياسيين في النظام السياسي البحريني. ثالثاً: الوضع الإقليمي غير واضح، فصعود بعض القوى السياسية في الشرق الأوسط صارت له تداعيات سلبية رغم إيجابياته من نواح أخرى. رابعاً: مواقف القوى الدولية مازالت متذبذبة رغم أن الأجندة لم تتبدل حتى الآن، والتدخلات الإقليمية والدولية مازالت أيضاً مستمرة.كل هذه العوامل والأسباب تدفع إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي البحريني من جديد، ولكن هذه العملية ستستغرق وقتاً من الآن وستستمر غير واضحة إلى حين الاستحقاق الانتخابي المقبل. التحولات في المشهد السياسي ليست غريبة في البحرين، ولكن هناك مؤشرات أنها ستكون مختلفة تماماً عما كانت عليه منذ أكثر من 40 عاماً، وبالتالي من الصعوبة بمكان قياس خطورتها وتداعياتها. فعلى سبيل المثال إذا كانت الأيديولوجيا هي التي حكمت على المشهد السياسي طوال العقود الأربعة الماضية، فإن قوة الأيديولوجيا اختلفت اليوم، وصارت هناك قوة الأجندة والمصالح التي تتسم بالسرعة في إحداث تفاهمات وتقاربات غير مألوفة من قبل. مؤشرات كثيرة تدفعنا إلى التحذير من بعض التقاربات غير المتوقعة، فهناك من يعمل عليها، وصار المشهد السياسي مقروءاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت أكثر تحكماً في اتجاهات الرأي العام البحريني من وسائل الإعلام التقليدية. ويبدو أن هناك من استغل تراجع قدرة المؤسسة الحكومية على إدارة اتجاهات الرأي العام، ليستثمر بشكل مباشر في هذه المجالات، وصار لديه إعلاماً رديفاً قادراً على المناورة والتحرك السريع. جميع ما ذكر أعلاه يجري من تحت كواليس الساسة، ولكنه قريباً سيكون واضحاً للعامة، ويمكن أن يسبب لهم صدمة إذا لم يتم احتواء هذه التقاربات المحتملة وغير المتوقعة. وأعتذر عن الإجابة لمن سيحاول الاتصال لمعرفة المزيد من التفاصيل!
Opinion
تحذير من تقاربات غير متوقعة
13 يونيو 2013