نواصل اليوم سلسلتنا المعتادة من مقالات «يعجبني ولا يعجبني» التي دائماً ما أحصل فيها على تفاعل كبير من القراء على ما أطرحه من موضوعات متواضعة وبسيطة لكنها تحاكي الواقع بشكل مباشر دون تلميحات ودون ألغاز كما يفعل البعض.فاليوم سأطرح موضوعين ضمن السلسلة التي دأبت على كتابتها منذ عدة أشهر، وسأتطرق اليوم أيضا لموضوعات قد أكون تطرقت لبعضها في السابق من جانب معين واليوم سأتطرق لها من جوانب أخرى وهذا هو الأسبوع الثاني الذي أتطرق فيه لموضوع التعاقدات والحركة في الساحة الرياضية والعرض والطلب على اللاعبين لكني اليوم سآتيها من زاوية جديدةتعجبني الحركة الكبيرة في الساحة الرياضية فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين وتصريحات الإداريين النارية حول طلب اللاعب الفلاني أو اللاعب الفلاني ودخول بعض الأندية لقطع خط التعاقد مع بعض اللاعبين من أجل الظفر بتوقيع لاعب معين. لكن ما لا يعجبني هو أن يكون المدرب ضحية التعاقدات غير المدروسة من قبل بعض الإداريين والتي قد تضر بالفرق بدلاً من أن تفيدها وتجرها نحو هاوية النتائج السيئة بدلاً من الصعود بها إلى دائرة الضوء، فمنذ أن فتحنا أعيننا ونحن نرى المدربين ضحايا للقرارات الإدارية بعد النتائج السيئة التي تظهر عليها فرقهم وهو في أغلب الأوقات لا يتحمل مسؤولية هذه النتائج التي غالباً ما يتحملها اللاعبون والأجهزة الإدارية للفرق فعادة ما تكون هي الأساس في فرض الفريق على المدرب بتعاقداتها التي لا ترتكز على الأمور الفنية التي يحتاجها المدرب ولا تغطي احتياجاته في الموسم ودائما ما ينتج عنها تراجع في مستوى الفرق وتدهور في النتائج ويكون ضحيتها المدرب نتيجة لعمل إدارات الأندية بنظرية نضحي بشخص أفضل من أن نضحي بفريق كامل!!! أو كما كنا نشاهد في الأفلام العربية القديمة عندما يخرج الدكتور من غرفة العمليات ليصارح الزوج بالجملة الشهيرة «ضحينا بالجنين عشان الأم تعيش»!!!فهذه الجملة التي لا تعجبني بتاتاً جملة تحاكي واقع أغلب أنديتنا في البحرين والوطن العربي التي تفرض اللاعبين على المدرب وتبرم التعاقدات مع اللاعبين قبل التعاقد مع المدرب وما أن يدخل الفريق لمرحلة المخاض – معترك المسابقات – وتسوء النتائج نتيجة هذه التعاقدات المفروضة على المدرب حتى تدخل الإدارات لغرفة العمليات وتخرج بقرارها المعروف – إقالة المدرب – لمراعاة الحالة النفسية للفريق!!! وكأنهم يصرحون بجملة الأفلام القديمة « ضحينا بالجنين....»فيا ترى متى سنرى أنديتنا تعمل كما تعمل الأندية المتطورة ونرى صفقاتنا يديرها أناس فنيون يقدرون حاجات فرقهم بدلاً من التخبط وإهدار أموال الأندية على صفقات فاشلة تخرج الفرق في نهاية الموسم وهي تجر أذيال الفشل، فالحل الوحيد كي نتقدم ونتطور في صفقاتنا بأن نترك الحرية للأجهزة الفنية في الاختيار أو أن تشكل الأندية لجان فنية تناط بها مهمة دراسة احتياجات الفرق في الأندية وتهندس هي صفقاتها، فمتى سنرى ذلك في أنديتنا؟