في الوقت الذي حيا البعض فيه أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان على تغريدته التي نشرها في حسابه على التويتر قبل حلول الشهر الكريم بيوم واحد، والتي حث فيها أنصاره على «التواصل مع إخوانهم من السنة في شهر رمضان»، وطلب منهم جعل هذا الشهر «دافعاً لتقوية العلاقات الطيبة فيما بينهم»، في هذا الوقت نفذ من يشد الأمين العام على أياديهم ويعلن بين الفينة والفينة وقوفه ووقوف جمعية الوفاق إلى جانبهم ويقوم بدعمهم ومساندتهم، نفذوا مع اللحظات الأولى من أول ليلة من ليالي شهر رمضان سلسة من «العمليات»، فيما يبدو أنه «تحية» أو «هدية» للشهر الكريم! فمع ارتفاع صوت الحق منادياً لصلاة المغرب في آخر يوم من أيام شهر شعبان؛ أعلن أحد المحرضين من المقيمين في الخارج قيام متظاهري قرية القدم بإغلاق الشارع العام بالإطارات وإشعال النار فيها، وقيام متظاهري المقشع برشق مركبات الأمن بالزجاجات الحارقة، وتنفيذ متظاهري قرية عالي لعملية «تحدي الحصار»، بينما هزت قرية جرداب وما جاورها أسطوانة غاز مدوية، وتم استقبال الشهر الكريم بعدد من المسيرات والاعتصامات التي أربكت حياة المواطنين وأزعجتهم، وأكدت أن هؤلاء لا يعطون أي اعتبار لأي شهر من شهور السنة وإن كان رمضان.«أعمال» كثيرة تم تنفيذها في الليلة الأولى من رمضان عبرت عن قلة الاحترام للشهر الفضيل، وسلبت دعوة أمين عام الوفاق قيمتها، فكيف للآخر أن يتقبل التواصل مع من دعاهم الأمين العام للوفاق للتواصل معه وهو يرى عمليات اختطاف الشوارع في أول ليلة من ليالي رمضان وينغص على المؤمنين فرحتهم بالشهر؟ كيف يتقبلهم وقد بدأ الشهر الفضيل، وهو يعاني من الأذى الذي يتسبب به من أوصاه سلمان بزيارته والتواصل معه؟ إنه تناقض فاضح وغير مقبول أبداً، فما جرى في الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك ما هو إلا تعبير عن حالة تخلف يصر أصحابها على ممارسته في هذا الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن وكتب عليهم فيه صيامه وقيامه. فمن غير المعقول ولا المقبول أن يصدر الفعلان في يوم واحد عن «المعارضة»؛ توجيه دعوة للتواصل مع الآخر والحث على استغلال مناسبة شهر رمضان لتقوية العلاقات ورأب الصدع، وفي نفس الوقت القيام بممارسات نتيجتها تعطيل حياة الآخر الذي يراد تقوية العلاقة معه! ترى كيف لهذا الآخر أن يقبل التواصل معك وأنت تستهين به وبالشهر الفضيل وتفعل ما يسيء إليه؟ ولأن الأكيد هو أن ما جرى في الليلة الأولى من رمضان ليس خاصاً به وإنما هو مجرد «احتفال بقدوم الشهر»، لذا فإن الآخر الذي أوصى سلمان الوصول إليه لن يقبل الاستجابة إلى الدعوة لأنه في الأساس لا يوافق على مثل هذه السلوكيات المعطلة للحياة، فكيف له أن يتفاعل مع ممارسي تلك السلوكيات التي يتضرر منها وتؤذي الوطن؟في المقابل؛ وإمعاناً في قتل كل دعوة للتواصل، وإن لم تكن جادة أو مجرد مجاملة، خرج ما صار يعرف بائتلاف فبراير، بإعلان إلقاء شاب ملثم في حضور مجموعة من الصبية لم يتم إظهارهم في فيلم الفيديو الذي تم تصويره في سترة في اليوم الأخير من شهر شعبان، الإعلان تضمن حزمة من الفعاليات التي «تم اعتمادها» لإرباك حياة الناس وتخريب فرحتهم بالشهر الكريم، تراوحت بين التظاهرات وإقامة المهرجانات الخطابية.. والعمل الميداني طبعاً.وإمعاناً في السخرية والاستهزاء بحياة المواطنين والمقيمين؛ أعلن الائتلاف عن «تعليق كافة التظاهرات والحراك الثوري ليوم واحد فقط، هو يوم الأربعاء الأول من شهر رمضان.. تكريماً لرمضان»! واستئناف التظاهرات في اليوم التالي في كافة أنحاء البلاد!إنها هدية «المؤمنين» لرمضان!