مر العالم بأزمة اقتصادية ومالية طاحنة أدت إلى كساد عميق وهى لم تزل غيومها لم تنقشع وزوال هذه الأزمة رهن بحجم التعاون بين الدول ونجاح ترتيبات إعادة الهيكلة للمؤسسات المالية.الأسباب الرئيسة للأزمة:الرواج والكساد سنة متكررة في عالمنا ومنذ العام 1945 مر بالعالم 10 مرات من الكساد والرواج وما ميز كساد هذه الأزمة هي عمقها وتأثيرها على الاقتصاد الحقيقي في بعض الدول وخاصة المتقدمة.وقد تبنى الاقتصاديون بوقوع هذه الأزمة قبل 4 أعوام من وقوعها عندما رأوا الممارسات المالية خاصة في دول الغرب فقد برزت مسببات الأزمة وهى متعددة لكن سنتطرق إلى أهمها من خلال الممارسات المالية وفى البنوك خاصة.بيع الدين:وهى من البيوع المحرمة في ديننا الحنيف وهى بشكل مبسط يقوم البنك مثلاً بإقراض العملاء وكانت أكثر القروض في المجال العقاري «حيث سمى البعض الأزمة بأزمة الرهن العقاري» وعندما تتضخم محفظة القروض يقوم ببيعها على بنك آخر أو شركة تأمين متخصصة في مثل هذا النشاط ثم يعود فيضخ قيمة ما باعه في السوق مرة أخرى عن طريق الإقراض من جديد.وهكذا تكرر المؤسسة العملية مرات حتى كررها البعض و 36 مرة في كل مرة يحمل المال فائدة مركبة مضافة أي بمعنى أن الوحدة النقدية الواحدة تتحمل ثقل 36 وحدة نقدية مما أدى إلى الانفجار الاقتصادي الكبيرالترف والمغالاة في الإنفاق والرواتبولحديث مركز هنا على المصارف فقد كانت هناك مغالاة في أجور المدراء الشهرية بلغت عشرات الآلاف من الدنانير في منطقتنا وإلى مئات الملايين سنوياً في دول الغرب هذا ماعدا المكافآت السنوية.المبالغة فـــي توزيـــع الأربـــاح غيـــر المتحققة فعلياًإن المصرف يجب أن يكون بناءه الداخلي قوياً ببناء الاحتياطيات والمخصصات لحماية نفسه من التردي السريع عند أول ضربة ينالها وما حصل المبالغة في توزيع الأرباح المكتسبة وغير المتحققة حيث جاءت تلك الأرباح من القيمة العادلة وهى أرباح دفترية من فروقات التثمين لم تتحول إلى نقد ملموس أضيفت إلى أرباح البنك وتم توزيعها على المساهمين. وكان وراء تلك الأرباح بعض المدراء الذين ترتبط مكافأتهم السنوية بما يحققه البنك من ربحية وهذه الطريقة أثرت على سيولة البنك فانهار عند أول أبسط ضربة.إعادة الهيكلةنتيجة للازمة المالية كان من الطبيعي إيقاف البنوك لخطوط التمويل لبعض عملائها من المؤسسات والأفراد والبنوك ولاحظنا أن البنوك تفاوتت في مدى تأثرها وهى 3 شرائح: بنوك لم تتأثر نظراً لقوة القاعدة المالية وقوة أصولها، بنوك تأثرت ولكنها تعافت بسرعة نظراً لقوة الإدارة التنفيذية وقدرتها السريعة على إعادة هيكلة البنك، وبنوك تأثرت ولم تستطع معالجة المشكلة لقلة خبرة مدرائها ولم تستعن بخبراء من الخارج خوفاً من اكتشاف الخبراء للقصور الإداري ولجأت إلى قصم ظهرها بنفسها وذلك بتسريح الكفاءات التي لديها.إن إعادة الهيكلة تقتضى النظر في أمور وذلك قبل تسريح الموظفين ومن أهمها إعادة دراسة السياسات والنظم القائمة لدى البنك وإعادة النظر فيها لتتلاءم مع الوضع القائم، خلق منتجات مناسبة للظرف الذي يمر بها البنك، دراسة طبيعة المنافسة في السوق إذ مثل هذه الظروف تغير فيها البنوك أسلوب منافستها السوقية وهذا ما حصل بعد الحرب العالمية الثانية ودراسة كيفية رفع معنويات الموظفين وإشعارهم بالأمن الوظيفي لدفعهم للتفكير الإبداعي في العمل لا كما قام به بعض المدراء بالتهديد بالفصل.رئيس مجلس إدارة شركة الصفوة الدولية للاستشارات
Opinion
الأزمة الاقتصادية والحاجة إلى إعادة الهيكلة
14 يوليو 2013