الخردوات، حين تتوارد هذه الكلمة إلى أذهاننا تتوارد معها مرادفات مثل البشاعة وانتهاء الصلاحية وسلة المهملات، لكن كثيرين يرون الخردوات مرادفة للجمال وبداية لصلاحية من نوع جديد، وأن سلة المهملات لم يأت موعدها بعد.تحويل مرادفات الخردوات من المعنى الأول إلى الثاني يتم بمفردة سحرية -إن صحت تسميتها هكذا- تدعى التدوير. فإعادة التدوير تلعب دوراً مهماً في حماية البيئة والحفاظ عليها من خلال المحافظة على مواردها، وحماية الأراضي الزراعية وأماكن رمي المخلفات، وتقليل الانبعاثات السامة، وتقليل الاستهلاك من خلال إطالة عمر المنتج، وتوفير الطاقة من خلال التقليل من العمليات الإنتاجية. ظاهرة إعادة التدوير تنتشر في شركات عديدة كشركات الهواتف المحمولة، حيث يتم إعادة تدوير الهواتف القديمة وتحويلها لجديدة، ومن أبرز من اشتهروا بتدوير الخردوات وتحويلها لأعمال فنية رائعة هوتوماس دينينجر الذي تعد أعماله أبلغ في التحدث عن إبداعه إذ تكمن روعتها بغرابة مكوناتها كأسلاك المصابيح والمواد البلاستيكية والمطاطية، كما إنه صمم شكلاً فنياً عبارة عن صدفة بحر مكونة من السجائر. في حياتنا كثيرون يتبعون ذات المنهج بطرق مختلفة، كاستخدام علب الحلوى لوضع أدوات الخياطة بها، وفي بعض الأحيان يبتكر البعض أشياء خارجة عن المألوف وجميلة كاستخدام ملاعق البلاستيك وتجميعها لتكون مصباحاً يعطي شكلاً جميلاً عند إضاءته، واستخدام قاعدة قنينة المشروبات الغازية في صنع لوحة فنية بالألوان. هذه الأمثلة لأشياء صغيرة تقود للتفكير بإتباعها بأشياء أكبر، مثل ما تصنعه مبادرة درايش بتاء الشباب باعتمادها على الإطارات لإنتاج مشروع هندسي معماري متكامل. أنتم، كيف ترون الخردوات جميلة على مستوى أكبر من علب الخياطة؟
Opinion
خردوات جميلة
26 أغسطس 2013