تشكل تحركات واتفاقيات وتحالفات جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله اليوم منعطفاً جديداً في السياسة الخارجية البحرينية، فهذه الزيارات والتحالفات ألقت بظلالها على أطراف عدة داخلية وخارجية، حتى وإن لم نلمس تأثيرات هذه الزيارات والتحالفات بشكل ظاهر للعيان، إلا أنها أخذت تؤثر على أطراف خارجية معنية بالأمر، إذ إن هذه الأطراف أخذت تفسر زيارات وتحالفات الشرق بما فيها روسيا على عدة أوجه.زيارة جلالة الملك للصين، ولليابان ولدول مهمة في الشرق، لها دلالات عميقة وكبيرة، لا تختلف هذه الدلالات عن زيارة جلالة الملك إلى بريطانيا «فقد كانت هذه الزيارة مهمة للغاية لمستقبل البحرين» وأجدها تصب في ذات فكر التوجه شرقاً، وهي تنويع التحالفات.غير أن اللافت أيضاً في هذه الزيارات أن جلالة الملك لم يتحدث باسم البحرين فقط، بل كان يتحدث باسم البحرين ودول مجلس التعاون ولهذا أيضاً معانٍ كثيرة، من هنا فإن هذه الزيارات والاتفاقيات أوجعت البعض في الداخل، وفي الخارج، حتى أن من في الداخل عبر عن غضبه بالاعتداء الإرهابي على منزل السفير الياباني في عمل مشين وجبان، ويظهر أخلاقيات وقيم ومبادئ الزمرة الانقلابية.الكثير اليوم يتحدث عن أمر مهم جداً في السياسة البحرينية، وهو كيف عبرت هذه الدولة الصغيرة والمجاورة لدولة كبيرة تستهدفها، كيف عبرت عنق الزجاجة، وكيف حولت كل الأمور التي كانت ضدها، إلى أوراق في صالحها.أولاً فإن الله لطف بالبحرين وأهلها الموحدين، وأن الله حفظ البحرين سبحانه، فالانقلابي على باطل، ولن ينتصر، ونحمد الله أن أهل البحرين أعلنوا موقفهم الوطني في الأزمة، كما إن هناك أمراً آخر مهماً للغاية، وهو ذكاء ودهاء وحكمة جلالة الملك، هذا ما يقوله المحللون في الخارج وليس نحن فقط.تحويل دفة الأمور في فترة قصيرة، وقلب الطاولة على من يحاول الضرر بالبحرين وأهلها لم يكن ليحدث لولا أن هناك قيادة ذكية متوحدة، تعرف كيف تحرك خيوط المعادلة بذكاء وفي التوقيت المناسب.الاتجاه شرقاً كان تحولاً ذكياً للغاية في السياسة الخارجية البحرينية، فحين تشاهد مثلاً موقف أمريكا من سوريا، تدرك أن أمريكا بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة، حتى وإن مازالت تمتلك القوة، لكن الاقتصاد أيضاً مهم للغاية خاصة في الحروب، ولم يعد بمقدورها أن تقوم بعمل عسكري منفرد كما كانت قبل عشرة أعوام.ليس بعيداً عما بدأت به العمود، فإن ما يحصل من قبل الجمعية الانقلابية من تخبط وفقدان للتوازن، من بعد تغير المشهد الدولي، يجعلنا نقول إنهم اليوم في حالة تشبه حالة من ينتظر شيئاً كبيراً آتٍ، ولكن لا يعرف ما هو.فتجدهم يستبقون الأمور بخطوات خاطئة تماماً، فمن بعد ما تم تطبيق القانون على المدعو المرزوق، أصيبوا جميعاً بحالة من «الهستيرية السياسية» بما فيهم الموتورون من «وعد»، لا يعرفون كيف يواجهون الموقف، فخرجت تصريحاتهم أمس بشكل انفعالي وغير محسوب، وتشعر أن من قال التصريحات يعاني من خوف الخطوة القادمة للدولة، وأن يكون هو مكان المرزوق مستقبلاً.تارة يريدون إعاقة جلسات الحوار، وتارة يقولون سننسحب، وهكذا، (وسبحان الله ربك يجعلهم يتخذون بأنفسهم خطوات في صالح أهل البحرين) فحين انسحبوا من البرلمان كانت خطوة انفعالية غير محسوبة، تعاني منها الوفاق حتى اليوم، وصبت في صالح أهل البحرين، وحين انسحبوا من الحوار الأول، ومن لجنة مراقبة تنفيذ توصيات بسيوني أيضاً كانت خطوة في صالح أهل البحرين.سبحان الله كل خطوة يقومون بها، ترتد عليهم (ليتك يا دولة طبقتِ القانون على المرزوق من قبل حتى ينسحبوا من الحوار) فإن انسحبوا فإنه خبر مفرح وجميل، وقد جنت على نفسها براقش.أنتم أصلاً ليستم أهلاً للحوار، الانقلابي عقابه معروف، لكن في هذا الوطن يتم الجلوس معه على طاولة الحوار، هذا الانفصام في شخصية الدولة مزعج، الدولة تقول إن من يقف خلف العمليات الإرهابية هي الوفاق، والدولة تذهب إلى الحوار بشخصية أخرى وتجلس مع الإرهابي للحوار!تريدون الانسحاب من الحوار يا أخي «الباب يفوت .......»، ولكني لا أعرف ماذا سيضع أهل البحرين بدل كلمة جمل!! **سري للغاية «1»تتردد أنباء أن يومنا الوطني لهذا العام سيكون مختلفاً، ليس فقط من حيث الشكل فقط، وإنما من حيث المضمون، والمضمون إذا ما تم سيفرح أهل البحرين، وسيجعل يومهم الوطني عيداً فعلاً حين يطيب خاطر أهل البحرين، هذا ما نستطيع قوله.. والأيام قادمة!**سري للغاية «2»الحديث عن التغييرات الوزارية القادمة يشغل البعض، ويشغل أصحاب الشأن، غير أنه قيل إن «طبخة» هذه التغييرات قد تمت مؤخراً في زيارة لقيادة البلد إلى الخارج ويرجح أن الزيارة التي تمت بها الطبخة كانت لأوروبا.قد تتغير أمور، قد تضاف أسماء وتخرج أسماء، الله وحده يعلم، لكن الطبخة قيل إن خارطتها العامة تمت.