زرت قبل أيام تدريبات منتخبنا الوطني لكرة الطاولة في مقر الاتحاد البحريني للعبة في مدينة عيسى الرياضية في الرفاع ولم أشاهد في التدريبات ذلك العدد الذي كنت أتوقعه من اللاعبين في التدريبات حيث لم أر سوى عدد قليل لا يتعدى العشرة لاعبين من الجنسين خصوصاً وأن المنتخب قد عاد للتو من مدينة جدة في المملكة العربية السعودية محملاً بالذهب بعد اكتسح جميع الفرق بنتيجة خيالية بثلاثة أشواط دون رد متجاوزين أعتى الفرق الخليجية والتي هي في الوقت ذاته بطلة لبطولات العرب.حقيقة فاجأني العدد القليل الذي شاهدته في صالة الاتحاد أثناء التدريبات بينما كنت أتوقع أن تضج الصالة باللاعبين المتحمسين والمتعطشين للتدريب الأمر الذي استفز فضولي وجعلني أبحث عن أسباب تواجد هذا العدد فقط من اللاعبين لكن فاجأني الرد الذي أتاني من السيد سلمان يوسف عضو لجنة المنتخبات بالاتحاد البحريني لكرة الطاولة بأن المتواجدين كان من المفترض أن يخضعوا للراحة من بعد عودتهم من جدة لمدة يومين بعد أن منحهم المدرب هذه الراحة لكنهم أصروا على التدريب وأتوا من مناطق بعيدة للتدريب متناسين عناء البطولة والجهد المبذول فيها ومتناسين عناء السفر رافضين الراحة ومجبرين مدربهم على الحضور لتدريبهم.كم أفرحني هذا التصرف وهذه الروح التي لمستها في اللاعبين على الرغم من كونها الزيارة الأولى لي وعدم إلمامي باللعبة وقوانينها إلا أن المثل الدارج يقول « الكتاب يقرأ من عنوانه « وعنوان ما شاهدته في صالة اتحاد الطاولة هو البطولة ببراءة وملامح الطفولة كون معظم من كان متواجد في الصالة للتدريب هم من لاعبي الفئات السنية الذين لم يتجاوزوا فئة الشباب حيث شاهدت بطل الخليج أو كما أطلق عليه «الموهبة» راشد سند وهو من فئة الناشئين ولؤي جمال من الشباب وإلياس وبعض الأسماء التي لا تحضرني.لمست فيهم روح البطولة في تدريباتهم وشاهدت التحدي في أعينهم وحب اللعبة في التزامهم والطفولة في تصرفاتهم بعد التدريب وهم كانوا إخوة لا زملاء كانوا مقاتلين في تدريبهم وكعائلة واحدة بعد تدريبهم.كم أسعدني المشهد وأنا أراهم بعد البطولة وتواضعهم وحبهم مازال مستمراً للعبة وترابطهم وتماسكهم كأسرة.مكالمة حياة كم أسعدني الاتصال الذي أجريته بسعادة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة رئيسة الاتحاد البحريني لكرة الطاولة بعد أن حقق منتخبنا الوطني بطولة الخليج لأخذ تصريح بسيط منها إلا أني استمتعت بالحديث معها لدرجة أني تمنيت أن لا تنتهي المكالمة فمن خلال حديثي معها أحسست بأنها أمٌ للاعبين قبل أن تكون رئيسة للاتحاد بعكس التصريحات السابقة التي كتبتها لبعض المسؤولين سواء في البحرين أو من خارجها فخلال مكالمتي معها التي لم تتجاوز الدقائق العشر لم تتطرق لأي شيء قامت هي به بل انصب حديثها على اللاعبين والحديث عن مجهودهم والتزامهم الذي لم تتأخر في شكرهم على ما قدموه للوطن من إنجاز وانصب الشق الثاني في الحديث عن اللعبة ومصلحة اللعبة العامة واحتياجاتها.لم أسمع منها كلمة «أنا» طوال المكالمة بقدر ما سمعت أسماء اللاعبين وكم الثناء عليهم وعلى ما قاموا به وما قدموه في سبيل رفع علم وطنهم براقاً، فكانت ومازالت فعلاً هي «حياة» بكل ما يحمله الاسم من معنى. في تواضعها وأمومتها وعنايتها ببيت كرة الطاولة وأبنائه.