«أصلاً كلكم مجنسون من الخليج!!»، كانت تلك العبارة ضمن جمل كثيرة أوردتها زميلة صحافية سابقة كانت تعمل في إحدى الجرائد الوطنية المحسوبة على سيادة البحرين واتجاهها نحو حفظ استقرارها وأمنها وحق شعبها المتكاتف مع القيادة الرشيدة بكل جرأة وعلناً ودون تحفظ قبل أعوام فائتة.بدأ الحديث عندما اكتشفت هذه الزميلة أن بعض أفراد عائلة زميلتها الأخرى من دولة خليجية مجاورة لتقول بلا احترام «أصلاً معظم العائلات البحرينية من الطائفة السنية مجنسة من الخليج.. الشعب الأصلي للبحرين هم الصفويون!!»، إن كان هذا فكر تحمله صحافية تكتب وتقرأ وتطلع وتمارس يومياً عملاً مهنياً يجعلها في تثقيف دائم وقريبة جداً من حقائق الأحداث والتاريخ والوقائع فما بالنا بالناس البسطاء الذين من الممكن جداً أن ينطلي عليهم كلام من هذا النوع. هذا الكلام الذي تحدثت به هذه الصحافية منذ سنين فائتة وقبل الأزمة البحرينية لم يكن كلامها الذي جاء عن قناعة بل مسودة مشروع سياسي هناك من روج له في بيئتها ومحيطها العائلي والاجتماعي ولقن لها منذ الصغر وزرع في داخل فكرها كبذور تحريضية وذات فتن فكرية مشوهة يراد لها إن تبنت يوماً لتمارس هذه القناعة أمام العالم والناس وتتبنى مشروعهم الباطل ضد عائلات الطائفة السنية بالذات.فهناك إسقاط كبير تم بعد توقيف نائب أمين عام جمعية الوفاق الإيرانية الهوى خليل المرزوق بادعاء أنه سجين رأي!! داعماً الاتجاه الذي يسير نحو فكرة «الغزاة، وأن الشعب هو من سينتصر بالنهاية!!»، الشعب «الذي لو جئنا على أرض الواقع لوجدنا أغلبه» لن نقول جميعه «موالٍ لهذه العائلة الحاكمة وحقها التاريخي ويطلب «كشعب» اليوم «وبح صوته وهو يطلب ويستنكر» أن ينتصر على دعاة الباطل وقادة الإرهاب وغزاة تاريخ البحرين وعائلاته بأفعال إرهابية قبل تصريحات تتغزل بنظام إيراني لا يريده ويعتبره منذ قدم التاريخ محتلاً وغازياً ويحاول اليوم أن يكرر سيناريو احتلاله لهذا الشعب ولهذه الأرض الخليجية العربية المستقلة التي ترفض اتباع ولايات فقهية طائفية!» على فكرة الشعب البحريني واثق بالفعل اأنه سينتصر بالنهاية على هذه الشرذمة الإرهابية الغازية التي حملت لنا من الأجندة الخارجية الواهمة بامتلاك شبر من أرضنا البحرينية الخليجية على غرار سيناريو الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة».لقد تجاوز هؤلاء وثلتهم الإرهابية منذ أكثر من عامين على بدء «ثورتهم» التي لا تمثل هذا الشعب الأصيل كل حدود العقل والاحترام ليس للنظام فحسب بل حتى للشعب!! هناك إسقاط «الإسقاط يعني أن تسقط أفعالك وصفاتك على الآخرين» يتم من جانبهم لكون كل واحد منهم يدرك ما هو أصله وفصله وكيف جنس والطريقة التي أحضر فيها للبحرين قديماً وحتى المهن التي زاولوها!!» يبدو أن حرفة زراعة النخيل التي مارسوها في بلد المليون «نخلة « قديماً جعلت أحفادهم يطمحون لزراعة مليون «هبلة وأهبل» يرددون مثل هذا الكلام الباطل الذي يحاول إسقاط التاريخ البحريني واستبداله كمثل ما قالته الصحافية المتفاخرة بالصفويين!! ألم يرفعوا في فترة التسعينات شعاراً «بالعلم والعدد بناخذ هالبلد؟».لقد تجاوز هؤلاء مفهوم الديمقراطية البناءة وحرية التعبير والرأي الذي ينتقدك في تصرفاتك وأفعالك وقراراتك إلى شخصك ونسبك وعائلتك وتاريخك، فعلى الصعيد البحريني هم ينتهكون تاريخ البحرين ويزورونه مع تاريخ عائلاتها العربية يراد به غرسه في فكر الجيل الحالي والأجيال المقبلة ولابد من ضربة قاصمة تستأصل قادة المروجين له، فكلام المرزوق ليس بمستغرب اليوم لكن الفرق أنه تجرأ ووقف وصرح به على خشبة المسرح أمام جماهير هم بالأصل «يعرفون هذا الكلام ويحفظونه من آبائهم» ولقنوا إياه منذ سنين فائتة «سراً وهمساً وتدريباً وتعليماً وتحريضاً» ولا يمكن تفسيره على محمل حرية الرأي فهو تحريض واستفزاز ومحاولة للتصعيد ومن يقول اليوم إن العائلات البحرينية مجنسة من الخليج سيقول أبناؤه غداً كلاماً أكبر وأخطر وسيستهينون بكرامتهم وقد يأتي أحفادهم لإكمال مشوارهم باضطهادهم وممارسة أبشع أنواع الطائفية والتمييز بل حتى وجودهم ومعيشتهم معهم على أرض واحدة ولن يكون مستغرباً بعدها أن يقتنع هؤلاء أن عليهم تحرير أرضهم من الغزاة «ليس النظام فحسب بل حتى العائلات البحرينية من أهل السنة وقتلهم!!» كما إنهم على الصعيد الدولي ينتهكون مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان المناهضة للتمييز العنصري.لذا نقول من يقول إن معظم عائلات البحرين مجنسة من الخليج نقول له نعم فخليجنا بالأصل واحد ودولة البحرين تاريخياً معروفة من أين كانت ممتدة «من البصرة إلى سلطنة عمان» لذا فالعائلة البحرينية إحدى أفرع العائلات الخليجية التي لا تتجزأ منها وهو أكبر دليل بالأصل أن البحرين خليجية تاريخياً لا إيرانية أو جزيرة من الجزر الإيرانية كما يروجون. ومن لا يستهويه هذا الكلام فليعترف بجذوره وانتمائه الإيراني وبأنه لا يرى سوى أن مملكة البحرين مملكة إيرانية تتبع إيران ومقتنع بهذه الأكذوبة ومن يدافع عن المرزوق هو لا يدافع عن سجين رأي بل سجين مشروع سياسي إرهابي يود عمل نكسة تاريخية لتسليم البحرين وشعبها للغزاة من الخارج!* إحساس عابرنرد على من يرى أن الصفويين هم الشعب الأصلي للبحرين «بل إن الحركة الصفوية وهي حركة سياسية شيعية في فترة ما احتلت البحرين ضمن عدد من الدول وتم تحريرها من قبل العثمانيين» بعد أن مارست الإكراه والإجبار على الناس بالتشيع في المناطق التي احتلوها لذا فمن يتفاخر بأنه منها فهو يعترف دون أن يدري أنه محتل!* إحساس أخير في أمريكا لو وقف أحدهم يوماً وتكلم عن الشعب الأصلي للولايات المتحدة الأمريكية أي الهنود الحمر واستعرض مشروعه السياسي بكلمات من نوع «ولو قرر الإنجليز اليوم وهم في أوروبا أن يأتوا إلى أمريكا غزاة لن يتمكنوا لأن النظام العالمي تغير والمنظومات تغيرت»، لمورس ضد هذا الشخص في أحسن الأحوال وأبسط الأمور تهمة «مخالفة بنود حقوق الإنسان» لذا فنحن كشعب بحريني لا نفهم موضوع الخارجية الأمريكية عندما تقول إن الوزارة ستناقش مع البحرين قضية خليل المرزوق الذي حتى الشعب الأصلي لهذا البلد انتهك حقه وزور تاريخه على يد هذا الغازي الإرهابي!!