فقط اكتــب كلمتيــن فــي محــرك البحــث الإلكتروني الأشهر غوغل وهما «أهمية الصين» باللغة العربية وستجد أن عدد النتائج ستفوق 36 مليون نتيجة!بالطبع ستكون التجربة مذهلة، خاصة وإذا عرفنا أن حجم المحتوى العربي محدود للغاية مقارنة بالمحتويات الإلكترونية الموجودة في الإنترنت باللغات الحية الأخرى.سريعاً سنجد مدى أهمية الصين كقوة دولية عملاقة تعيش تحولاً من قوة كبرى إلى قوة عظمى خلال الأعوام المقبلة، ولذلك ظهرت العديد من الكتابات التي تتحدث حول هذا الموضوع، وصار هناك هوس أمريكي وغربي بالحديث عن هذا الموضوع.بالقمة التاريخية بين البحرين والصين مؤخراً وصلت المنامة إلى ذروة تحالفاتها الآسيوية الجديدة، وهو التوجه الجديد الذي شهدته السياسة الخارجية البحرينية منذ العام 2011. نتائج زيارة العاهل للصين عديدة خاصة وأنها زيارة دولة وتعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية التي تتم للصين من الناحية البروتوكولية. واليوم ليست الحاجة ملحة للحديث عن أهمية الصين لأن البحرين تجاوزت هذه المرحلة، وتجاوزت إدراك ضرورة إقامة تحالف بحريني ـ صيني، فصارت الحاجة في كيفية تفعيل الشراكة بين البلدين، خاصة وأن هناك العديد من المشاريع تم الاتفاق عليها في المجالات التجارية والتعليمية والنفطية. من الواضح أن المنامة وبكين متفقتان كثيراً في العديد من المواقف والأجندات تجاه القضايا المحلية والإقليمية والدولية، ولكن هناك رغبة مشتركة في الوقت نفسه على الشروع في تعاون أمني وعسكري. هنا نتوقف قليلاً عند التعاون الأمني والعسكري، قد يكون التعاون الأهم عسكرياً وأمنياً مع بلدان آسيا مع باكستان، وهو توجه بحريني لا يختلف كثيراً عن توجهات دول المنظومــــة الخليجيـــة التـــي ركـــزت تعاونها الأمني والعسكري منذ عدة عقود مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الأوروبية. قد تتفوق التقنية الأمريكية والأوروبية على كافة أنواع التقنية في العالم، ولكننا بصدد الحديث عن تقنيات أمنية وعسكرية من نوع مختلف، والمعادلات الأمنية والعسكرية دائماً ما تتطلب تحقيق التوازن، بحيث لا يكون الاعتماد على طرف دون آخر ذو نتيجة سلبية ليكون هناك طرف متحكم في وسائل حفظ الأمن القومي للدول.بالتالي فإن الحاجة ملحة لتنويع التحالفات الأمنية والعسكرية للبحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي، واللافت هنا أن العقيدة العسكرية لدول مجلس التعاون لم تركز حتـــى الآن علـــى عنصـــر هـــام وهو الأمن البحري، فجميعها تملك سواحل وتقع في منطقة بحرية استراتيجية، وإلى الآن لم يتم استثمار هذا العنصر بشكل فعال لحفظ الأمن الإقليمي الخليجي، ولنلاحظ هنا أن خمس بلدان فقط في العالم لديها قدرات لتصميم وبناء حاملات الطائرات، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، ولكن مؤخراً حدث تحول آسيوي عندما دشنت الصين أولى حاملات الطائرات من صناعتها في العام الماضي 2012، وتبعتها الهند خلال العام الجاري عندما دشنت أولى حاملات طائراتها. هذا المثال البسيط يفتح آفاقاً واسعة أمام دول الخليج للاستفادة من التقنية العسكرية والأمنية الصينية والهندية تحديداً. وكما أبرمت دول المنطقة اتفاقيات دفاعية لحفظ أمنها واستقرارها مع بلدان غربيـــة، فإن المجال مفتوح أمامها لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع قوى آسيوية أخرى.