مما لاشك فيه أن هناك مواقع إدارية في مختلف القطاعات الحكومية بالدولة تزخر بقيادات تستحق الإشادة والثناء لما يقومون به من أدوار وطنية تساهم بشكل واضح في النهضة التي تشهدها المملكة، والذي يأتي من خلال تكاتف المخلصين والشرفاء حتى تستمر عجلة التطور في السير بخطى ثابتة لبناء نهضة الوطن، ولعل أهم المواقع التي تستحق أن يهتم بقياداتها والعمل على تعزيز دور هذه النماذج الإيجابية التي تستحق الإشادة والتكريم؛ بعض مدراء المدارس المخلصين الذين يمارسون وظيفتهم بدافع وطني خالص دون انتظار أية امتيازات أو مصالح شخصية، فهؤلاء الجنود المجهولون يرون نجاحهم بإعداد قادة المستقبل الذين سيساهموا في دفع بناء الوطن.لعل السر في التمايز بين مدير مدرسة وآخر، إلى جانب الحنكة الإدارية وحسن استخدام الموارد المتاحة في تطوير العمل التربوي، يكمن في رؤيته الأصيلة للموقع الذي يتولاه، فمن يشعر أن على عاتقه صناعة مستقبل البحرين من خلال ما يحققه من نجاح في بناء الطالب البحريني بناءً حقيقياً، مدير المدرسة الناجح يجب أن يعمل على تسخير جميع الإمكانيات المتاحة لدعم عمليات التعليم والتعلم عبر تفعيل جميع المرافق الموجودة في البيئة المدرسية لخلق بيئة جاذبة للطالب وابتكار أساليب مبتكرة ومحفزة للمعلم تدفعه لإبراز إبداعاته في المجال التربوي والتعليمي، وعدم الاهتمام بالرتوش والبهرجة الإعلامية من خلال تنظيم بعض الفعاليات الهامشية البعيدة عن المحور الرئيس لدور المدرسة في المجتمع.من هنا فإن الإدارة الناجحة هي التي تسعى لبناء الإنسان السوي أخلاقياً قبل الاهتمام بنوع وكم العلوم التي يتلقاها، والتميز هنا يكون في القضاء على أي سلوكيات سلبية قد تكون موجودة ورفع نسب الانضباط الطلابي باللوائح والأنظمة للوصول إلى أن يكون الانضباط ممارسة ذاتية للطالب وليس الخوف من العقوبة هو الدافع.وبالتالي فإن هذا النوع من الإدارات التي تمكنت من تحقيق انجازات على مستوى الأصعدة انعكس أثرها بشكل إيجابي ومباشر على مسلكيات الطلبة ومستوى تحصيلهم وتمكنت من احتضان مواهبهم وقدراتهم وتنميتها وجعل المدرسة مكاناً محبباً يشتاق إليه الطالب تستحق كل الشكر والتقدير، والشكر موصول إلى وزير التربية والتعليم ودوره البارز في إنشاء هذه النماذج التي أصبح النجاح يلاحقها لتكون قدوة تستحق الإشادة، ونتمنى أن تحصل على الدعم اللازم لتتمكن من تقديم المزيد من العطاء دون الالتفاف للمحبطين وأعداء النجاح.همسة..من خلال التواصل المستمر مع بعض أولياء الأمور ومتابعاتنا للعمل التربوي نلاحظ القفزة النوعية والتطور الملموس في مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات، ودون شك فإن دور الإدارة وأسلوبها المتميز في تحفيز العاملين في المدرسة هو الدافع الرئيس نحو هذا الإنجاز، نتمنى أن يتم تبادل الخبرات وتعميم التجارب الإيجابية لمثل هذه النماذج الناجحة على باقي المدارس.
Opinion
قيادات تربوية وطنية!
19 مايو 2013