لم تكن مجرد احتفالية لتوزيع الدروع التذكارية والشهادات التقديرية على المكرمين الذين فاق عددهم الثمانين شخصاً، إنما كانت أشبه بالملتقى التاريخي لجيل من الرجال الأوفياء الذين أفنوا جزءاً كبيراً من شبابهم في خدمة الرياضة البحرينية بدوافع من الإيمان بالعمل التطوعي .هكذا كان التجمع الذي احتضنته قاعة المؤتمرات الكبرى بفندق الكراون بلازا في أمسية تكريم رواد العمل التطوعي في الأندية والإعلام الرياضي، والذي نظمته مشكورة المؤسسة العامة للشباب والرياضة ليكون امتداداً لتلك الأمسيات السنوية التي كانت تقيمها اللجنة الأولمبية البحرينية لتكريم المتميزين في مجال الاتحادات الرياضية والإعلام الرياضي، والتي كان آخرها تلك الأمسية الرمضانية التي احتضنها فندق السوفوتيل بالزلاق قبل عامين تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة تحت مسمى أمسية الوفاء والتي من المنتظر أن تتكرر هذا العام لمن تتوافر فيهم معايير التكريم و نيل جائزة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة للعمل التطوعي .هذه المناسبات، ومثيلاتها كتلك التي يحييها مستشار جلالة الملك المفدى للشباب والرياضة الرياضي المخضرم صالح بن عيسى بن هندي بمجلس بن هندي العامر خلال شهر رمضان المبارك كلها تأتي شاهدة على الدور الكبير الذي لعبه رواد الحركة الرياضية في مملكة البحرين عبر سنوات طويلة من العمل التطوعي المخلص، هذا الإخلاص و الوفاء لم تستطع مساحيق الحياة المدنية الحديثة أن تخفيه بل أن أولئك الرجال الأوفياء ما يزالون يتمتعون بنفس القدر من الإخلاص والوفاء لمؤسساتهم الرياضة رغم ابتعادهم عن العمل الميداني الذي أفنوا فيه جل شبابهم .هذه الصورة تجسدت على أرض الواقع في قاعة المؤتمرات الكبرى بفندق الكراون بلازا مساء الأربعاء الماضي حين التقى جميع هؤلاء الرواد تحت سقف واحد بعد طول غياب وبانت حرارة اللقاء بينهم وسيطر شريط الذكريات الجميلة على أجواء الحوار حتى كاد أن يطغى على أجواء الاحتفالية.إنها ذكريات الزمن الجميل القائمة على المبادىء والقيم لا على المظاهر والمصالح الشخصية، ولذلك تبقى تلك الذكريات راسخة في الأذهان نستعيدها كلما أتت مثل هذه المناسبات أو كلما قلبنا وفتشنا في أوراقنا القديمة أو طالعنا تلك اللقطات السوداء والبيضاء التي يتحفنا بها صديقنا وزميلنا العزيز ناصر محمد في زاويته المميزة « والله زمان».كلمات الإشادة والشكر والثناء التي كانت تصدر من الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة راعي الحفل و رئيس المؤسسة العامة للشباب و الرياضة هشام بن محمد الجودر صاحب المبادرات المتميزة أثناء التكريم كان لها صدى إيجابي على نفوس، ومعنويات المكرمين زادتهم سعادة على سعادة اللقاء.شكراً لكل المبادرات التكريمية لرواد العمل التطوعي في المجال الرياضي متمنياً استمراريتها وفق المعايير والشروط التي تتناغم و مسماها على أمل أن تكون هذه المبادرات دافعاً للجيل الحالي لإعادة الحياة إلى العمل التطوعي الذي بدأنا نلمس غيابه ونستشعر التأثيرات السلبية لهذا الغياب!كل عام وأنتم بخير