الوجوه مكشوفة في البحرين ولا داعٍ للبس أقنعة الزيف والخداع والتقية، إذ كلها سقطت في مؤامرة الانقلاب وبان ما كان خافياً في الصدور.وعليه؛ من يريد اليوم التذاكي واللعب على مشاعر البسطاء يخوض معركة خاسرة، فكثيرون من أبناء هذا الوطن باتوا يعرفون تماماً ما يريده الانقلابيون والمحرضون والكارهون منه، لا يريدون له استقراراً وأمناً ولا إصلاحاً، بل انقلاباً صريحاً يغير النظام ويمارس نزعة الانتقام الطائفي بحق حكام البلد ومن يقفون معهم مدافعين عن البحرين.اليوم يخرجون مزيداً مما بداخلهم، بالأخص فيما يتعلق بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، هذه الجارة والحليفة التي لا يحمل لهـا كــل بحرينــي «مخلــص» إلا كل المحبـــة والاحترام والتقدير، في المقابل يكن لها البغض والكره كل من يراها «عائقاً» أمام تحقيق مطامع التمدد الإيراني.ألم يصفوا قوات درع الجزيرة المنبثقة عن اتفاقيات أمنية تضم دول مجلس التعاون الخليجي بأنها قوات «احتلال» سعودية؟! أهذا وصف توصف به السعودية؟! والله لا يصفها بذلك إلا أذناب إيران وأتباع المرشد الذي «عمد» الولي الفقيه التابع له في البحرين.حينما تتخذ السعودية موقفاً كبيراً في الأمم المتحدة برفض عضوية مجلس الأمن يقوم كارهو البحرين ودول الخليج «العربي» ومحبو إيران بالتهجم على المملكة، متغافلين أن الموقف السعودي جاء بناء على مواقف عربية أصيلة قوية تجاه القضية الفلسطينية والمجازر السورية المدعومة من إيران بحق الشعب الذي يقتل هناك، وجاء بناء على موقف واضح وصريح تجاه «عجز» المنظمة الدولية وتحيزها للمواقف التي تضر الإسلام والعروبة. هذا موقف يعبر عن جميع المسلمين والعرب الذين ما هانوا وضعفت قوتهم إلا حينما فقدوا من يمثلهم بمواقف صريحة وقوية. والله كلمة الشكر أقل شيء تقال للسعودية.لكن كارهي السعودية لا يعجبهم ذلك، ينتقدون ويطعنون ويلمزون، في حين نقسم بأن لو حبيبة قلوبهم إيران كانت في موقع السعودية وكان لها تصويت لدخول مجلس الأمن لهللوا وهتفوا واعتبروه انتصاراً ووقوفاً نداً بند للقوى العالمية. طبعاً هذا لن يحصل، فمجلس الأمن يعرف كيف يتعامل مع إيران، أقلها بفعل النفوذ الأمريكي من خلال فرض العقوبات وتشديدها.الموقف السعودي فيه رسائل واضحة، لكن هناك طبعاً من يتعامى عن ذلك، لأن الحقيقة تقض مضجعه، ولأن مجرد ذكر اسم السعودية يضايقه، متناسياً أنها ومعها أربع دول أخرى، إضافة إلى البحرين، يمثلون تكتلاً ووحدة أخوة وأشقاء في الإسلام و»العروبة» يربطهم مصير واحد.نسبة التصويت لصالح السعودية 176 صوتاً من أصل 193 وحدها كافية لأن تقول الكثير بشأن وزن وحجم المملكة العربية السعودية في ميزان القوى الدولية، والموقف السعودي برفض العضوية بعدها هو رسالة أكثر وضوحاً بأن لهذه المملكة سيادة وهيبة وقوة وليست دولة تعمل بناء على التبعية أو تخضع بعمليات لي الذراع.كلما كره الانقلابيون السعودية كلما التصق بها شعب البحرين المخلص أكثر وأكثر، هم أشقاؤنا وإخواننا الذين لا نستعر منهم ولا نرخص بهم، ولا نبدلهم بدولة أجنبية تاريخها مليء بهواجس الطمع واختطاف البحرين.لو كان سيدهم ومولاهم في موقف السعودية لهللوا وباركوا وتغزلوا. الأوراق مكشوفة ولا يفيد التجمل، فكل إناء نضح بما فيه حينما حاولوا سرقة البحرين.