لقد كان وقع يوم (14 أغسطس) كبيراً في وجدان البحرينيين، لدرجة أن البحرين انتقلت من مرحلة إلى مرحلة أخرى في ذلك اليوم، فأصبحت البحرين قبل وبعد «14 أغسطس».الجميع رأى وعلم وعاش وعرف أن يوم 14 أغسطس 2013 -وهو يوم التمرد المزعوم- كان يوماً طبيعياً أكثر من الأيام العادية الأخرى، ولكن ما لم يكن طبيعياً أن زعيم الوفاق كان «يغرد» من مكان آخر لا نعرفه، ولكنه مؤكد ليس البحرين.وفي تحليل لتلك التغريدات، قال البعض إنها محاولة لامتصاص الفضيحة الكبرى لفشل محاولتهم الانقلابية في هذا اليوم، والصدمة الكبرى بعدم التفاعل الشعبي مع دعوتهم، فعلي سلمان كان يتحدث عن «سلمية» وفي الأساس لم يكن هناك حراك! وكان يتحدث عن مغادرة 50 ألف خارج البحرين! ورغم ذلك نجحت، هل هؤلاء الخمسون ألفاً ذهبوا إلى مكان آخر لا نعرفه نظموا فيه التمرد الذي يتحدث عنه علي سلمان، وكانت تعليقات علي سلمان تبث من هناك ونحن لا نعلم؟!.. يا لها من مأساة حقيقية في المصداقية والصدق مع الذات.يقول علي سلمان في تغريداته -وننقلها لكم لتعيشوا حجم الكذب الداخلي الذي نحاول توصيفه لكم- في يوم 14 أغسطس:-1 لقد نجح القائمون على الدعوة اليوم بأكثر مما توقعنا من حيث نجاحهم في تسليط الضوء أكثر على الثورة البحرينية لمدة 40 يوماً.-2 ونجح القائمون على دعوة اليوم من حيث قدرتهم على المحافظة على السلمية التامة بصورة مذهلة.-3 ونجح القائمون على دعوة اليوم من حيث حجم الاستجابة الطوعية الكبيرة لإغلاق المحلات التجارية في مختلف المناطق.-4 اليوم يشعر الإنسان بثقة وطمأنينة أكثر أن الثورة السلمية تجذرت وأنها مستمرة حتى تحقيق التحول الديمقراطي.-5 يعود الفضل في عدم سقوط ضحايا في تقديري لأربع جهات؛ الأولى تأكيد الداعين لتمرد على السلمية والثانية التزام المتظاهرين بالسلمية التامة، الثالثة بعض الضغوط الدولية من بعض الجهات المؤثرة والرابعة ترشيد القوى السياسية للتحرك بشرطية السلمية في أي تحرك ليكون محل الدعم والتأييد.-6 نجحت دعوة اليوم برغم سفر أكثر من 50 ألفاً من جماهير الثورة وفي يوم عمل فكم سيكون النجاح لو كانوا متواجدين.كل ذلك ليس المهم الذي نود أن نؤكد عليه، أما المهم فهو إظهار قوة الدولة وأنها تسير على الطريق الصحيح في التعامل مع المحرضين على الإرهاب، وإن دل فشل هذا اليوم على شيء فيدل أيضاً على انكشاف حقيقة تلك الدعوات التي تطلقها الوفاق وانحسار الناس من حولها.كما يستفاد من ذلك أيضاً، أن لغة الحسم والقوة والضرب بيد من حديد على الإرهابيين والمحرضين هي اللغة التي تفيد في إصلاح الوضع، أما لغة الحوار -التي لايزال الجهاز الرسمي- يتحدث عنها فهي لغة تؤدي إلى تراجع كبير، بل أصبحت تعد ضد الرغبة الشعبية التي أقرها المجلس الوطني ضمن توصياته.كل الشكر لجهود سمو رئيس الوزراء الواضحة في ردع الإرهاب.. إن يوم 14 أغسطس هو درس كبير يجب أن نتوقف عنده للاستفادة في رسم السياسات المستقبلية، ولا يجب أن يمر مرور الكرام.