«المجموعة البحرينية» التي تقود الحراك السياسي البحريني خارج البحرين لا تتحرك منفردة في بريطانيا أو في الولايات المتحدة الأمريكية بل تتحرك ضمن «شبكة» عربية إيرانية مزودة بتمويل ضخم وبتشجيع وتحفيز من دوائر سياسية أمريكية بريطانية، وهي فرع لشبكة أكبر تتحرك ضمن مشروع أكبر يضم الكويت واليمن والمملكة العربية السعودية، وتتحرك جميعها بتزامن منذ عام 2002 نجحت في لبنان والعراق وجارٍ تفعيل بقية المجموعات في بقية الدول العربية.مشروع «صعود الشيعة» في منطقة الخليــج العربـــي كما يسميه ولي نصر أو «فالي نصر» كما يطلقون عليه و هو باحث أمريكي من أصل إيراني يحمل درجة بروفيسور في السياسة الدولية عضو مجلس العلاقات الدولية الأمريكي ومجلس الشؤون الأمريكية الإيرانية ويتمتع بصلة وثيقة مع أقطاب الإدارة الأمريكية ونشر له مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي العديد من أبحاثه وتدور معظمها حول «صعود الشيعة» أو «نهضة الشيعة». ويروج المشروع للفوائد التي ستعود من تمكين الشيعة في الخليج على الأمن القومي الأمريكي. بدأ المشروع حين فتح الجلبي الخط المباشر ووظف علاقاته مع دوائر الاستخبارات الأمريكية للترويج لبعض الأسماء البحرينية، كما إن واحداً كحسين عبدالله الأمريكي من أصل بحريني ويعمل مديراً لمركز «أمريكيون من أجل الديمقراطية» بالإضافة إلى عمله في الكونجرس و لديه ارتباطات وثيقة مع وزارة الخارجية الأمريكية، نجح في اصطحاب عضوين من الكونجرس في أغسطس 2010 وهما السيد ماكجفرن والسيدة إدواردز لحضور ندوة نظمتها منظمة العفو الدولية ولجنة الحقوق بجمعية المحامين البريطانيين، والعضـوان شاركــا معــه فــي جلسة الاستماع بالكونغرس الأمريكي التي نظمتها لجنة ثوم انتوس وشارك فيها سيئ الذكر جو ستارك.المجموعة البحرينية لها أذرع عراقية و إيرانية فتحت الخط في الدوائر الأمريكية، وليس خافياً على أحد الدعم اللوجستي الذي تقدمه مجموعة الجلبي ومجموعة الحكيم العراقية لمجموعة البحرين في العاصمة البريطانية كذلك، وليس خافياً «الوقف الإيراني» الذي يديره سعيد الشهابي باسم «مؤسسة الأبرار» والمكلف برعاية المجموعة البحرينية في بريطانيا، حيث يعز من يشاء ويذل من يشاء هنــاك من اللاجئين البحرينيين له، وكشف العديد من الشيعة المنشقين عن الشهابي من مدراء مراكز حقوقية ومن رؤساء تحرير ومن وزراء سابقين كانوا هم الرعيل الأول لمن آواهم الشهابي قبل تولي جلالة الملك سدة الحكم في لندن وأسس معهم ما عرف بحركة أحرار البحرين كشفوا أسرار تلك العلاقة بعد أن اعتقدوا أنها انتهت وأنه ما عاد لهم صلة بالعمل السري مع الشهابي خاصة بعد أن عاب عليهم تخليهم عن «مشروع الثورة» وانغماسهم في مشروع الدولة.واليوم بعد أحداث 2011 يتولى الشهابي رعاية الرعيل الثاني من الشباب الذي يقيم في لندن وعددهم بالعشرات يتحركون بمعيته في كل ندوة وكل جلسة نقاش، وهناك العديد من التفاصيل الكثير منها نشـــر ومنها ما لم ينشر حول هذه الرعاية وهذه الشبكة، ويتمتع سعيد الشهابي بوضعية خاصة مع قناة البي بي سي العربية و يخصص (لضيوف الشهابي) البحرينيين ساعات بث يومية على هذه القناة، كما إن صلاته مع بعض أعضاء اللوردات والأحزاب البريطانية كانت دوماً مفتاحاً للمجموعة البحرينية في بريطانيا، والشهابي (لحم أكتافه) مثلما يقــال من التمويل الإيراني بشهادة البريطانييــن أنفسهم! أما صلة الشهابي بمؤسسات شيعية عربية أخرى مقرها لندن فهي صلة تعلن عنها هذه الجهات ومنها الجمعية الخيرية اللبنانية التـي ذكـــرت أن «رئيس الجمعية اللبنانيـــــة قام نهار الخميس 13.05.2010 بزيارة إلى مؤسسة الأبرار الإسلامية في لندن والتقى كل من الأخوة الدكتور سعيد الشهابي وسماحة الشيخ حسن التريكي والدكتور صلاح التكمجي (عراقي)». وترفض المجموعة البحرينية الإفصاح عن مصادر تمويل نفقاتها الباهظة في جنيف وبروكسل وبريطانيا، إلى درجة أن رئيس جمعية للشفافية أحد المترددين على تلك الدول يرفض الإفصاح عن مصادر تمويل نفقاته، وقال لا يحق لأحد أن يسألني!!«فالقضيـــة البحرينيـــة» إذاً - إن صح التعبيـــر- لا تدور في فلك معزول عن بقية المجموعات العربية الشيعية والتي مقرها العاصمة البريطانية أوالعاصمة الأمريكية، وليست التصريحات العلنية واللقــاءات المصورة التي ضمت المجموعات الشيعية الخليجية العربية ( البحرينية والكويتية والعراقية واللبنانية والسعودية واليمنية) وحدها من فضح حجم التنسيق وتلك الشراكة، بل يصاحبها العديد من الاستشارات التي قدمت للبيت الأبيض بضرورة تبني المشروع الشيعي الأمريكي في منطقة الخليج. المجموعات الشيعية في هذه الدول العربية لا تتحــــرك بانفــراد بــل هــي تــدور ضمــن الفلــك ذاته فالقضية اليمنية هي الأخرى متداخلة مع دعم مجموعات شيعية سعودية وعراقية، فضمن ذات الشبكة اتهمت الحكومة اليمنية مواطنين سعوديين بجمع التبرعات لمساعدة الحوثيين وذكرت أسماء معروفة أبرزها نمر النمر والخبيزي والسيف ورغم أن هؤلاء نفوا هذا الاتهام إلا أن أنباء تسربت عن وصول 14 مليون ريال سعودي للمتمردين الحوثيين، وكان بيان السيستاني الداعم يدعم الحوثيين أبرز أوجه الدعم العراقي له ولا يخفى على أحد مدى ارتباط المجموعة السعودية التي وجهت لها الاتهامات بدعم حركة التمرد اليمنية الشيعية بعلاقة وثيقة مع أعضاء جمعية الوفاق البحرينية التي رفضت إصدار بيان إدانة لأحداث العنف والتعدي على حدود المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيين بدعوى عدم الرغبة في التدخــل في شؤون الدول الأخرى، رغم أنهم أصـــدروا بياناً داعماً لحزب الله في بداية الفصل التشريعي الثاني 2006.خلاصة القول إننا أمام شبكة عربية شيعية تعمل بتنسيق تام تمويلاً ودعماً لوجستياً تدور جميعها في فلك المشروع الأمريكي بتمكين الشيعة.
Opinion
حرب الشبكات 2
16 سبتمبر 2013