مقال الأربعاء الماضي، والذي نشر هنا تحت عنوان «قصة الجدحفصي التكانة الذي هاتفني»، تجاوب معه القراء بشكل لافت، فقد تلقيت العديد من المكالمات التي تؤيد ما جاء فيه وتثني على خطوة الجدحفصي الذي أثار في اتصاله مجموعة من القضايا المهمة. لعل من المناسب التطرق إلى بعض تلك المكالمات والتعليقات و«الواتسابات». تربوي متقاعد، كان يرأس أحد الأندية في أوائل الستينات، صرف جزءاً من وقته الثمين في اتصاله بي معلقاً على المقال، فقال إنه ينبغي من رؤساء المآتم أن يبادروا الآن بعقد اجتماع فوري فيما بينهم ليتدارسوا التجاوزات التي حدثت في عاشوراء العام الماضي والتجاوزات التي حدثت في الأيام الأولى من عاشوراء الحالي، وأن يخرجوا بقرارات حازمة لأن المناسبة مهمة وهي لكل المسلمين وليست للمنتسبين لمذهب معين.التربوي المتقاعد قال لي أيضاً إنه كان يحرص على الذهاب إلى مأتم بن سلوم للاستماع إلى خطب الوائلي، وأن والده كان يحرص على عمل غداء في يوم العاشر ويحث على قراءة القرآن فيه، وأنهم كانوا يذهبون إلى حيث مواكب العزاء ويحرصون على التواجد هناك، مشيراً إلى أن تغير مفاهيم العزاء وتوظيفه من قبل البعض لخدمة الأهداف السياسية واعتباره أداة للمواجهة مع السلطة جعله، والكثيرين من أهل السنة، يفضلون البقاء في بيوتهم، مبيناً أن ما يقومون به يسيء إلى الحسين وإلى قضية الحسين. التربوي المتقاعد الذي اعتبر أصحاب المآتم المسؤول رقم واحد عن التجاوزات، قال إنهم كمسؤولين بإمكانهم أن يحسموا الأمور ويمنعوا كل متجاوز يؤثر سلوكه على إعطاء هذه الذكرى حقها، واستذكر كيف أنه أنزل مشاركاً من على المنصة أوائل الستينات في حفل النادي الذي كان يرأسه وأقيم بمناسبة المولد النبوي الشريف بسبب أنه خرج عن موضوع الحفل وتحدث في أمور سياسية، مؤكداً أن الحزم والحسم هما السبيل لضبط الأمور وإعادة عاشوراء إلى مكانته التي يستحقها الإمام الحسين عليه السلام.هنا أيضاً تعليق أحد القراء على المقال المذكور، حيث كتب «شكراً لأخوي الجدحفصي فنحن مثلكم نفخر بحب آل البيت كلهم.. ورحم الله والدينا جميعاً. ما نتمناه أن يتكلم هذا الرجل البحريني الأصيل (فمثله كثير ولكنه وزمن الرويبضة) وأن يأخذ إمام المبادرة أمثاله.. ويمدوا أيديهم لإخوانهم المجروحين من فعل البعض ممن اختطف الشارع الشيعي وبينه على غير طبيعته الصحيحة والتي نعرفها جميعاً.. فنحن عبود ومكي وخلود وجعفر إخوان وأحباب. نظفوا عاشوراء من السياسة حتى نعود كما كنا.. إلهي كثر من أمثال عبدالنبي صديق الوالد.. مازال وإلى اليوم يبعث صينية عيش المأتم.. لا قطعها الله من عادة.. ومأجورين». ما يؤكد أن الجميع ضد تلك الممارسات الدخيلة على عاشوراء وضد توظيف هذه المناسبة الدينية الخاصة بسبط الرسول عليه الصلاة والسلام في أمور السياسة ومحاولة تطويعها لتتحول إلى أداة لمحاربة الدولة وزعزعة الأمن.أما من «الواتسابات»؛ فلعل من المناسب نشر هذه «الواتسبة»، حيث كتب مرسلها «.. لكن ما هو دور الحكومة الآن بعد أن تبين أن هناك رفضاً للفوضى وأعمال العنف من أهل القرى»، مبيناً أن «هذه فرصة يجب استغلالها من قبل الحكومة، فهذه الفئة الرافضة لهذه الأعمال التخريبية، وإن كانت قليلة، إلا أن على الحكومة أن تكسبها».أهمية المثالين الأولين أنهما جاءا من قارئين من أهل السنة، أما أهمية المثال الأخير فتكمن في أنه جاء من قارئ شيعي، لكنه ليس من جدحفص، وإنما ينتمي إلى قرية أخرى تعاني أيضاً من تلك التجاوزات وأعمال التخريب والخلط بين عزاء الحسين.. وعزاء السياسيين!