نقــــــول لعلــي سلمان والنائب الفلتــــــة شمطوط إن الملايين حول العالم يحيون ذكرى الحسين ولم أجد شرطة تعتدي على معزين إلا في البحرين، ونقول لهما؛ هل سمعتم قط أن معارضة وطنية في العالم تقطع الطريق على الناس وتهدد حياتهم؟ هل سمعتم أن دولة في العالم يعتدى على مدارسها يومياً بأعمال إرهابية؟ وهل سمعتم قط أن مواطنين يعتدون على رجال الأمن ويفجرونهم؟ نحن لم نسمع بمثل هذه الجرائم إلا في البحرين، التي يستنكر فيها الاعتداء على معزين لم تذكر أسبابــه، وهو ليس اعتداء بالسكاكين ولا الأسياخ ولا قنابل حارقة ولا رصاص حي، اعتداء قد لا يخرج عن استخدام مسيل دموع لمخالفة من لم يعترفوا بها أبداً، لأنها مخالفات مقصودة لإحداث المواجهات، وذلك كي يكون هناك تصريح من جانبهم وتقرير يرسل إلى المنظمات، حيث إن مرور عاشوراء بدون مواجهات مع رجال الأمن لا يخدم الوفاق التي تدعي تضيق الدولة على ممارسة طقوس مذهبها.إذاً الاعتداء على المدارس وقتل رجال الأمن وتعريض حياة المواطنين للهلاك أمر اعتيادي ومقبول ولا يسمى اعتداء، وذلك عندما تكون هذه الاعتداءات في قاموسهم نضالاً وجهاداً، ولكن عندما يقوم رجال الأمن بواجبهم بإزالة المخالفات والتصدي للخارجين عن القانون، بالطبع بالنسبة لهم هو اعتداء لأنه يريد البحرين أن تلبس السواد من المحرق إلى الرفاع.ثم نسأل ما هي قصة المجسمات التي انتقلت من مقر جمعية الوفاق إلى الساحات، مجسم بحجم طيارة بيونج «737» تقريباً، وهو مجسم سفينة النجاة، أليس هذا مخالفة قانونية؟ أم أن صناعـــة المجسمات أصبحت جزءاً من العبادات؟ إذاً فليخــــرج الفنانون في كل المناطـــق ويصنعوا المجسمات الدينية والسياسية ليدور الناس حولها، وهكذا تتحول الأرض التي أقيم عليها المجسم إلى أرض مقدسة لا يجوز الاقتراب منها أو الاعتداء على المجسم لأنه رمز سياسي أو رمز ديني، وقد يتحول إلى مزار، وذلك عندما تصبح المجسمات جزءاً من التقرب بالعبادات، أو أنها تمثل ديناً، أو ترمز لطائفة.طبعاً الاستنكار والتنديد لم يقف عند علي سلمان؛ بل شاركه النائب شمطوط الذي يقول إنه سيطرح «موضوع اعتداء رجال الأمن على الشعائر الحسينية في جلسة النواب المقبلة»، كما يضيف: «التعدي عليها خارج القانون ومن دون إذن قضائي»، فبالله عليكم أليس هذه نكتة شمطوطية عندما يطالب بإذن قضائي لإزالة مخالفات؟ أم إن هذه المجسمات واللوحات والأعلام قد حصلت على موافقات من الدولة، كي يطالب النائب الفلتة بإذن قضائي.ولنجري هنا مقارنة بين حرية التعبد بين الطوائف؛ هل فتحت يوماً مساجد السنة ميكرفوناتها لغير الأذان وإقامة الصلاة وخطبة الجمعة؟ هل خطوا يوماً لوحات وكتبوا كتابات على جدران مساجدهم أو بيوت تحفيظ القرآن تمجد رمزاً دينياً أو سياسياً أو تحمل أي إساءة إلى طائفة أو تتوعد بالثأر والانتقامات كما تحمله اللوحات والشعارات التي تمــــلأ الشـــوارع بعبـــــارات يفهم ما يقصد بها، ثم يقـــول مثل هذا النائب وغيره «مــن يقـــــول مــن المسؤولين أن كل مكونات الوطن تتم معاملتهم بشكل متساوٍ وأن الأزمة ليست طائفية في البحرين»، فأين يا حضرة النائب الميزات التي حصل عليها أهل السنة؟ هل بنت لهم الدولة المساجد ودور حفظ القرآن؟ هل قدمت لهم المعونات المادية أو خصتهم بأراضي لمواقف سياراتهم عند المساجد؟ أم هل خصصت لهم رجال أمن تغلق الشوارع كي يؤدوا فريضة الجمعة وذلك كما تفعل لمواكب العزاء التي كانت ومازالت تخصهم بكل الرعاية والاهتمام؟ هل قام أي محافظ من المحافظات بتفقد حوائجهم واحتياجاتهم وذلك كما يفعلون للطائفة الشيعية، حيث يتفقدون عياداتهم وخدمات البلدية والاستعدادات المرورية؟لا هذا لم يحصل ولن يحصل، وذلـك لأن أصحاب هذه المساجد ومصليها وطلابها لا يحبون الضوضاء ولا يميلون إلى الصراخ بعباداتهم، فهم يتعبدون بخشوع يرجون رضا الله، ورضا الله يغنيهم عن المجسمات وعن الشعارات وعن الزيارات التفقدية من المسؤولين الذين لن يشكرهم علي سلمان ولا نائب منهم، لأنهم قد انتقلوا اليوم من مرحلة العزيات إلى مرحلة السلطات التي يريدون أن يكونوا علـــى رأسها حتى يمدوا السواد من المحرق إلــى الرفاع، وبعدها لن يحتاجوا إلى مجسمات ولا موشحات لأن الجميع سيعزي ويلطم في كل مؤسسة، حتى مؤسسة الجيش، ولكم مثال العراق التي أصبح الجميع فيها يعزي حتى مؤسستها العسكرية.قول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمــــه الله في محبة آل البيـــت: «ومــن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبونهم للإيمـــــان وللقرابــــــة من رســـول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكرهونهم أبداً».