أكثر الناس ولعاً بزيارة فرجان المحرق، هم أهلنا وإخواننا من دولة الكويت، ما إن يصبح الجو لطيفاً ويزورنا أحد الإخوة من الكويت، إلا ويقول لك: «خاطري أتمشى في فرجان المحرق..!».تكاد تكون المحرق إحدى المدن النادرة في الخليج العربي التي مازالت تحتفظ بطابع الفرجان القديمة والبيوت القديمة، لكن هناك أمراً يدمي القلب، وهو أن من يسكن تلك البيوت، هم الآسيويون، هوية للحجر.. ولا هوية للبشر..!إخواننا من أهل الكويت يقولون لنا إياكم أن تدمروا هذا الإرث التاريخي والأصالة التاريخية النادرة لمدينة المحرق، لكننا لا نعرف كيف نجيب عليهم، هل نقول إن بقاء هذه البيوت على حالها هو أمر غير مرتب..! أو نقول إنها «ضريبة قديمة» تسددها المحرق؟أم نقول إن الأمل في أن يسمع نداءنا قادة البلد بأن يطوروا المحرق مع الإبقاء على الطابع التراثي القديم لها؟والله لا نعرف ماذا نجيب، ولا أحد يعرف ما هو مستقبل المحرق، هل هي سكن للآسيويين، هل هي مدينة تاريخية؟ هل هي أم المدن؟ ولكن أم المدن اليوم من دون روح أهلها الأصليين!استوقفني تصريح لمحافظ المحرق قبل أيام حين قال: «إن إقامة أماكن ترفيهية على السواحل يضع حداً لسراق السواحل»!وللأمانة ذهبت ذات مرة لأقرأ اسم صاحب التصريح، خلته نائباً بالبرلمان، أو عضو جمعية سياسة، أو عضو جمعية بيئية، لكنه كلام محافظ المحرق، ولا أخفيكم أعجبت بالتصريح، ولكن من هم سراق السواحل؟ما أقول إلا الله يعين الإخوان في ديوان الرقابة المالية، وش بصيدون وش بخلون، نصف الشعب «يقتبس من المال العام» والجميع يحمل الديوان المسؤولية، ومثل ما أعرف وتعرفون «فوق يدهم يد.. ويد.. ويد».. وأنا ما أعرف ألعب كرة يد!نشرت «الوطن» أمس صفحة كاملة بالصور عن بيوت حالة بوماهر، وقال النائب الفاضل عيسى الكوهجي إن أكثر من 150 بيتاً آيلة للسقوط في حالة بوماهر!فإذا كانت حالة بوماهر بها 150 بيتاً آيلة للسقوط، فكم بيتاً في المحرق كلها، وكم بيتاً في البحرين كلها؟حالة بوماهر حظيت باهتمام كبير من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، وهو يشكر على اهتمامه وحبه الكبير لأهالي المحرق، وكان أول من طرح موضوع بيوت حالة بوماهر هو العبد لله حين كنت بصحيفة أخبار الخليج، والحمد لله استجاب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان في ذلك الوقت، حتى أن محافظ المحرق حدثني صباحاً وقال أنا بالموقع الذي كتبت عنه وأبشرك بيصير حل بإذن الله. واليوم ولله الحمد أقيم مشروع إسكاني من بعد أمر سموه، كما تقام المستشفيات، والخدمات الأخرى.غير أن ما قاله النائب عيسى الكوهجي كان خبراً يشبه الصدمة، فهل مازال هناك 150 بيتاً آيلة في حالة بوماهر اليوم؟إنه أمر محبط، والمحبط أيضاً أن بالمحرق أماكن كثيرة تشبه حالة بوماهر وربما أكثر سوءاً. جلالة الملك حفظه الله أمر بمشروع البيوت الآيلة، وهو أحد أهم وأكبر المشاريع التي تلامس حياة الناس، ويشكر جلالته على هذا المشروع، لكن المشكلة أننا نعاني من شح بالأيادي النظيفة بالوزارات، فهناك من تلاعب بالمشروع، وهناك من أخذ ما أخذ، حتى تم تشويه المشروع الكبير بسبب عدم وجود الثواب والعقاب والمحاسبة، وأخذ المشروع يتنقل بين الوزارات، وكل وزارة تفعل ذات ما تفعله الأخرى من دون رقابة ولا محاسبة، إلى أن أصبح المشروع يشبه «الوهم»، وأخذت الناس تندب حظها، ولا تعرف مصير بيوتها.حتى اللحظة فإننا لا نعرف ما هي الخطة المستقبلية للمحرق، هل سيعاد بناؤها على ذات طابعها القديم، هل المشروع لدى وزارة الإسكان، هل المشروع لدى وزارة الثقافة؟ هل المشروع لدى البلديات؟والله ما تعرف من رفيجك! هل ستبقى كما هي حتى تصبح مدينة أشباح وآسيويين، هل سيعاد أهلها إلى مناطقهم بعد أن يتم تأهيل المناطق لتصبح صالحة للعيش؟رذاذالحديث بشكل كثير عن دور السفير الأمريكي أجده من غير جدوى، أهل البحرين يعرفون دوره تماماً، والدولة تعرفه تماماً، والجميع يعرف دوره، وأين يضع أياديه، لكن الدولة لا تحرك ساكناً!حتى تجمع الوحدة الذي يجمع تواقيع لرفعها للرئيس أوباما تطالب بتغيير السفير، فإنهم يطلقون حملة تواقيع، ويستقبلون السفير.. جملة تناقضات بحرينية غريبة عجيبة.. الدولة من جهة، والجمعيات من جهة أخرى.إن كان أحد النواب يريد الجنسية الأمريكية مقابل الخدمات التي يقدمها للسفير الأمريكي، فإن هذا ليس مستغرباً، لكن أين دور مجلس النواب من هذا الذي يجري؟أين دور الدولة مما يفعله السفير من تدخل في الشأن المحلي؟الجميع يتفرج، والجميع ينتقد، ولا أحد يتخذ خطوة عملية!والله لو أن «عنتر» بيننا اليوم لطالب هو أيضاً بالجنسية الأمريكية، الكل يريد «الحصانة» حتى يفعل ما يريد ويقول للدولة أنا أمريكي!«حصانة» للنواب، «حصانة» للأمريكيين، «حصانة» لرجال دين، «حصانة» للإرهاب «حصانة» لمواطني دول خليجية، حصانات وايد بالبلد، الكل عنده «حصانة» وهي زوجة الحصان!وأنا ما عندي حتى «حمارة» حساوية أجلكم الله!! سري للغاية «1»إذا كان الحديث عن نائب في مجلس النواب مجند من السفارة الأمريكية، فإن السؤال الأهم هنا، كم هم المجندون في المجلس المعين؟باعتقادي الشخصي أن المشكلة هناك، أكبر من المشكلة بالنواب.. وسلامتكم! سري للغاية «2»يقال إن سفير دولة عظمى دأب منذ فترة على إرسال وسطاء من أجل الجلوس مع إحدى الجمعيات السياسية التي أصبح لديها تمثيلاً ضعيفاً بالبرلمان!وأن هذه الجمعية ترفض الجلوس مع السفير، ولا نعلم هل موقف الجمعية موقف وطني بحت، بسبب دور السفير في أحداث البحرين، أم أنها لا تجلس مع السفير خشية أن يفتضح أمرها ويقال إن الجمعية الفلانية تجتمع مع السفير.. وهذه الأيام الجمعية مو ناقصة كلام!!
Opinion
150 بيتاً آيلة في «بوماهر».. وعنتر الأمريكي!
08 سبتمبر 2013