صباح الأحد الماضي الثامن من سبتمبر، اليوم الأول للطلبة في العام الدراسي الجديد، اهتمت جمعية الوفاق ومن يعمل تحت عباءتها بتوجيه رسائل على شكل بيان وتغريدات للطلبة تحثهم على التفوق في الدراسة، وهذا في واقع الأمر شيء طيب حيث حث الطلبة على التفوق في دروسهم هو في كل الأحوال تعبير عن الحرص عليهم وعلى مستقبلهم، لكن ما لم تنتبه إليه الوفاق والمغردون هو أنهم أوقعوا أنفسهم في تناقض واضح وأكدوا أن الوفاق وجناحها العسكري «ائتلاف شباب فبراير» يعتمدون اعتماداً كلياً على الطلاب في عملياتهم الميدانية و»ثورتهم»!لنقرأ هذه التغريدة التي كتبها أحد المهتمين بالشأن الحقوقي «أعزائي الطلاب: الإصرار على التفوق يؤكد أن شعب البحرين يناضل فكرياً وميدانياً، تفوقوا في دراستكم من أجلنا جميعاً. تحية للطلاب المعتقلين». القراءة الأولى للتغريدة تبين لنا أن الرسالة موجهة إلى الطلاب وليس إلى الطلبة، حيث مفردة الطلاب تعني الذكور من الطلبة المتعلمين بينما مفردة الطلبة تشمل الذكور والإناث، أي الطلاب والطالبات. والواضح من صيغة التغريدة أن الكلام موجه إلى الذكور، إلا أن لم يكن المغرد منتبهاً للفارق في المعنى بين المفردتين. يقول المغرد أيضاً «إن الإصرار على التفوق يؤكد أن شعب البحرين يناضل فكرياً وميدانياً» أي أنه يريد من الطلاب أن يتفوقوا في دراستهم ولكن في نفس الوقت يريدهم أن يتفوقوا في اختطاف الشوارع وإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس.. وكله في ميزان حسناتهم! يقول أيضاً «تحية للطلاب المعتقلين» وهو ما يفهم منه أنها رسالة تطمين للطلاب ملخصها أن هناك دائماً من يشد أزركم ويدافع عنكم لو تم حجزكم أو اعتقالكم أو صدرت أحكام بسجنكم . أما القول «تفوقوا في دراستكم من أجلنا جميعاً» فهي رسالة تكليف واضحة معناها إن لم تتفوقوا في دراستكم رغم كل شيء، أي رغم انشغالكم بالمهام التي يتم تكليفكم بها في الميدان فهذا يعني أنكم قصرتم في واجبكم.. وخنتم الأمانة! الواضح من التغريدة أن المطلوب من هؤلاء الطلاب أن يهتموا بدروسهم ليتفوقوا وفي نفس الوقت عليهم أن يواظبوا على العمل الميداني فينجحوا هنا وهناك ويربحوا الدنيا والآخرة! لكن التغريدة أيضاً بها ما لم ينتبه له المغرد، ففي التغريدة اعتراف صريح بأن «ائتلاف فبراير» والوفاق يعتمدون في عملياتهم الميدانية و»نضالهم» على طلاب المدارس وأنهم هم الذين يزجون بهم في السجون ليتاجروا بهم.لعل التغريدة التالية التي نشرت في حساب باسم نبيل رجب تؤكد المعلومة الأخيرة. تقول التغريدة «مئات المطلوبين من قبل النظام سيحرمون من دراستهم خوفاً من ملاحقة النظام لهم والزج بهم في السجون والتنكيل بهم» ، فهذه التغريدة تقطع الشك باليقين كونها تأكيد على أن الطلاب هم أساس العمليات الميدانية التي يقوم بها «ائتلاف فبراير» الذي تبين أنه الجناح العسكري للوفاق بعدما أعلن ذلك صراحة في تجمع جماهيري قبل أيام المعاون السياسي لأمين عام الجمعية. لا أعرف كيف يمكن لهؤلاء الطلاب أن يجمعوا بين المهمتين فيتفوقوا في دراستهم ويتفوقوا في اختطاف الشوارع وتعطيل حياة الناس والتسبب في أذاهم، ولكن يبدو أنه لا مفر لهم من تحقيق هذا الأمر طالما أنه «حكم وصادر»!رسالة إلى الوفاق وائتلافها، الطلبة جميعاً في ذمتكم وما تفعلونه هو عملية اختطاف لهؤلاء الذين قررتم أن يكونوا وقود حرب لا يعرفون أهدافكم فيها. ورسالة أخرى إلى الجمعيات السياسية، ليكن لكم موقف من كل هذا الذي يحدث أمام أعينكم، فالطلاب والطالبات أبناؤكم أيضاً.
Opinion
الوفاق للطلاب.. تفوقوا في المدرسة والميدان!
11 سبتمبر 2013