لا هي رواية وفاقية ولا ستراوية، بل هي استغاثة من «موقع القادسية» للشيخ د.طه حامد الدليمي، استغاثة تقول إن «النظام الإيراني يقوم بإعدام أهل السنة في إيران انتقاماً لسوريا والبحرين»، وهذا هو نص الرسالة:«قام النظام الصفوي الإيراني قبل 7 شهور بإعدام خيرة شباب الأكراد من حفظة القرآن بتهمة السلفية وهم «بهرام أحمدي، وهوشيار محمدي، وأصغر رحيمي، وكيوان كريمي، وبهنام رحيمي، ومحمد بهمني، ولم تسلم الجثث لأسرهم»، ولما لاحظ النظام الإيراني سكوت العالم العربي والإسلامي بعد إعدام هذه المجموعة، قام بإصدار حكم بإعدام ستة وعشرين شاباً من الدعاة والمبلغين لدعوة التوحيد وحفظة القرآن وسينفذ الإعدام شنقاً صباح الخميس المقبل 19-9-2013 لأول دفعة وهم «جمشيد دهقاني «20 جزءاً»، جهانكير دهقاني «القرآن كاملاً»، حامد أحمدي «22 جزءاً»، كمال ملالي «17 جزءاً»، عبدالرحمن سنكاني «14 جزءاً»، أحمد نصيري «19 جزءاً». وقد صرح وزير الداخلية الإيرانية أن «هذا الحكم كان انتقاماً للبحرين وسوريا». ناشد صاحب الرسالة المسلمين قائلاً: «نسألكم بالله العظيم ألا تتوقف هذه الرسالة عندكم لعلنا نوقف نزف الدماء السنية في إيران».إنها صورة من صور وجه التشابه والتشابك بين النظام الإيراني والمعارضة الإرهابية الصفوية التي تحدث فيها رؤوس الانقلاب في طهران، حيث صرح الانقلابي «قاسم الهاشمي» بأنه في حال شن ضربة عسكرية ضد نظام بشار الأسد سنتكفل بحرق البحرين وفتح جبهة في الخليج العربي عبر البحرين.إذاً هي حقيقة وليست رواية، فإن ما يحدث في البحرين اليوم هو انتقام إيراني برعاية أمريكية، وما موقف الـ47 دولة ضد البحرين إلا جزء من هذا الإصرار الإيراني الأمريكي، الذي يسعى إلى اكتساح البحرين، حين تكون البحرين هي الجبهة التي ستضرب منها المملكة العربية السعودية وهي الجزء الأصعب في الخليج العربي، ولذلك نرى اليوم تصاعد وتيرة الإرهاب في البحرين وتحدي عملاء إيران للدولة بصوت مرتفع ووقح، وما تزايد عدد الإعدامات التي تطال أهل السنة في إيران وكذلك العراق إلا تنفيس لهذا الحقد الدفين الذي طالما قرأنا كلماته، ولكن مع الأسف كان الجميع يظن بأنها مجرد كلمات مرثية لن تخرج من إطار الشعارات، وها قد جاء اليوم الذي تخرج في كلمة «الثارات» لتصبح موتاً وهلاكاً يتجرعه أهل السنة، وقد ذاق مرارته أهل السنة في البحرين، وعرفوا طعم الحياة مع أتباع إيران وهم بدون قوة ولا سلطة، فكيف ستكون معهم الحياة عندما يتمكنون من السلطة.إنه الانتقام الذي نعيده وسنعيده كل مرة عليكم ونذكركم كي لا تنسوه، وتعرفوا حقيقة ما تضمره تلك النفوس التي اجتمعت في الدوار وصفقت لتمثيلية الإعدامات التي كانوا سينفذونها حالما يتم الإنزال للحرس الثوري الإيراني على سواحل البحرين، فإذاً المشانق لم تكن لعبة ولا تسلية ولا تمثيلية، بل كادت أن تكون قصة واقعية مثلها مثل ما حدث لبهرام وكيوان وزملائهم الذين ينتظرون دورهم في طابور الإعدام، قصة واقعية شاهدناها على «يوتيوب»، وكيف كان الانتقام من المريسي، وكيف كان الانتقام حتى من الأجانب الذين تم سحلهم في الشوارع وكيف تم نقلهم إلى مستشفى السلمانية لقصبهم وتشريحهم.. إنها مشاهد لم تنسَ ولن تنسى، فهي لم تحدث في عصر فرعون وهامان، بل نعايشها في واقعنا كل يوم، نشاهدها في الشوارع، ونعيش مأساتها لحظة بلحظة، فإذاً ما يحدث في إيران من إعدامات ليست حالة مستغربة، بل مثلها يحدث في البحرين وإن كان بصورة مختلفة، لأن هناك، الإعدامات تقوم بها السلطة، وهنا الانقلابيون الصفويون لا يملكون السلطة، وإنما ينفذونها بالطرق التي سمحت لهم «الشرعية الدولية» المتمثلة في أمريكا والـ47 دولة التي ساندت جرائم القتل التي تنفذها المليشيات الشيعية، بحرق رجال الأمن أحياء وتفجير السيارات والقنابل، فهي جرائم مسنودة من المجتمع الدولي الذي يساند جرائم الوفاق في البحرين، كما يتجاهل جرائم القتل والإعدامات التي تنفذها الحكومة الإيرانية في حق أهل السنة، ولذلك شنق بهرام وكيوان، وقتل المريسي وسحل ماجد أصغر وتم تفجير الظفيري.فيا أهل البحرين ويا أهل الخليج إن الدور قادم إليكم بعد بهرام وكيوان، وبعد فتح الجبهة في البحرين ومحاولة فتحها اليوم على المملكة العربية السعودية، ستطلق أمريكا يد إيران فيكم وفي أبنائكم وبناتكم، وما حدث لسنة إيران، وما يحدث في سوريا والعراق سيحدث لأهل السنة في الخليج، وإن -والله- ما يفعله أتباع إيران في البحرين، ما هو إلا من الوعود والمواثيق التي حصلوا عليها من إيران وأمريكا، فيا أهل الخليج أعيدوا النظر في سياستكم واستعداداتكم، فمسك العصا من الوسط لن تكون نتيجته إلا أننا سنكون في طوابير الإعدام التي مر منها بهرام وبهنام وكيوان.