المدخل حافل بصور إنجازات مصنع «ألبا» ومساهمته في الدخل القومي وعدد البيوت التي يفتتحها هذا المصنع الكبير، ممر يوصلك للقاعة الأولى والمخصصة لرواية مصنع «ألبا»، وبه بنوراما بالصور تحكي بالصوت والصورة وبالفيديو الموجودين كمواد مسجلة ومخزنة قصة محاولة حرق هذا المصنع وتخريبه، والمواد موجودة ومسجلة تروي سيناريو للمخطط التخريبي لهذا الصرح الوطني ثم يعرض من خلاله بالجرافيك «3 دي» سيناريو المخطط فيما لو تم تنفيذه وينتهي بعرض الأرقام التي تبين حجم الخسائر الوطنية لو نجح ذلك السيناريو لا سمح الله.ثم تقودك القاعة إلى ممر آخر يحكي قصة البطولات البحرينية التي أفشلت هذا المخطط، أيضاً بالصوت والصور والفيديو، كيف ترك أهل البحرين الشرفاء بيوتهم وعيالهم وباتوا في المصنع يحمونه بأرواحهم ويجمعون الليل بالنهار حرصاً منهم على عدم توقفه وحمايته وحرسوه بأعينهم. قاعتا ألبا تقودك لقاعتي بابكو وهكذا تنتقل لكل مؤسسة ومنشأة وطنية تحكي للزائر قصة الخيانة في 2011 ومعها قصة تروي بطولات أهل البحرين الذين حموا منجزاتهم ومنجزات أجدادهم وآبائهم.فهناك القاعات المخصصة للمنشآت التعليمية وقاعات مخصصة للمنشآت الطبية، ولن يأخذ الموضوع وقتاً فمازالت أشرطة الفيديو والصور والتسجيلات موجودة وبكميات كبيرة تحتاج لأرشيف ولقاعات تخزين، خاصة وأن بعض القطاعات تحتاج إلى أكثر من قاعة، وفي كل واحدة منها يسير زائر المتحف بالتدريج حسب التاريخ بشكل بنورامي يمر على صوت الراوي وهو يروي لك باليوم والساعة أين وقع الهجوم وصور التخريب والحرق والاحتلال ومن رمي من فوق السطح ومن طعن بالخناجر وينتقل بك المسار لينقطع صوت الراوي وتظهر فيديوات مسجلة لضحايا الاعتداءات في المنشآت الطبية والتعليمية.أما القطاع الإعلامي فيحتاج إلى متحف قائم بذاته لعرض مجموعات كبير من التسجيلات بالصوت والفيديو تبدأ من التسجيل الشهير لنداء الاستغاثة الأول لأحد الأطباء صاحب «أغيثونا هناك مئات الجثث الملقاة على الطريق»!! إلى التسجيل الشهير لصاحب «طائرة الأباتشي تقصفنا»، إلى الآلاف من التسجيلات للقاءات وخطابات والتبشير للدولة المهدوية وووو وإعلان الجمهورية وتخصص لكل قناة فضائية قاعة وهنا تحتاج لأكثر من أربعين قاعة، ثم قاعة مخصصة للصحافة الأجنبية وقاعة منهم للصور المفبركة وبعد هذه القاعات ينتهي القسم الإعلامي بقاعة تخصص لآلاف الشرفاء الذين جندوا أنفسهم عبر وسائل التواصل الإعلامي من نساء ورجال واصلوا الليل بالنهار ليكشفوا هذه المؤامرة للخارج في وقت أحكم فيه الخناق على أهل البحرين ولم يكن يسمع إلا لرواية الخونة.هــذا متحــف يخصــص فقــط لهـــذه القطاعات، أما المتحف الثاني فيخصص للدوار وهناك مواد مسجلة ومصورة عديدة كافية لتملأ قاعات بها الشعارات وبها مجسم للخيم وتقسيمها وتدخل كل خيمة وتستمع للمحاضرات التي ألقيت فيها وهي مسجلة أيضاً وموثقة وقاعة مخصصة للمنصة وما قيل فيها ومن صعد عليها، والتسجيلات للكلمات التي ألقيت، والتسجيل الشهير الذي يدعو فيه رواد الدوار لجمع السلاح وتخبئته لأن هناك صحفيين أجانب سيزورون الدوار، وبالإشارة التي هلل لها الحضور حول الرحيل واللافتات والقوائم التي رفعت وتسجيلات انتصرنا والناصر الله ووو، أما القاعة الأهم فتحتاج إلى تصميم خاص لقاعاتها يكون فيها السقف عالياً لأنها ستكون خالية إلا من الرافعة الأصلية التي وضعت في الدوار والتي أتمنى أن تكون وزارة الداخلية مازالت محتفظة بها، فإن لم يكن كذلك أتمنى أن تشتريها الدولة وتحتفظ بها.أما المتحف الثالث فهو مخصص فقط لرجال الأمن يخصص للضحايا من القتلى ومن المشوهين ممن حرق وممن قطعت أطرافه وهناك المئات من الإصابات وتخصص قاعة لكل ضحية تليق بحجم تضحيته الموثقة بالفيديو وبالصور وبشهادة آبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وبالأسلحة التي ضبطت واستخدمت بالتاريخ وبالمكان. ومتحف يوثق أسماء الأطباء والمدرسين والمحامين والكتاب والصحفيين الذي تآمروا ومع كل اسم أدلة موثقة بالصوت والصورة. «ما حدث في البحرين لم يحدث في أي بقعة في الأرض، فما سمعنا عن خيانة بهذا الحجم ولابد أن يحفظ التاريخ تلك الجريمة».كان ذلك مجرد استرجاع سريع من الذاكرة لمقترح من عدة اقتراحات جاد بها أهل البحرين الشرفاء أيام الأزمة كتبت حينها مقالاً «حتى لا ننسى» أطالب فيه بمتحف خاص بالأزمة نتعلم منه ونستفيد فما كان من القراء إلا الحماس والاندفاع وهذا أحد مقترحاتهم في حينها وليست كلها كي يخلدوا فيه تضحيات وبطولات الآباء والأجداد في حماية البحرين من أكبر مخطط تآمري قامت به مجموعة من الخونة سيظلون في ذاكرتنا وكدنا أن نغطيها لولا أن الخيانة عادت للسطح بالرواية العوراء لمتحف العار. نحن بحاجة لمتاحف لا لمتحف حتى نتمكن من تغطية أكبر حكاية خزي وعار يحكي قصة الخيانة الوطنية.. فمن كذب في 2011، وقال عن طائرة الأباتشـــي مـــازال مــــزوراً للحقائق في 2013 لأن القانون ساكت عنـــه.