طالعتنا وسائل إعلام «إسرائيلية» بأنباء عن احتمال توجيه ضربة ضد إيران قبل الانتخابات الأمريكية، بما يعكس التوترات الشديدة المحيطة بإيران وبرنامجها النووي، وبدورها ردت الأخيرة مهددة بضرب «إسرائيل» واستخدام فزاعة هرمز كعادتها. ثم تأتي بعد ذلك تحذيرات رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو من إيران والتي يدّعي أنها ستكون على شفا امتلاك قدرة تصنيع أسلحة نووية، بما يعزز مطالبته للرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضع «خط أحمر واضح» لطهران، فيما قد يعمق أسوأ خلاف «إسرائيلي» أمريكي منذ عقود من الزمان. ممارسين بذلك أدوارهم المسرحية بحرفية عالية؛ فإن هجوماً لن تشنه «إسرائيل» على إيران البتة، وأن كل ما تصدره تلك الأطراف الثلاثة من تصريحات نارية مضللة، وما تعكسه من توترات على السطح ليست سوى أكاذيب لطالما مارسوها، ما قادهم لإطلاق أكذوبتهم الكبرى مؤخراً بشأن التقارب الأمريكي الإيراني، وكأن تقارباً من قبل لم يكن.تشكل كل من الولايات المتحدة الأمريكية و«إسرائيل» وإيران، زوايا وأضلاع «مثلث الشيطان»، وتقوم بينهم خلف كواليس الإعلام والدبلوماسية علاقات سرية محرمة، ولعل أول ما يمكننا التأكيد عليه من تلك القواسم المشتركة التي تجمعهم، العداء للعرب، فضلاً عن الأطماع بخيرات العرب.إن كل ما يدور حالياً من مناوشات ومشادات كلامية بين الأطراف الثلاثة سابقة الذكر إنما هو لعبة مثلت فيها إيران دور الضحية، مشكلةً بذلك «ورقة ضغط» على الخليج العربي ومصالحه، الأمر الذي كشفته التهديدات الإيرانية بمسمى «ردود الفعل» إذا ما شنّت عليها «إسرائيل» هجمتها الكاذبة، والتي ارتبطت بهجمات أخرى تشنها إيران على مواقع متفرقة من الخليج العربي بدعوى استهداف «القواعد الأمريكية» على الأراضي الخليجية، متذرعة بـ«الموقف السلبي» المزعوم لأمريكا تجاه حليفتها إسرائيل والتي تعتقد بإمكانية ردعها.تجمع -في حقيقة الأمر- بين كل من إيران وإسرائيل مصالح كبرى، لا يمكن لها أن تنتهي ببساطة شنّ هجمات «إسرائيلية»، و«إسرائيل» تدرك تماماً أنها ستظل متفردة عالمياً في حيازة السلاح النووي، وأنها قادرة على ألاَّ تمكن إيران من تخصيب اليورانيوم فوق الحد المسموح، وبما يجعلها عرضةً لأي خطر مستقبلي، غير أن القوة التي تتمتع بها إيران أمام العدو العربي، إنما هي إحدى وسائل اللعبة التكتيكية بين أطراف في مثلث الشيطان، كما أن «إسرائيل» لا يمكنها من جهة أخرى الاستغناء عن اللوبي الصهيوني في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي يضم نسبة لا يستهان بها من يهود إيران، والذين تدعمهم وبقوة الحكومة الأمريكية.!!أسرار أخرى تكشفها مقالات قادمة..