«ما في شك» بأن الحوار نهج ديمقراطي ولغة لا يفهمها إلا أصحاب من ينادي بحرية الرأي والتعبير، وأن الحوار وسيلة ناجحة للتطوير والتغيير، وأن أرقى الحوارات التي دلت على حرية إبداء الرأي والتعبير منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، هو الحوار الذي دار بين الله عز وجل وبين عدو البشرية إبليس عندما خلق الله عز وجل آدم عليه السلام.إذاً فالحوار لغة ووسيلة جادة من أجل الوصول إلى قناعات إيجابية ترضى عنها جميع الأطراف المشاركة في الحوار، لذلك حرص جلالة الملك المفدى في المشروع الإصلاحي على مبدأ حرية الرأي والتعبير، ويأتي الحوار الهادف كحق من حقوق الإنسان. والحوار السياسي في البحرين ومنذ المؤامرة الكبرى عليها على كف عفريت، «لا طايلين سما من الحوار، ولا واقفين على الأرض». بمعنى آخر لم نصل بعد إلى مخرجات الحوار والتوافق الوطني، فهل نصنف لقاءات المعارضة مع الحكومة بأنها شكل من أشكال الحوار من أجل الوصول إلى توافق وطني أو إلى مفاوضات، ومن من الأطراف هو الحلقة الأضعف في الحوار أو المفاوضات؟. هناك أزمة سياسية في البحرين، وأزمة عنيفة وجادة جداً، وما دام الحوار لم يصل إلى مرحلة الاتفاق، فهل هذا يعكس عدم جدية الحوار بالنسبة للمعارضة «جمعية الوفاق» أم المماطلة لزهق أرواح الأبرياء من عامة الناس ورجال الأمن؟.الحكومة دائماً تسعى لأن تكون الديمقراطية منهجها، وهذا مطلوب حتى مع المعارضة، ولكننا كشعب ذقنا الويل من أكاذيب المعارضة وإننا لا نثق بهذه المعارضة للأسف الشديد، لأنه لا تأتي من وراء هذه المعارضة إلا المصائب، ولو كانت المعارضة جادة لحل الأزمة السياسية لكانت أنهت الهرج والمرج في البلاد منذ المبادرة الأولى لحوار التوافق الوطني، فهي بيدها أن توقف المشاهد الهزلية التي نشاهدها ونسمع عنها كل يوم. ولو كانت المعارضة لم تضع يدها بيد الشيطان لكنا صدّقنا أهدافها ونواياها، فهناك ثوابت لا يمكن أن تتبدل أو تتغير مهما تغيرت الظروف أو تعالت الصراعات، وهذه الثوابت هي حبنا للبحرين، الحب الذي يجمعنا والتي أقسمنا بأن نحميها من كيد الأعداء، وهي بالتأكيد تعكس للجميع وطنيتنا للبحرين وولاءنا لها، مهما كانت المغريات كثيرة. خونة البلد وخدام إيران مازالوا يعيثون الفساد في كل مناطق البحرين، وسيظلون خداماً لإيران لآخر يوم من عمرهم، ولن يستكينوا عن بيع البحرين حتى لو طبقت البحرين كل أنواع الديمقراطيات، وانتهجت كل أنواع الحريات. هذه هي الصورة التي تركتها المعارضة لنا ولو كانت غير ذلك لبرهنت للجميع حسن النوايا بدءاً من إيقاف مهازل حرق الإطارات. فلا يمكن لأي حوار أن يقوم والمعارضة تساعد وتحرض على العنف والإرهاب والترهيب، فهذه ليست من مرتكزات الحوار أبداً، والمعارضة ليست ممن تقدم تنازلت حتى وإن كانت دعوة لوقف إهدار الدماء وزهق الأرواح.الحوار هو إبداء النوايا الحسنة، فهل أبدت المعارضة حسن نواياها للشارع البحريني؟ وكيف للمعارضة أن تحسن النوايا وهي تحاول أن تجلس مع الحكومة في النهار وتجلس مع الشياطين في الليل وتقول ما لا تفعل، المعادلة صعبة جداً يا معارضة ولن نصدق بأن «قلبج علينا أبداً».