طبعاً، دعوا عملاء إيران وأصحاب الهوى الانقلابي والإعلام الأصفر يصرخون ويهتفــون كعادتهم: «مسرحية، فبركـــة .. إلخ»، لأنهم باختصار لا «يجرؤون» على انتقاد إيران وولاية الفقيه بحرف، وكل شيء ضدهم ويكشف حقيقتهم يصورونه على أنه «غير واقعي» و«خيالي»، فيما يعتبرون كل الزيف والادعاءات والمسرحيات التي يقومون بها مثل «كذبة الأباتشي» حقيقة دامغة.هـــذه مسألة انتهينا منها، فهم مهمـــا تلونوا أو غيروا الخطاب يظل الارتباط ثابتاً ولا يتغير، المسألة التي تهمنا كبحرينيين -نوالي تراب هذه الأرض ولا نبيعه لأي عميل أو دخيل أو جهات خارجية- المسألة معنية بما كشفته وزارة الداخلية بالأمس، معنية بالعنوان الرئيس الذي يلخص الوضع بأكمله تحته.العنوان هنا يتمثل بأن «البحرين مستهدفة إرهابياً». وهنا نكرر كلمة «إرهاب» حتى تصل لأصدقائنا الأمريكان ليفيدونا أكثر بشأن كيفية التعامل مع «الإرهاب» ومع «الإرهابيين» باعتبار أنهم أفضل من يعرف التعامل معهم، سواء في ضبطهم ومحاكمتهم، أو بشأن التحاور معهم، ولا ننسى القاعدة المتوارثة لكل رئيس أمريكي «الولايات المتحدة لا تتحاور أو تتفاوض مع إرهابيين».عموماً، الأيام الماضية حصلت فيها أمور خطيرة، بعضها وصل لعلم المواطنين وولد لديهم قلقاً وخوفاً، مثلما أعلن عنه من وجود سيارات مفخخة في أماكن سكنية، وما زاد عليه بالأمس من كشف لمحاولات لتهريب أسلحة ومتفجرات وكذلك تهريب أشخاص مثلما حصل سابقاً مع «الهارب» الذي اختفى عامين ثم تم تهريبه ليصل إلى لندن ويدعي البطولة بعدها، وليعترف بنفسه على شاشة الـ«بي بي سي» بأن هناك أموراً لا يستطيع أن يكشفها بشأن عملية هروبه، طبعاً لا يمكنه أن يعترف بوجود ضلع للإيرانيين الذين يصرفون عليه وجماعته هناك.لن ندخل في تفاصيل المضبوطات، ولا العمليات والتخطيط لها، ولا حتى كيف حصـــل هذا وذلك، فهي مهمة أجهـــزة الأمـــن، والأخيــرة أثبتت اليوم بأنه رغـــم نسبة عدم الرضا من قبل الناس الذين تعبوا من هذه الفوضى التي تعصف يومياً بأمن الوطن والمواطن، إلا أن قوات الأمن ماضية في القيام بواجباتها بشكل دائم، سواء تلك الواجبات المباشرة عبر التصدي للتخريب والإرهاب، أو عبر المتابعة والرصد والاحتــراز وهو ما نتج عنه ضبط هـــذه العمليات بالأخص تلك التي كانت تسعى لإدخال أسلحة للبلد والأخيرة طبعاً لن تستخدم للدفاع عن البلد بل لاستهداف الرجال الذين يدافعون عن أمن البلد.المهم، هنا التحية واجبة لرجال الأمن والأجهزة الأمنية كل في موقعه، فهم طوال ثلاث سنوات وحتى اليوم يرابطون على «ثغرات» لأجل حماية هذا البلد، ويتم استهدافهم بقصد إصابتهم وحتى قتلهم، وهي ممارسات إرهابية تصمت عنها «دكاكين» حقوق الإنسان بما يجعل من يأخذ بما تقوله «أضحوكة» لأنها تغض النظر عن الإرهاب الحقيقي الذي يستهدف بلداً وأهله.الآن وبعد كل هذا الكشف، ونحن نعلم بأن هنالك أموراً أخطر وأكبر مخفية، الكشف عنها قد يفرض أموراً على الدولة يجب أن تطبقها على جهات وأفراد معينين، لأن السكوت عنها هو بمثابة المساس بحقي كمواطن وحقك أنت وأنت، فمن يسكت عن الإرهاب ومن يحضنه ومن يدعمه ومن يموله ومن يدافع عنه يعني أنه يسكت عن نتائجه التي قد تستهدف المواطن البسيط الذي يريد أن يعيش حياته في بلده بأمن وسلام.لكم أن تتخيلوا لو أن إحدى هذه السيارات انفجرت وتسببت في إزهاق أرواح، أتظنون بأن البلد ستركن للهدوء؟! أتظنون بأن إدارة الأمور على ما هي عليه الآن من تهدئة ومحاولة الجنوح للغة الحوار هو ما ستوافق عليه الفئات التي وصل الإرهاب إلى عتبات بيتها؟! ستكون التداعيات أكبر وعنق الزجاجة سيكون أضيق.الحل اليوم واحد لا ثاني له، اقطعوا دابر هذا الإرهاب ومن يحرض عليه ومن يموله ومن يبرر له ومن يدافع عنه. إن كان المدافع والمتدخل في شؤوننا الداخلية من الخارج «ألقموه حجراً» كما تفعل الدولة القوية ذات السيادة والهيمنة، وها هي السعودية على مرمى حجر حتى نرى كيف يتعامل النظام القوي للدفاع عن أمن بلده وشعبه. وإن كان من يدافع عن هذا الإرهاب من يحاول «الترنح» تارة بين شارع يخدعه بشعارات وتارة بين أطراف تمثل النظام، فأوقفوه عند حده وليكف عبثه وليحاسب بالقانون.الحل هو بالقانون ولا شيء آخر، البحرين لا تتحمل أن نصل لمستوى عمليات إرهابية وإزهاق دماء وترويع للآمنين في حياتهم. ولا يجب التأثر بأي صراخ يصدر من دول في الغرب هي نفسها لن تتوانى عن اتخاذ إجراءات أقوى وأعنف إن كان هذا الإرهاب مكتوباً له أن يصيب مجتمعاتها. والله حتى أمريكا إن وصلت المسألة للمساس بأمنها القومي وأمن مواطنيها فإن أهمية «ماكدونالدز» ومرتاديه أهم من صراخ «هيومن رايتس ووتش» ومن على شاكلتها من جمعيات «بيانات ورقية» لا تتحرك إلا بأجندات من يرمي عليها أوراق «البنكنوت».آن الأوان لتطبقوا القانون وتضربوا بقوة على كل يد عابثة بأمن هذا الوطن، البحرين مستهدفة إرهابياً، هذه حقيقة يجب أن يستوعبها العالم، وأن يكون الرد فورياً على كل من يحاول أن يفتح فمه ليتفلسف في شؤوننا الداخلية ويحول أمن بلدنا إلى «حقل تجارب» بالنسبة له.