ظهور مشكلة السلمانية إلى السطح بين فترة وأخرى وتحت مسؤولية أكثر من وزير تعاقبوا على السلمانية، يجعلنا نقول إن موضوع مستشفى السلمانية يحتاج إلى حل جذري، أو أن تنتدب شركة عالمية متخصصة لتحصر للدولة التجاوزات والأخطاء والقصور في الأمور الإدارية والطبية.الدكتور فيصل الحمر الوزير السابق كان يعمل بشكل جيد جداً في منصبه، لكن ذهب ضحية الأيادي الانقلابية الطائفية، ولم يأخذ الدكتور فيصل الحمر فرصته لينجز عمله.ما تنفقه الدولة على مستشفى السلمانية ليس بالقليل، لكن هذا المبلغ وكأنه يذهب أدارج الرياح، ونحن بين فترة وأخرى نشهد حالات وفاة جراء أخطاء طبية أو إهمال أو أخطاء إدارية، وهذه كارثة حقيقية.توفيت الطفلة فاطمة، وتوفي أمس الأول شاب بعمر 19 عاماً، وتوفيت الطفلة دعاء دماغياً، وكسرت ساق مولودة أثناء الولادة، كل هذه الحوادث وقعت في فترة بسيطة، فمن المسؤول؟من الذي يحقق في كل هذه الحوادث بينما المتسبب في كارثة طفلتين في قسم الولادة طبيبة بعينها، فأين أنتم يا من تريدون أن تصححوا الأخطاء وتحاسبوا المخطئ؟تشترك جهات عدة في التحقيق بموضوع وفاة فاطمة تحديداً، هيئة تنظيم المهن الطبية، ولجنة من الوزارة، وتحقيق من النيابة العامة، ومركز البحرين للتميز، كل هذه الجهات تحقق في وفاة فاطمة، ونتمنى أن نرى من بعد هذه الفزعة ما هي النتائج؟ ماذا ستسفر عنه نتائج كل هذه الجهات؟ وبالتالي ماذا ستتخذ الحكومة من قرارات من جانبها؟كل هذه الأمور والحوادث تظهر الحاجة إلى مراجعة شاملة تشمل كافة الأقسام وكل من له دور إداري وطبي في مستشفى السلمانية حتى نخرج بنتائج تضمن ألا تتكرر هذه الحوادث، موضوع فاطمة آلمنا كثيراً، لكن قبلها ذهب من ذهب، وبعدها ذهب شاب بعمر 19 عاماً، هذا كله يظهر أن الكوارث مستمرة، وأن المسؤولين لا يعالجون أصل المشكلة، ولا يبحثون عن الأسباب الحقيقية لما يحدث في السلمانية، كل ما يتم بحثه هو حالات فردية للوفاة، وهذا لا يعالج المشكلة أبداً.المؤتمر الصحافي أمس لوزير الصحة ولرئيس هيئة المهن الطبية كشف عن كوارث إدارية ومهنية وطبية، وهذا لا يستقيم، هناك كوارث في غرفة من أهم الغرف وهي غرفة التخدير، كيف تترك هذه المهمة لمتدربين من دون وجود استشاريين، والجميع يعرف خطورة جرعات التخدير إذا ما زادت عن حاجة المريض؟هناك أخطاء لا تغتفر، ويجب إزالة المتسببين بها من مواقعهم ومحاسبتهم وتحويلهم للنيابة العامة في إجرامهم بحق المرضى، ولا نخلي مسؤولية الوزير والوكلاء الذين يختفون في الأزمات.للحق والحقيقة وحتى لا نصيب أحداً بظلم، فإن هناك من الكادر التمريضي والطبي من يعمل بإخلاص ومهنية ويعامل المواطنين جميعاً بإنسانية بالغة، ولا يميز بين مريض وآخر على أسس مريضة، هؤلاء لهم التقدير ولهم الثناء على قيامهم بمهماتهم على أكمل وجه من جانب مهني وأخلاقي وإنساني مع الجميع.غير أنه بالمقابل فإن هناك من يعامل المرضى بعين الفرز الطائفي، وهذا لا يستحق أن يكون في مستشفياتنا، هؤلاء مرضى في الأصل ومؤدلجين فكرياً وطائفياً، فلا يستطيع المريض في قلبه أن يقدم علاجاً لمرضى آخرين.جزء من تسطيح مشكلة السلمانية هو أن نتطرق للنتائج فقط، بينما هناك أسباب حقيقية لكوارثنا في السلمانية والمراكز الطبية، أصل المشكلة هو خراب وفساد وتزوير من أجل الحصول على بعثات الطب، وبالتالي الهيمنة على مهنة الطب وعلى جمعية الأطباء، والهدف كما شاهدتم في 2011 هو احتلال السلمانية وتحويله إلى قاعدة للانقلاب.التشخيص الآخر الذي أذهب إليه يقارب كثيراً موضوع البعثات، وهو الاستيلاء والهيمنة على كلية التمريض، وهي الذراع المكمل للهيمنة على المستشفيات، وهذا حدث لعقود من السنوات، إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، فهل تدرك الدولة ماذا يجري في كلية التمريض، هل تعرفون مخرجات هذه الكلية؟مشروع الولي الفقيه، ومشروع الوفاق نجح بامتياز، مشروعهم هو الهيمنة على البعثات، وعلى جامعة البحرين، وعلى كلية التمريض والجامعات الطبية الأخرى، وبالتالي حين ينجح ذلك فإن الدولة تلتزم بالتوظيف في التربية وفي الصحة من بعد «كوبري الوفاق» من الجامعات إلى الوزارات، وهذا ما وقعت فيه الدولة، ونجحت فيه الوفاق والولي الفقيه.عدم ذكر الأسباب الحقيقية لما يحدث في السلمانية من خراب، هو تسطيح للمشكلة العظيمة، وحصرها في وفاة طفلة أو مريض، وهذا أمر مؤسف للغاية، المشكلة في الأصل هي مشكلة بعثات طب، ومشكلة الهيمنة على كلية التمريض وعلى مخرجاتها، ومن يقول غير ذلك يرى رأس جبل الجليد الطافي، ويغض النظر عن الجبل الأكبر تحت الماء.ظننا أن الدولة استوعبت الدرس في مستشفى السلمانية من بعد 2011، وإذا بنا نسير في ذات الطريق، بصراحة تامة هناك من يجب أن يغادر منصبه في الوزارة والسلمانية عاجلاً غير آجل.** توجيهات الرئيس لمركز المستثمرين كل الشكر والتقدير والامتنان للأمير خليفة بن سلمان على توجيهاته ومتابعته لما يطرح بالصحافة فقد وجه أمس مركز المستثمرين إلى معالجة البيروقراطية وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين المحليين والخليجيين والأجانب، وهذا الأمر يلقي بالمسؤولية على وزير الصناعة والتجارة لتصحيح أوضاع خاطئة كثيرة في المركز كان يجب أن تعالج منذ زمن، لكن لم يتغير شيء.وزارة الصناعة وبتوجيهات من المسؤول الأول أخذت صحافيين من صحف معينة وذهبت بهم إلى مركز المستثمرين ليقولوا إن الأمور تمام في مركز المستثمرين، وللأسف الشديد وقعت في هذا المطب جريدة عريقة مثل أخبار الخليج، بينما هنا يجب أن ننظر إلى مصلحة الاستثمار في البحرين، وليس مصلحة أفراد في الوزارة.أخبار العلاقات العامة التي أخذت وزارة الصناعة العمل عليها من بعد طرح مشكلة المركز هي تقارب صحافة السبعينيات والثمانينيات، الوقت تغير يا سادة يا كرام، فقط اطلعوا على وسائل التواصل الاجتماعي وستعرفون رأي الناس في مركز المستثمرين.استجداء صحف بعينها لتقوم بتغطيات من بعد النقد، عملية مضحكة مبكية، أنتم في أي عصر يا وزارة الصناعة..؟ما نقوله لكم اليوم عليكم تنفيذ توجيهات سمو رئيس الوزراء، كفاكم تكذيباً للصحافة.** رذاذمصادر من داخل الجمعية الانقلابية نقلت أن من بين كلام الزعيم الروحي الأول للوفاق أنه قال ذات مرة لأتباعه ما يحمل هذا المعنى: «لا تستطيع الحكومة أن تفعل لنا شيئاً، فنحن من نملك سلاح العلم، ونحن من نملك الشهادات، ونحن نملك قوة المتعلمين والذين يحملون الشهادات فهذا سلاحنا»..!إن صح ما نقل، وأحسب الكلام صحيحاً لأن هذا هو كلامهم دائماً، فإن هذا يظهر كم فرطت الدولة في مستقبل الوطن، حين سلمت البعثات إلى العجوز التي كانت هناك، ومعها آخرين من الرجال.إذا كان هناك من يحاربك بسلاح معين، إما أن تستخدم ضده ذات السلاح، أو أنك تستخدم سلاحاً متطوراً عنه.. هل أنتم هنا يا جماعة الخير..؟من يريد أن يصنع مستقبل البحرين، عليه أن يرسل الأبناء والبنات إلى التخصصات العلمية التي تحتاجها البحرين بالخارج والداخل، إن كان مستقبل البحرين مهماً لكم..!