لقد كانت «الخطة» تقتضي عام 2011 أنه في حال إخلاء الدوار لابد من استغلال الفرصة لإقناع العالم بأن شيعة البحرين يتعرضون لحرب إبادة، بدأت بقصف من طائرات الأباتشي، ثم بالادعاء بوجود أشلاء ودماء على قارعة الطريق أصبحت فيه شوارع المنامة أقرب إلى شوارع كيغالي في راوندا، وأن الجيش استخدم السلاح الكيماوي في قصف الدوار، وتم استخدام مساحيق للمكياج، إلا أن قوة الكذبة واستحالتها كشفتها بسرعة فاضطرت المجموعة أن تسحب هذه التسجيلات سريعاً من برنامج اليوتيوب وما بقي منها عرض في تلفزيون البحرين. إلا أن عدداً من التسجيلات الصوتية التي شارك فيها عدد من الأطباء والصحافيين وشيوخ الدين ونشطاء حقوقيين وهم يتحدثون للقنوات الفضائية يصرخون يستنجدون بالناتو، وبالمجتمع الدولي لإنقاذهم من الإبادة ما تزال موجودة. بعد أن فشلت هذه الخطة وتم كشف التمثيلية لأن الكذبة كانت صاروخية من الطراز سريع الانفجار وصعب تصديقها وتمريرها، نزل سقف الادعاء، فظهرت بعد فترة في عام 2012 ادعاءات تجويع الشيعة وحصار الشيعة (تفتيش العكر ونويدرات) واشتغلت آلات النشر والتوزيع وشارك في الحملة الثانية أيضاً نشطاء حقوقيون ورؤساء تحرير، ورجال دين عبر الصحف والقنوات الفضائية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك مناطق محاصرة وأن الأخبار مقطوعة عن تلك المناطق وظهرت مناشدات للتدخل الدولي، لكن سرعان ما انقشع الغبار (تذكرون دراجة كنتاكي التي كانت توصل الوجبة للمنطقة المحاصرة والتي يراد تجويعها)! وهكذا فشلت التمثيلية الثانية في إقناع المجتمع الدولي بتلك الكذبة.اليوم نزل سقف الادعاءات من جديد وتواضعت التهم فلم يعد هناك قصص قصف وأرصفة مغطاة بالجثث والدماء، ولم يعد هناك مناطق محاصرة وتجويع، إذ من الصعب بوجود كل وسائل الاتصال والنقل المباشر أن تخدع العالم بصرياً لمدة طويلة إنما يبدو أن المحاولات مازالت مستمرة كل ما تغير هو أن سقف هذا الادعاء بدأ ينزل، واليوم ظهرت ادعاءات جديدة وهي اضطهاد الشيعة «دينياً» أي منعهم من ممارسة معتقداتهم بحرية تامة، وبوجود هذا العدد والكم من المساجد والمآتم الشيعية ومساحة الحريات الكبيرة لممارسة كل المعتقدات الخاصة التي تفوق ما هو موجود في إيران وعطل رسمية، وقضاء مستقل وأوقاف مستقلة للشيعة تضاءلت الادعاءات إنما الظاهر أن «المجموعة» مصرة على الاقتداء بالتجربة اليهودية في عملية استدرار المشاعر، فمن بعد متحف الهولوكوست البحريني الذي صادرته وزارة الداخلية، ظهر لنا ستيفن سبلبيرغ البحريني بقصة «الأبارتيد» وتعني الفصل العنصري (انظر الصفحة الأخيرة في جريدة الوسط أمس الثلاثاء)، فقد صور سبلبيرغ البحرين في مقاله وضع شيعة البحرين بوضع السود في جنوب أفريقيا، و«الأبارتيد» نظام يفصل عنصرياً مواطني جنوب أفريقيا في المدارس والمشافي وجميع الخدمات، حيث لا يستطيع أسود أن يتعالج أو يتعلم مع الأبيض.ستيفن سبلبيرغ البحرين يحاول إقناع العالم بأن وضع الشيعة في البحرين يشبه وضع السود في جنوب أفريقيا، ووضع الفلسطينيين في إسرائيل، ووضع اليهود في ألمانيا، وأن الشيعة الآن معزولون في كانتونات في البحرين ويعانون من فصل عنصري، فلا يستطيع الشيعي أن يجلس جنباً إلى جنب مع السني في مدارس البحرين أو أن يتعالج جنباً إلى جنب مع السني في مستشفيات البحرين، مهدداً البحرين بمصير يشبه مصير جنوب أفريقيا أوإسرائيل التي نهرتها أمريكا بعد أن دللتها بسبب إصرار إسرائيل على جدار الفصل وبناء المستوطنات!بعد كل تلك المحاولات الفاشلة في المحاكاة اليهودية البحرينية، وبعد محاولات جريدة حائط المبكى الفاشلة، ترقبوا قريباً نشر قائمة «شندلر» البحرينية!!نصيحة لمجموعة الوفاق ... غيروا المخرج!هامشقائمة شندلر: قصة تحولت لفيلم أخرجه «سبلبيرغ» الأمريكي عام 1994 وفاز بالأوسكار. ويحكي الفيلم عن قائمة مكونة من 1200 يهودي جمعهم شخص اسمه شندلر مسيحي ألماني وأنقذهم من المحرقة.
Opinion
حائط المبكى البحريني
05 فبراير 2014