قبل أن أبدأ في الحديث عن أزمة الأسرَّة بمجمع السلمانية الطبي، أحببت أن أنقل للقارئ الكريم هذا الخبر والذي تم نشره قبل نحو شهر من الآن. يقول الخبر «استعرض فريق التميز بوزارة الصحة بمجمع السلمانية أحد مشروعاته ضمن برنامج التميز، واستمعت لجنة التحكيم بمركز البحرين للتميز إلى شرح مفصل من الأطباء المشاركين في مشروع «توفير سرير للحالة الطارئة» بمجمع السلمانية من خلال تطبيق «مفهوم الفندقة» المتمثل في التنسيق بين أقسام المستشفى لمعرفة توقيت خروج المرضى والعمل على سرعة الانتهاء من إجراءات خروجهم قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً. وأكد الأطباء المشرفون على المشروع أنه بعد تطبيق هذا النظام في أكتوبر 2012، قلتْ نسبة انتظار المرضى في قسم الطوارئ بشكل كبير، حيث أصبح معدل انتظار المرضى بعد التطبيق 4 ساعات كحد أقصى، بينما كان في السابق يصل إلى 3 أيام انتظار في قسم الطوارئ».في صباح يوم الثلاثاء الماضي، دخل أحد المواطنين «والذي يبلغ من العمر 84 عاماً» لإجراء فحوصات روتينية بمجمع السلمانية الطبي، ولأنه يعاني من بعض المشكلات في التنفس، طلب منه الدكتور المختص بالبقاء في المستشفى لعدة أيام لأجل وضعه تحت المراقبة، فوافق «الحجي» على هذا المقترح الجميل، لكنه ندم أن وافق على ذلك، ويا ليته أخذ بعضه وذهب إلى منزله.إلى حد كتابة هذه الأسطر، أي بعد يوم كامل من ذهاب المواطن الطاعن في السن إلى قسم الطوارئ، لم يستطع مجمع السلمانية الطبي توفير سرير لهذا الرجل الكهل، خصوصاً أنه يعاني آلاماً في الحوض، بسبب كسر حدث لهُ فيهِ مؤخراً، وأجريت له من قبل عملية جراحية لجبر ذلك الكسر، ولهذا فإنه يعاني آلاماً شديدة جداً، بسبب عدم استقراره على سرير مريح وثابت، هذا ناهيك أنه يقبع في قسم الطوارئ، وهذا يكفي أن يكون معاناة أخرى.مريض عجوز أجريت له عمليات جراحية عديدة، ينتظر سريراً له ُبمجمع السلمانية الطبي لأكثر من 24 ساعة، ثم يأتونك من بعيد ليتحدثوا عن مفهوم الفندقة الصحية، وهم لا يستطيعون توفير سرير واحد لرجل معمر، لكنه الإعلام المخصص للمدح والثناء وضرب «الباليس» في غير موضعه.ليس هذا الشيخ الطاعن في السن، هو وحده من ينتظر سريراً له بمجمع السلمانية الطبي، بل هنالك غيره الكثير من المرضى، ومن هنا وقبل الحديث عن الفندقة والخمس نجوم والكثير من الثرثرات التي لا طائل منها، وفروا سريراً لكل مريض يحتاج لرعاية صحية دائمة وكفى.نتمنى من وزير الصحة أن يزور قسم الطوارئ ليطلع على مشكلاته، كما يجب عليه أن يحاسب الأطباء الذين يقصرون في أداء واجبهم المهني وكيف مات من مات بسبب عمليات جراحية خاطئة، ومن المهم أن يسعى لتوفير الأدوية التي اختفت من الصيدليات الحكومية، وكذلك عليه أن يسارع في توظيف الأطباء الجدد الذين «نقعوا» لأكثر من عام بعد تخرجهم ومازالوا ينتظرون التوظيف، وهنالك ملفات أخرى يجب معالجتها من قبل الوزير. أخيراً، أقولها بصراحة تامة، لو كنتُ مكان الوزير وبكل أمانة، لقمت بتقديم استقالتي الشرفية للمحافظة على شرف المنصب، لأنني لو كنت وزيراً للصحة ولم أستطع توفير سرير لمريض بحريني أو حتى غير بحريني، فإني أعلم جيداً حينها أن هنالك قضايا أكبر من السرير لن أستطيع إدارتها، فالاستقالة ستكون هي الحل.