ما كدنا ننتهي من بيلاي وتقاريرها حتى ظهرت لنا امرأة إيرانية بتراتيلها يسمونها مرضية يقولون إنها متحدثة رسمية للخارجية الإيرانية، هذه مرضية، اليوم تدخلت في شأن دولة خليجية عربية، تدخلت في شأن البحرين، وتدافع عن رعايا إيران الذين هربوا من ظلم الفرس ليحتموا بجوار العرب، ونقول لها هنا اقبضي لسانك يا مرضية عن البحرين، فالبحرين ليس في سجونها مثاقيب تثقب الصدور، ولا مقاليع تقتلع بها العيون، كما تفعل حكومة إيران في سجونها، والبحرين دولة تعرف حدود الله على وجهها الصحيح، ولا تحتاج منك توجيهاً ولا تسديداً، فالبحرين صبرت صبراً لم تصبره دولة في العالم على إرهاب لم يعرف رأفة ولا إنسانية، إرهاب لا يختلف عن إرهاب الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا، فالبحرين لم تدخل بجنودها في سوريا لتقتل الشعب السوري كما فعلت إيران، البحرين لم تقطع إمدادات المياه عن بيوت الشيعة كما تفعل إيران مع عرب الأحواز، والبحرين لو كانت دولة بوليسية تنتهج نفس الطريقة والأسلوب الذي تنتهجه الحكومة الإيرانية في التعامل الأمني مع شعبها، لما استطاع مرزوق ولا قاسم ولا نجاتي الإيرانيين الأصل أن تلفظ ألسنتهم بكلمة، إلا وقد علقوا على المشانق كما علق خامنئي المحتجين على الانتخابات الرئاسية في 2009، ولو كانت البحرين تتعامل مع الرعايا الإيرانيين في البحرين لما بنيت لهم الدولة 800 مسجد و900 مأتم، ولما سمحت لهم بخروج عشر مسيرات يومياً، ولو كانت البحرين تتعامل مع الشيعة مثلما تتعامل إيران مع السنة لما وصلت الأمور إلى أن يطالب خادم إيران علي سلمان بتعيين شخص إيراني تم تجنيسه في 1981 في منصب رئيس الوزراء على أرض من جزيرة العرب، ولكن لتسامح الدولة الخليفية مع رعايا إيران الذين جاؤوا يبحثون عن لقمة العيش فمكنتهم بدءاً من التعليم الابتدائي حتى الجامعي، إلى أن صار ذوو الأصول الإيرانية نواب يحملون جوازات خاصة، كما منحتهم الدولة مساحات واسعة ليمارسوا نشاطهم السياسي برغم علم الدولة بنواياهم الخبيثة تجاه البحرين وباتصالهم المباشر بإيران، فهم عملاؤكم يا مرضية، عملاؤكم الذين يحجون إلى قم وطهران، عملاؤكم الذين قال أحد منهم بأنه «خادمكم المطيع»، إنهم عملاؤكم الذين يتمسحون بعباءة مرشدكم خامنئي، عملاؤكم الذين يذهبون لحج النجف ويقبلون يد السيستاني، وها هو نجاتي وكيل عنكم في البحرين ويراعي مصالحكم ويشرف على خططكم، إنهم جميعهم يتبعونكم، وها هي مواقعهم وصحفهم تصدح بتصريحاتكم وصوركم، وها هم لا يزالون يمجدون الثورة الإيرانية علانية لا خفية، وهذه مآتمهم قد طبعت عليه صور مراجعكم، فأين هذه البوليسية والحلول الأمنية التي تدعيها مرضية فخامة، ويا ليت ثم يا ليت تكون البحرين ولو ليوم واحد دولة بوليسية لتؤدب الإرهابيين تأديباً يتعلمون فيه كيف يعيشون مؤدبين في دولة العرب الخليفية، إلا أنه مع الأسف لا ينفع مع أذناب إيران كرم العرب.وكما سنرد على مرضية ونقول لها ما قاله طارق الهاشمي نائب رئيس العراق السابق «ليس هناك مشكلة مع الشيعة، ولكن المشكلة عندما يأخذ التشيع الصفة السياسية بحيث تكون إيران في قلب المشروع الصفوي، متهماً الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بالوقوف وراء ازدياد وتيرة القتل بالكاتم والتهجير لأهل السنة في الناصرة والبصرة وارتفاع غلو حزب الله وتهديداته»، إذاً فإيران هي اليوم حاضرة في قلب المشروع الصفوي في البحرين، الذي تدافع عنه اليوم مرضية، وما دفاعها عن الإرهابيين والميلشيات الصفوية في البحرين إلا دليل دامغ على دعم إيران للإرهاب الصفوي الذي تواجهه البحرين منذ التسعينات، مرضية التي تسمي الإرهابيين في البحرين نشطاء سياسيين، وفي إيران تشنقهم وتسحب ماء عينهم، ليس لجريمة ارتكبوها، بل لأنهم فقط من أهل السنة، الذين حرمتهم حقهم أن يعيشون كباقي البشر، وفي البحرين تسعى أن يصل رعاياها إلى سدة الحكم في أرض جزيرة العرب.يا مرضية هل نقول لك ما فعلت دولتك في العراق أو سوريا، وما يفعله رعاياك في البحرين، هل نحكي لك الجرائم التي يرتكبها الحرس الثوري الإيراني، أو ما تفعله حكومتك لتفريس العراق، ثم تفريس البحرين، وهكذا تفرس دول العرب ويعود إيوان كسرى الذي يحلم بعودته روحاني وخامنئي، أليس ما يحصل اليوم في البحرين هو تدبير وتخطيط من إيران.. فيا مرضية نقول لك اقبضي لسانك عن البحرين العربية الخليفية، وإن كنت تخشين على رعاياك فيمكن إرسالهم لك فأرض إيران واسعة وولايتها كثيرة، فيمكن أن يحصلوا على ما يريدون من حكم وسلطان، ويمكن تعيينهم ولاة وسفراء في خارجيتك، ولكن أن تتدخلي في البحرين بحجة الدفاع عن رعاياك، فهذا أمر لا تقبله البحرين، ولا يقبله شعب البحرين، وإن شعب البحرين يكره أن تخرج عليه مرة بيلاي ومرة مرضية، لأن شعب البحرين يعرف حقيقة الصلة بين بيلاي ومرضية، فكلتاهما تنفذان الخطة الإيرانية الأمريكية بأن تكون البحرين ولاية إيرانية.للدولة:نتمنى أن نسمع خبراً سعيداً بقطع العلاقة مع إيران والعراق وقطع الاتصال وأولها وقف رحلات الطيران بين البحرين وبينهما، لأن الخطر يكمن في هذه الرحلات فقد نفاجأ يوماً بنزول الحرس الثوري الإيراني مطار البحرين مدججاً بالسلاح.
Opinion
مرة بيلاي ومرة مرضية
26 سبتمبر 2013