الزواج نوعان.. إما أن يكون «تقليدياً» أو أن يكون «عن حب».. تعددت الآراء حول مدى نجاح كل زيجة، ومازال هذا الموضوع حائراً بين علماء علم الاجتماع حول الزواج الأفضل.يعتقد كثير من كبار السن والأهالي أن الزواج التقليدي أفضل بحجة أن الحب لا يدوم بعد الزواج، قد يكون هذا الكلام صحيحاً ولكن هل يعني أن الزواج التقليدي سيكون دائماً ناجحاً وبلا مشكلات؟يعتقد أصحاب الرأي الآخر أن الزواج «عن حب» أدوم بحجة أن المحب قد يضغط على نفسه ويتحمل من أجل حبيبه لو حدثت بينهما مشكلات.. ولكن هذا الرأي أيضاً ليس صواباً فكم من حبيبين قد انفصلا عن بعضهما بعد قصة حب جميلة، كان فيها الشاب يمثل دور «روميو» وكانت الفتاة تمثل دور «جولييت».اتصلت بي إحدى الأمهات يوماً وأخبرتني عن قصة ابنها الذي كان يحب فتاة من جنسية عربية.. تقول: حاولت إيجاد بديل لابني ولكني كلما أتيت بفتاة كان ابني يرفضها لأسباب واهية.. بعد عديد من المحاولات لم أجد إلا أن أجعله يرتبط بالفتاة التي أحبها. قلت لها: وما المشكلة اليوم؟ قالت: المشكلة أنني أشعر أن ابني غير مرتاح معها وأن بينهما العديد من المشكلات.قلت للأم: وهل يوجد بيت بلا مشكلات؟ ابنك طالما أنه قد تزوج باختياره ولم يتزوج تقليدياً فدعيه يتحمل نتيجة فعله، لا تتدخلي في حياته كثيراً وابتعدي عن لومه وكوني له عوناً ووجهيه لأن هذا ابنك أولاً وأخيراً.إنني أعتقد أن اختيار الشاب للفتاة التي يرغب بالارتباط بها اليوم أسلم وأضمن لنجاح الزواج وليعذرني أصحاب الرأي المخالف، لا أعني أن على الأهالي أن يوافقوا على كل فتاة يأتي بها ابنهم للزواج بدون سؤال وتحرٍّ عن البنت وأهلها.. أعتقد أن من المفترض على الأهالي أن يستوعبوا أبناءهم ويجلسوا معهم ويناقشوهم في اختيارهم بدلاً من استخدام وسائل الضغط غير المباشرة، فكم من أسرة قد حدث فيها العديد من المشكلات لا لشيء سوى لعدم قدرة الأهالي على احتواء أبنائهم عندما قرر الشاب أن يرتبط بالفتاة التي يحب، وكانت نتيجة ممانعة الأهل أن حدث ما لا يحمد عقباه وبالتالي حدثت فجوة كبيرة في هذه الأسرة بعد أن كانوا يعيشون في حب ووئام.أنا لست ضد الزواج التقليدي، ولكن أعتقد أن الزواج التقليدي حل للأبناء الذين لم يجدوا فتاة تناسبهم للزواج، في هذه الحالة فقط أعتقد أن من حق الأهالي أن يلجؤوا لهذه الطريقة، ولكن متى ما جاء الشاب لأهله وأخبرهم برغبته في الارتباط فإن الأسلم له ولهم أن يجلسوا معه ويناقشوه بدلاَ من معارضته، وتقع المسؤولية الأكبر على عاتق الأب هنا ليبين لابنه أبعاد قراره هذا، نقول للأب بالتحديد: حاور ابنك وناقشه في الأسباب الحقيقية لاختياره ومتى ما وجدت خطأ في تصرف ابنك قومه واحرص على تصحيحه ولكن لا تضغط عليه ليغير من رأيه حتى لا تفقد ابنك، فالعاشق غالباً ما يكون أعمى ولا يرى إلا من خلال عين وردية ولذا خذ بيده وقومه بدلاً من الانفعال عليه.أنا أعلم أن النقاش في هذا الموضوع لن ينتهي بهذا المقال ولكن علينا في النهاية أن نحترم آراء الآخرين ونقول للجميع الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، أستودعكم الله وألقاكم في مقالات قادمة.
Opinion
كيف أتزوج؟
24 نوفمبر 2013