ما شهدته المملكة الأسبوع الماضي من تجاوزات وتعدٍّ على أطفال في عمر الزهـــور بلا رحمة من قبل مدرسات ومديرات تلـــك الروضـــات في منطقتي الحد ومدينة عيســـى وغيرهما؛ قد يكون أكثر من ذلك، يستدعي الدولة ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية، باعتبارها المسؤولة رسمياً عن الترخيص للروضات، في العمل، وكان الأولى بها أن تراقب وترسل مفتشين ومفتشات في زيارات مفاجئة إلى الروضات والحضانات للتأكد من التزامها وعدم وجود أي تعدٍّ على سلامة الطلبة، خصوصاً أنهم أطفال لا يدركون ما يحدث لهم.في الحقيقة أن ما قرأناه في الصحف من وصف للتعنيف من قبل المدرسات في روضة الحد وربط الطلبة في الكراسي وتجويعهم، ووصل الأمر أن المدرسة تأكل أكل هؤلاء الأطفال الأبرياء، نرى أن المديرة تتهم المدرِّسة بأنها هي من تكيد لها، ونرى المدرِّسة تقول العكس، كل ذلك لا يهمنا في شيء بقدر ما يهم الشارع البحريني وأولياء الأمور أن تتم محاسبة من يثبت تسببه في كل تلك التجاوزات التي تحصل في مجتمعنا المسالم، والذي لم يكن يشهد مثل هذه الأمور إلا في السنوات الأخيرة، وكل هذه التصرفات دخيلة على المجتمع البحريني المعروف عنه الطيبة والرحمة والتسامح. السؤال الذي نوجهه؛ أين وزارة التنمية؟ أين كانت الوزارة من هذه التجاوزات؟ كيف لم تلحظ هذه المخالفات الجسيمة والحضانة مفتوحة منذ 2006؟ وما يزيد الطين بله أن الوزارة خرجت بتصريح بعد أن نشرت القضية في الصحافة وأصبحت قضية شغلت الرأي العام المحلي، وقالت إنها أوقفت الروضة، ولكننا لم نسمع بذلك، ويمكن تم نشر خبر مقتضب لم يتطرق إلى التجاوزات التي حدثت بهذه الصورة التي افتضحت وانكشفت وتفاجأ بها الجميع. يبدو أن التحرك من قبل وزارة التنمية لم يأت إلا بعد توجيهات رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، للوزارة إلى تشديد الرقابة على الحضانات للتأكد من قيامها بدورها في تقديم الرعاية للأطفال، ومحاسبة أي روضة تقصر من خلال اتخاذ الإجراءات الرادعة وإغلاق المخالفة، وهذا يؤكد أن رئيس الوزراء يشدد على أنه لا مجال للتساهل في أي أمر يمس الطفولة أو يسيء إليها، وهذا ما نريده من وزارة التنمية.. نريدها أن تقوم بالتشديد على مراقبة الروضات بشكل جدي، لأن هؤلاء الأطفال أمانة يجب الحفاظ عليها وردع أي مديرة أو صاحبة روضة أو مدرسة تسيء للطلبة الصغار، فالرحمة يبدو أنها قد انتزعت من القلوب.كل ذلك التحذير والانتقاد للوزارة أو غيرها هو من باب الخوف من أن تتكرر حادثة وفاة الطفل راشد الذي لقي مصرعه جراء الإهمال من قبل الروضة، وهي الحادثة التي تسببت بصدمة لدى الشارع البحريني وتعاطف معه كل شعب البحرين، واستقبل رئيس الوزراء ذوي الطفل راشد رحمه الله، ومن هنا ننبه حتى لا يتكرر مثل هذا النوع من الحوادث التي تدمي القلب وتجعل أهل الطفل في حسرة طوال حياتهم، وكله بسبب أخطاء متعمدة أو غيرها من قبل إدارات الروضات التي يجب أن يتم التشديد معها ومحاسبتها من الآن فصاعداً وتطبيق القانون عليهم حتى لا يتساهلوا بأرواح الأطفال.- همسة..كنا نتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية أن تبادر بالتحرك وبقوة، كما فعلت وزارة التربية والتعليم، حين لقي الطفل راشد حتفه بسبب الإهمال، وتم وقف الدراسة في الروضة وتتم إحالة المتسببين في الحادثة للنيابة، ولكن وزارة التنمية التزمت الصمت ولا نراها تحركت إلا بعد أن وصل الأمر للنيابة العامة التي نتمنى منها أن تطلع الرأي العام على سير التحقيق في قضية روضة الحد وكذلك مدينة عيسى!
Opinion
«روضاتنا» أصبحت غوانتانامو!
16 نوفمبر 2013