التصريح الذي أدلى به مدير الأمن العام اللواء طارق الحسن قبل أيام لـ «الوطن» تضمن الكثير من النقاط المهمة التي ينبغي التأكيد عليها، سواء تلك المتعلقة بمسألة انضباط قوات الأمن وأخطائها أو عن الحياة الديمقراطية في البحرين، أو الشائعات التي تهدف إلى إحداث البلبلة والإساءة إلى البحرين لخدمة أغراض لم تعد مستترة.اهتم الحسن بالتأكيد على التطوير الذي طال مختلف الأقسام بالداخلية، خصوصاً تعامل رجال الأمن مع المتجاوزين، ولم ينكر وجود أخطاء وقع أو يقع فيها العاملون في الميدان من رجال الأمن، وأشار إلى ما تتمتع به البحرين اليوم من أجواء ديمقراطية تفتقدها الكثير من الدول، كما اهتم بتناول مسألة الإشاعات، ونبه إلى أن ما يحدث ظل مستتراً حيناً لكنه اليوم صار مكشوفاً وأهدافه واضحة وألاعيب من يقف وراءه باتت مفضوحة. تفاصيل هذه التصريحات متوفرة في مختلف المواقع الإلكترونية ذات العلاقة، ما يهمني منها هنا هو تلك المتعلقة بالانضباط وأخطاء رجال الأمن، فالحسن أكد أن إجراءات تطويرية مهمة تمت نتج عنها رفع أداء قوات الأمن حتى صارت قادرة على التعامل بشكل جيد مع مختلف المواقف، أي من دون تجاوز للقانون الذي يبيح لها هامشاً أكبر لا تستغله بالكامل، واعتبر الميدان هو المحك ولم ينكر وجود أخطاء، فالمهام التي ينفذها رجال الأمن في الميدان يفرض عليها التعامل مع اللحظة وتقدير الموقف وسرعة اتخاذ القرار، ومن الطبيعي في حال كهذه أن تقع بعض الأخطاء التي يتم تصحيحها لاحقاً، خصوصاً تلك التي يحكمها الانفعال الذي تفرضه طبيعة الموقف أحياناً. هذا يعني أنه بالمنطق لا يمكن أن يكون أداء رجال الأمن صحيحاً ودقيقاً بنسبة 100% وبالتالي من غير المقبول استلال خطأ من بين مجموعة من الممارسات الصحيحة والتركيز عليه لأن مقابله يوجد الكثير من الممارسات التي لم يطلها الخطأ (كمقاربة، لا يمكن اعتبار وسيلة الطيران هي الأخطر بسبب سقوط بعض الطائرات، فمقابلها توجد آلاف الرحلات التي تصل يومياً إلى المطارات سالمة). الحسن قال «نحن قوة منضبطة أساساً والأخطاء التي وقعت تمت معالجتها، فتدريبنا للقوات مستمر والإرشادات والتوجيهات والنصح مستمر والرقابة اليوم تطورت في كثير من الأمور». هذا يعني أن اللواء لم يقصد فقط الأخطاء التي يقع فيها بعض رجال الأمن اليوم ولكن أيضاً الأخطاء التي وقعوا فيها من قبل أي منذ بداية الأحداث، وهذا تصريح مهم ينبغي تسويقه في الخارج الذي للأسف يعتبر كل ما يأتيه من الحكومات «بضاعة فاسدة».الفارق بين الداخلية و«المعارضة» هو القدرة في التسويق، فـ «المعارضة» تتمتع بمهارات عالية في فن تسويق أفكارها ومواقفها وقصصها والإشاعات، وقد انتبهت لهذا الأمر مبكراً وتمكنت من الوصول إلى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، والتأثير عليها وأسرها إلى الحد الذي صارت تعتبر كل ما يأتيها من الحكومة مشكوكاً في صحته ولا قيمة له.ما تناوله اللواء طارق الحسن في تصريحه مهماً وقابلاً للتسويق لأنه يعتمد الحقيقة بالقول وبالدليل، وهو أمر يدحض الكثير من الادعاءات التي تصل الخارج من تلك الأطراف، لذلك فإن تسويقه مهم لفضح أولئك الذين لا يهمهم سوى الإساءة إلى البحرين ضمن مخطط لم يعودوا هم أنفسهم قادرين على نكرانه. قول مدير الأمن العام إن «الداخلية تعتمد مبدأ الشفافية وكشف الحقائق فيما يختص بعمل الأمن العام، وأن التحديثات والتطويرات المستمرة في الأمن العام ساعدت كثيراً في أدائها لواجباتها، خصوصاً وأنها تواكب المستجدات التقنية»، وكذلك اعترافه بوقوع بعض الأخطاء من قبل رجال الأمن والعمل على تصحيحها، قول مهم وهو «خوش بضاعة» وبالتالي ينبغي العمل على تسويقه.
Opinion
تسويق «بضاعة الداخلية»!
26 ديسمبر 2013