الصمت في وقت أزمة الوطن جريمة، والتفرج على من يكيدون بالوطن ويتربصون به أيضاً جريمة لا تغتفر، وما أكثر المتفرجين في الأزمات، وما أكثر صوتهم وصورهم في الرخاء.في موضوع الإرهاب والإمساك بالخلايا الإرهابية أصبح الحديث عن ذلك مزعجاً لنا، لا لشيء ولكن لأننا نشعر أحياناً (مع كامل تقديرنا لجهود الداخلية) أن القرار السياسي لاستئصال الإرهاب متردد، وليس قراراً نافذاً بصلاحيات كبيرة، يجعل الجهات الأمنية (تمسح) كل شبر من البحرين مسحاً.ذات مرة قلنا إن البحرين بعد ما مررنا به تحتاج إلى تمشيط كبير وإلى مسح شامل، لا يترك شبراً من بؤر الإرهاب إلا ووضع يده عليها، فالسعودية رغم مساحتها الشاسعة إلا أنها مسحت بؤر الإرهاب تماماً حين ضربها، وحاصرت كل الأماكن حتى وصلت إلى الإرهابيين وقضت على الإرهاب، فلماذا لا نفعل نحن هنا؟هل هناك أعز وأهم من الأمن؟من أين هو التقصير هل هو من الجهات الأمنية؟أم هو من القرار السياسي الذي يُصعد تارة ويتراجع أخرى، أصبحنا في حيرة من أمرنا فيما يتعلق بالإرهاب ومحاربته، ومع كل قضية تكتشف، فالله وحده الذي يوفق لكشف المؤامرات، والله وحده هو الذي يحفظ هذا البلد، وإلا فإننا في أحيان كثيرة نكون على وشك الكارثة لكن الله يحفظ ويسلم فله الحمد وله الشكر وله المنة.إذا كانت الجهات الأمنية قد كشفت أربع عمليات نوعية متزامنة، منها تهريب أشخاص للخارج، وتهريب متفجرات للداخل، فإن السؤال هنا، كم عملية تمت، ولم نستطع كشفها، كم مطلوباً تم تهريبه إلى الخارج؟ما هي طرق التهريب البحرية؟هل نحن لدينا إحكام تام على الحدود البحرية؟هل قوارب خفر السواحل هي الأحدث من حيث السرعة، والتقنيات ومن حيث عدد القوارب؟هل لدى خفر السواحل طائرات هلوكبتر كافية لحدودنا البحرية الكبيرة؟هل نمتلك آخر ما توصلت له التكنولوجيا من حيث الأجهزة ومن حيث القوارب؟هل رجال خفر السواحل يدخلون دورات كافية وحديثة ومستمرة للتعامل مع ما يحدث لنا من عمليات تهريب بأنواعها؟كلها أسئلة هامة ومصيرية تشغلنا ونحن نرى كيف يستغل الإرهابيون الحدود البحرية لعمليات التهريب بأنواعها، أذكر أني أول من كتب عن السياج البحري حين كنت بجريدة أخبار الخليج، والحمد لله تمت الاستجابة، والمشروع أخذ وقته، لكن الذي عرفته مؤخراً أن الذي يقف أمام إتمام المشروع هي (الكهرباء) وأتمنى أن تكون المعلومة التي وصلتني صحيحة.حين تتوصل الجهات الأمنية إلى مستودع لتخزين السلاح في قرية (القرية) ويكون السلاح والمتفجرات مشابهة للتي ضبطت في البحر، فإن سؤالاً آخر يطرح هنا ألا وهو كم عملية تهريب ناجحة تمت ولم تستطع الداخلية تعقبها؟تحدث الأخ اللواء طارق الحسن عن عمليات تهريب تمت بالقرب من قرية كرانة، فإن السؤال هنا ما علاقة التهريب بهذه المنطقة، ولماذا تتم من هناك؟الأسئلة الأخرى والأكثر أهمية هو؛ ما علاقة الجمعية الإرهابية والولي الفقيه كما يسمونه، بهذه العمليات؟هل صحيح أن عضواً بارزاً في الجمعية الانقلابية كان هو الممول لهذه العمليات، وأنه قام بسحب المبالغ وإعطائها لمن قام بالعمليات؟لماذا تتستر الدولة على من يرتبط مع الإرهابيين من أعضاء الجمعيات سواء الوفاق أو وعد، إن كان هناك ارتباط فيجب أن يظهر للناس، ويجب أن يحال كل متورط للنيابة العامة.جزء كبير مما نحن فيه كان بسبب عدم تطبيق توصيات المجلس الوطني تجاه الإرهاب، فلم يقدم للمحاكمة ممول واحد، ولم نرَ محرضاً واحداً تمت إحالته للجهات القانونية، بخلاف ما حدث لسلمان مؤخراً.أليس هذا هو أحد أسباب ما وصلنا إليه؟لماذا نتردد في أن نحاصر الإرهاب ونقطع عنه التمويل ونحارب المحرضين عليه؟أين إسقاط الجنسيات عن الإرهابيين المحكومين؟أزمتنا أن القرار السياسي متردد أحياناً، وبالتالي ينعكس ذلك على الجهات التنفيذية، وإن كان كذلك، فإن على الدولة أن تحزم أمرها في تطبيق القانون، ومحاربة الإرهاب وأن تعطي الجهات الأمنية كافة الصلاحية في محاربة الإرهاب وتمشيط المناطق، وإلا فإن مثل هذه العمليات ومخازن الأسلحة ستجدونها في أغلب الأماكن التي نعرفها وتعرفونها.ما تم ضبطه من عبوات ناسفة تلصق أسفل السيارة لتفجيرها كما يحدث في لبنان والعراق يظهر أن هناك تخطيطاً كبيراً لعمليات اغتيال لشخصيات كثيرة في البحرين، ومن هنا نسأل هل توصلت الجهات الأمنية إلى من يقف خلف هذا المخطط، وكم مخزن سلاح موجود أصلاً داخل البلاد؟لماذا في موضوع الإرهاب لا تجلبون الرؤوس الكبيرة المخططة والمتآمرة على البحرين؟لماذا تتغاضى الدولة عن هؤلاء ولا تجلبهم ولا تطبق عليهم القانون؟محاربة الإرهاب يجب أن يكون شعار المرحلة، فما يقال إن الأمريكان هذه المرة يخططون إلى أمر ما وعمل اهتزازات بالمنطقة في شهر مارس القادم، فإن صحت المعلومة فإن هذا الأمر يحتاج إلى خطوات استباقية من الدولة.كلما قامت الدولة بتمشيط مناطق الإرهاب، تتوقف بعد فترة، وتقوم الدولة باستجداء الجمعية الانقلابية من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار.. مع من تتحاورون؟من من يتآمر كل يوم ضد الدولة والمجتمع؟هؤلاء هدفهم واحد، ومخططهم واحد، ولن يتوقفوا أبداً، فلماذا التردد، ولماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها؟من المفترض أن كلما تم القبض على خلية إرهابية أن تدل وتعترف على خلايا أخرى، فهل الدولة تتعقب الخلايا الأخرى؟لا يوجد أعز وأغلى من البحرين، ولا يوجد أهم من الأمن، فإلى متى تترددون في تعقب الإرهابيين ومحاربتهم، وتقديمهم للعدالة؟إلى متى تسكتون عن منابر الفتنة والتحريض؟إلى متى نداري الإرهابيين والمحرضين خوفاً من أوروبا وأمريكا والمنظمات التي سيست عملها، والتي تعمل لصالح تلك الدول.حقوق الإنسان تعني لنا في البحرين حقوق المجتمع وحماية الناس من الإرهاب، هذه هي أهم متطلبات الإنسان البحريني، لذلك لا ينبغي أن تتردد الدولة في محاربة الإرهاب وتقديم الرؤوس الكبيرة للعدالة.تعبنا من الشعارات، تعبنا من التردد، تعبنا من مداراة الإرهاب، تعبنا من الدولة المترددة والتي تقدم خطوة وتؤخر أخرى، هذا لا يحفظ الأمن ولا حقوق المجتمع ولا يصون مستقبل البحرين، ويجعل جبهتنا الداخلية معرضة للتخريب والإرهاب والانشقاق، هل وصلت الرسالة؟قرار محاربة الإرهاب لا يجب أن يكون متردداً، وعلى وزارة الداخلية مسؤولية الوصول إلى كل بؤر الإرهاب ومخازن السلاح ومن يقف خلف هذه الأعمال. ** رذاذكل الأفراد الذين ساهموا في القبض على الخلايا الإرهابية سواء في البحر أو في البر يجب أن تكرمهم الدولة التكريم اللائق، وأن يشعروا أن عملهم مقدر، وأن مخاطرتهم بحياتهم من أجل وطنهم مقدرة من الحكومة البحرينية، نرجوكم كرموا كل هؤلاء الأفراد والضباط هذا أول شروط الاهتمام بالعنصر البشري الوطني المخلص.** تزويد قوات خفر السواحل بكافة المعدات والأجهزة والقوارب الحديثة أمر هام جداً.لكن السؤال هنا كم قارباً سريعاً وحديثاً ومتطوراً لدى خفر السواحل؟كم طائرة هيلوكبتر لدى خفر السواحل؟لا يجب إغفال الأمن البحري، لدينا اتفاقيات مع دول كبيرة وكثيرة فيجب استغلال هذه الاتفاقيات من أجل تدريب الأفراد التدريب اللازم، وتزويدهم بالأجهزة الحديثة، لا يجب إغفال ذلك، فهذا أحد أهم شروط الحفاظ على الأمن الداخلي، هذه رسالتنا للدولة.