أمس عاد إلى أرض الوطن منتخبنا الوطني الأول للكرة الطائرة، عائداً من الدوحة الشقيقة محملاً بذهب النسخة التاسعة من البطولة الخليجية للرجال بعد أن أنهى جميع مبارياته بالفوز بما فيها المباراة الختامية أمام المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور والمدجج بالعديد من اللاعبين.هذا اللقب هو الرابع لمنتخبنا الوطني من أصل تسعة ألقاب خليجية نال العنابي القطري منها ثلاثة والأخضر السعودي لقبين، ليؤكد الأحمر البحريني علو كعبه على المستوى الإقليمي ويعزز المكانة المرموقة للكرة الطائرة على الصعيد المحلي باعتبارها أكثر اللعبات الجماعية تحقيقاً للألقاب الخليجية على مستوى الكبار والناشئين.هذه الإنجازات تنم عن نجاح المسابقات المحلية واهتمام الأندية بالقاعدة، وهذه المؤشرات تكفي لجذب الشركات والمؤسسات لرعاية المسابقات الرئيسة ودعم المنتخبات الوطنية، ولكننا على أرض الواقع لا نجد من هذه الرعاية إلا الفتات الذي تقدمه بعض الشركات والمؤسسات بين الفينة والأخرى! لا نجد رعاية مستمرة تليق بمستوى المسابقات المحلية والإنجازات البطولية التي تحققها اللعبة على الصعيد الإقليمي والعربي، بينما نجد البعض من هذه الشركات والمؤسسات يتسابق لرعاية مسابقات أقل أهمية بكثير من فعاليات الكرة الطائرة! ألا تستحق مسابقات الكرة الطائرة المحلية والمنتخبات الوطنية رعاية توازي في حجمها تلك المشاركات الإيجابية؟ نتمنى أن يكثف مجلس إدارة الاتحاد البحريني للكرة الطائرة من جهوده ومساعيه في الجانب التسويقي للحصول على الرعاية اللائقة، مقدرين تلك الجهود المبذولة في الفترة الماضية في هذا الاتجاه. نأمل أن يكون اللقب الخليجي الرابع منطلقاً لتحريك جمود هذه الشركات والمؤسسات التجارية الربحية، والتي تطالعنا في كل عام بأرقام خيالية لأرباحها والتي لا تنال منها الرياضة البحرينية إلا الفتات، بل حتى هذا الفتات لا يطالها في أغلب الأحيان، على عكس ما تحظى به الرياضة في دول الجوار والعديد من الدول العربية من دعم ورعاية من الشركات والمؤسسات العاملة هناك، ولا أدري إلى متى سنظل نحن هنا في البحرين مكتوفي الأيدي أمام هذه الشركات والمؤسسات الربحية (انطر منها اطرارة) لعل وعسى نحصل على شيء (يمضمض مسابقاتنا)!!تحية لأبطالنا لاعبي منتخبنا الوطني للكرة الطائرة على جدهم واجتهادهم وإخلاصهم وولائهم الوطني الذي قادهم إلى هذا النجاح بجدارة واستحقاق، ونتمنى أن يطالهم التكريم اللائق لأنهم شرفوا الوطن ومثلوه خير تمثيل.