اتخـذت دول الخليج قبل فترة وجيزة قـــراراً جماعياً باعتبار ما يسمى بـ«حزب الله» منظمة إرهابية، وقررت اتخاذ الإجـــراءات الكفيلة بملاحقة أمواله.هذا الحزب هو الحزب الوحيد في العالم، الذي اقتحم دولة أخرى ودخل فيها عسكرياً بشكل رسمي دون أن تتخذ ضده دول العالم أي إجراء. وهذا الحزب، هو الحزب المسلح الوحيد في العالم الذي لا يمثل دولة، ولكنه دولة داخل دولة.وقبل فترة وجيزة تابعنا قيام قناة «المنار» اللبنانية الناطق الرسمي باسم «حـــزب الله» بتقديـــم اعتذارها الرسمــي إلى مملكة البحرين، بخصوص تغطيتها لأخبار المملكــة في الفترة السابقة. وأكدت التزامها مستقبلاً باعتماد الموضوعية في تغطيتها لأخبار الدول العربية وما يجري فيها من أحداث، واحترامها للمعايير المهنية. ويعتبر هذا الاعتذار الذي جاء من قناة «المنار» وإذاعة «النور» اعتراف صريح على أنهما قناتان غير مهنيتين وغير صادقتين فيما تنقلانه.في ذكرى الميثاق الوطني، طل علينا الأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان بمقابلة تلفزيون تحدث فيها عن استمرار «حالة الثورة السلمية لحين تحقيق المطالب»، وفي الواقع ما أود الحديث عنه في هذا اللقاء أن المذيع التلفزيوني بعد انتهاء اللقاء، قال: «لقد تشرفت القناة باللقاء معك»، ورد سلمان قائلاً: «شكراً لقناتكم المناضلة».في هذه الحادثة أود تفسير معنى النضال في الوصف الذي أطلقه علي سلمان على قناة المنار، إذا كانت هذه القناة هي نفسها اعترفت واعتذرت عما صدر منها من كذب في مملكة البحرين، فكيف تكون قناة مناضلة؟ كيف تكون قناة مناضلة وحزبها أقحم أنفه في شؤون دولة أخرى ونزل بشكل مسلح رسمياً يذبح ويقاتل السوريين أبناء البلد؟! هل «النضال» هو الكذب والقتل في قاموس جمعية الوفاق؟!ولكن لغير المتابع نقول: «كما يقول المثل إذا عرف السبب بطل العجب»؛ إن المتابع يعلم جيداً أن سبب انزلاق هذه القناة إلى الكذب والتلفيق كان رئيس جمعية الوفاق ذاته، الذي خرج في ذات القناة، وصرح بتصريحه الشهير أن المتظاهرين يقتلون بطيارات «الأباتشي!» وجاء من بعده بذات النهج وعلى ذات السياق.. إن مصدر الكذب الذي وقعت فيه قناة المنار وروجت له هو جمعية الوفاق ذاتها.. فكان يفترض قبل أن تعتذر قناة المنار أن تعتذر جمعية الوفاق، إن أرادوا الحق!قبل أن يطلق المسؤولون الرسميون في المملكة التصريحات ضد إيران، كان الأولى بهم أن يتخذوا إجراءات عملية في الرد من الداخل، فما الذي سيتغير إذا ما قلنا إن خامنئي متآمر على البحرين أم لا، إن الرد يكون عبر اتخاذ إجراءات كفيلة بردع من يريد بالبحرين شراً.هناك تخبط قد يؤدي إلى نهاية غير حميدة، وهي الحالة النفسية التي تضع فيها الدولة مواطنيها، فالتنقل بسرعة كبيرة من المناخ البارد إلى المناخ الحار والعكس، سيؤدي في النهاية إلى فتور كبير من قبل الجمهور على السياسات التي تسير عليها الدولة، خاصة مع عدم وضوح الرؤيا المستقبلية عن نهاية «الوضع السياسي» الحالي.
Opinion
الكذابون في هذا الزمن لا يعتذرون
16 فبراير 2014