لم ولن يستوي إن تبدلت ثرى بثرية، أو تبدلت إرادة الله بإرادة بشر، فهي أمور أكثر من مستحيلة لأنه ليس لها أصل لا في الوجود ولا في الخيال، لذلك نقول للفلول التي تتغنى بالصمود وتتظاهر بالنضال، إن الطلب مرفوض، وإن التاريخ قد حدد مساره على أرض البحرين، وذلك عندما أراد الله أن يكون آل خليفة حكاماً للبلد، إذاً فلا يمكن أن يستبدل حاكم ولا حكومة بدعوى ديمقراطية أو ما يسمى الشعب يحكم نفسه بنفسه، لأن هذا المصطلح أو الشعار ليس له مكان في أي دولة قديمة أو حديثة، وكل حكومات العالم ورؤسائها ترضخ إلى الأصول التي تأسس عليها المجتمع، ومجتمع البحرين ودولته تأسست على يد أبناء الفاتح، فهم فتحوا البلاد وصارت تحت حكمهم، فهم لا يأتوا عن طريق اقتراع ولا اقتراح، بل جاؤوا كما جاءت حضارات العالم، وحضارات العالم الخليجي، وهو أن الدولة آلت إلى من فتحها، وليس لمن جاء أبيه أو جده يريد أن يصبح حاكماً لهذه البلاد أو رئيساً لحكومتها، لأن المشيخة توهب ولا تعطى، إنها هبة من الله من على البحرين حكامها، وعلى الآخرين أن يعرفوا أحجامهم ومن أين جهة وعنوان جاؤوا وأن يتحدثوا على قدر عباءتهم وخطواتهم، وإن أرادوا حكومة تعيين فليذهبوا إلى بغداد أو طهران، إن كتبت لهم الحياة بعد أن حاولوا أن يعلوا صوتهم على أصوات من يحكم الدولة هناك، فقط نتمنى أن يمروا بهذه التجربة.ونعود إلى أصل قصة الوصل والمحبة بين أهل الفاتح وبين حكامهم، فقد كان في القلب مخبأ وفي الروح ساكناً وكانت الحياة تسير بهذا الشعور الهادئ شعور المحبة والطاعة والولاء والقبول بحكم آل خليفة الكرام، ولكن ما أن بدأت البحرين أمواجها تتلاطم، ورمالها تتحرك ونخيلها تتمايل حتى دقت الساعة التي تعلن عن الخطر القادم، إنه 14 فبراير، حيث خرج إرهابيون ينادون بإسقاط النظام، ويطالبون بحكم البلاد، فإذا بالقلوب التي ملأتها المحبة والولاء، تخرج بنفوسها وأبنائها.. تعلن خروجها على الساحة.. لتعلن كلمتها وتحدد موقفها وتخاطب من في البحرين وفي الخليج والعالم بأكمله لتقول «الشعب يريد خليفة بن سلمان». نعم حب ملهم لا مزيف ولا مركب ولا مفبرك ولا مدفوع الأجر، فهو الولاء المكنون والمخزون في الجوارح، حب الرجل الذي عاش مع الشعب وبين الشعب، وحفرت خطواته على رمال كل ساحل وفي كل شارع وطريق وكل قرية ومدينة، خرج الرجل الشهم من بيته يهدئ النفوس التي أجزعتها أصوات البوم والغربان، الأصوات التي خرجت من حناجر خبيثة لا تريد خيراً للبحرين، خرج يهدئ من روعهم.. نعم من روعهم الذي كان بداية انطلاق الملحمة، فالروع هنا ليس من خوف إنما روع على البلاد وما أصابها من بلاء، فهذه نفوس أهل الفاتح لا يروعها بشر ولا خطر، إنما يروعها أن تدنس الأرض وتغتصب، وأن يحل بها ما حل بالعراق، وذلك بعدما تحالفت قوى الظلم والظلام على البحرين، إذاً الروع كان انتفاضة لينطلق الجميع في المكان الذي يجب أن يكونوا فيه ساعة العسرة، لم يخرجوا بسيوف ودروع، ولم يلبسوا أقنعة ولم يحملوا ناراً ولا سلاحاً، خرجوا يحملون صور الولاء وتجديد البيعة لآل الخليفة الكرام، وقد كان خروجهم مرأياً ومسموعاً، فقد رأى الجميع الصور وسمع الجميع الهتاف «الشعب يريد خليفة بن سلمان»، إنها إرادة الشعب البحريني الذي صمم عليها ولن يتراجع عنها مهما تغيرت الظروف والمصالح، ومهما كانت المساعي والحلول، إلا أن خليفة بن سلمان تبقى رايته خفاقة لأن إرادة الله التي هي فوق كل إرادة.وبهذه المناسبة الكريمة واليوم المجيد في صفحات من تاريخ البحرين التي زينت بروعة الأرض وسماحة حكامها وطيب أهلها، الذين أكدوا الولاء والطاعة لأولي أمرهم، بأنه اليوم الذي يعلو فيه الدعاء بأن يحفظ الله حكام البحرين ويحفظ أهلها من كل شر وبلاء وأن يمن عليها بالأمن والسلم والسلام، وأن يجعل التوفيق والسداد لمليكها المفدى وولي عهده الأمين وكل المحبة والوفاء لسمو رئيس الوزراء، وأن يرزقهم البطانة الصالحة ويفرق بينهم وبين الوسطاء أصحاب النوايا الخبيثة الذي يسعون بحيلهم إلى زرع الشقاق بين الدولة وشعبها.وهنيئاً لكم يا شعب البحرين الوفي الكريم العزيز الأبي الذي سطر مفهوم العزة الحقيقية العزة بالله لا العزة بالإثم التي يتباهى بها الآخرون بأنها من حب الوطن، يا شعب البحرين يا من تطفئون النار بالصبر، ويا من تحملتم فأجرتم، وثبت الله أقدامكم ونصركم على أعدائكم، فأكثروا الدعاء وأصلحوا ما بينكم وبين الله، فالصلح مع الله هو من أسباب النجاة والغلبة على الأعداء، هنيئاً لكم يا شعب البحرين ذكرى يومكم الوطني وجعل الله أيامكم كلها أفراح ومسرات.للتأكيد..مر أهل الفاتح بأيام عسيرة وليال مظلمة، فكان خليفة بن سلمان اليد الطيبة الحنونة التي مسحت على قلوبهم وكفكفت دموعهم.. وبهذه المناسبة نؤكد ونعيد ونقول كلمة أهل الفاتح الخالدة «الشعب يريد خليفة بن سلمان» نعم قالها ويقولها ويؤكد عليها اليوم ودائماً.