- يقول الله تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم». وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» متفق عليه. كلما أقبلت ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم كلما تجددت في نفوسنا المحبة الخالصة له عليه الصلاة والسلام، هذه المحبة التي يجب أن تسري في نفوسنا كمجرى الدم، لا تغيب عن أنظارنا ولو للحظة واحدة. محبة نترجم حروفها إلى واقع جميل نرسم فيه أجمل الأخلاق وأروع الأساليب في التعامل مع الآخرين، وفي علاقتنا مع المولى سبحانه وتعالى، فليكن حب النبي صلى الله عليه وسلم منبع الأمان لحياتنا نراقب من خلاله مسير أعمارنا.- المرء عندما يتقدم في العمر، ويتقاعد من عمله بعد رحلة عمل شاقة في مسير الحياة، وبعد مكابدة مستمرة في الليل والنهار ليجني لقمة العيش له ولأهله وأسرته، يحتاج بعد كل ذلك إلى «تقدير وإكبار» يترجم كل جهد جميل وعظيم عمله طيلة تلك السنوات الطويلة التي تحمل من خلالها الكثير، تقدير لا يجعله يجلس على عتبات الحرمان أو الانعزال في بوتقة مظلمة دون أن يكون له أي دور آخر في الحياة، بل تقدير يرفع من شأنه في مرحلة أخرى ومهمة في حياته، يحتاج معها بأن يقول له الجميع «جزاك الله خيرًا.. شكراً لك»، على كل ما بذلته من جهد رائع في محفل الحياة، ومكانتك ستكون محفوظة في قلوبنا وفي لوحات العطاء والإنجاز، مكانتك محفوظة باستشارة تقدمها في «بيوت الخبرة» التي نأمل بأن تشق طريقها إلى النور، تتضمن كل أنواع الخبرات والعطاءات التي بذلت في حياة أصحابها، والتي لم يعد لها أي اهتمام في قاموس المؤسسات التي ما إن يرحل عنها ذلك «العطاء الفاخر» إلا وتركنه في «منحدرات النسيان والتهميش الحياتي»، سنقولها مراراً وتكراراً لكل من ترك سلك العمل، بعد عطاء طويل، شكرا لك، ستظل بصمة رائعة في حياتنا جميعاً، وستظل كل الأجيال تتذكرك وتدعو لك بصالح الدعاء، بأن يمد المولى تعالى في حياتك ويسبغ عليك نعمة الصحة والمعافاة، شعور جميل تذكرته بهذه الكلمات المعدودات عندما تقاعد ـ أخي الحبيب ـ عن العمل بعد عطاء طويل قضاه خدمة لهذا الوطن الحبيب، وتزامن مع ذلك، تذكر ذلك العطاء الأبوي الجميل لوالدنا الحبيب ـ أمد الله في عمره ـ الذي بذل الكثير في مجال التعليم وتخرجت على يده الأجيال المتعاقبة، هو ومن رافقه في مسيرته الجميلة، شكرا للجميع فأنتم نور حياتنا وبهجة الأمل الذي نقتبس منها ما يعيننا على إدراك معاني الفرح والسعادة.- في مجال العمل تحظى في بعض الأحيان بفرق عمل رائعة تساهم معك في صناعة النجاح والإنجاز المتواصل دون أن تأبه بأي مثبطات محبطة تثنيها عن الاستمرار في طريق الخير والنجاح، هذه الأصناف الرائعة يجب أن تحفظ ودها وتبادلها التقدير والاحترام، وتستمر معها في طريق الخير لتحقيق الأحلام، وتنفيذ كل مشروع خيري جميل له الصدى الجميل في نفوس الآخرين، أو على الأقل له الصدى الجميل داخل نفسك، تتذكره كلما رفعت يدك بالدعاء للمولى القدير، حينها بالفعل ستكون منصفا لذاتك، لأنك عرفت سر النجاح، ولم تضيع وقتك مع الصنف الآخر الممل، الذي يترصد لسقطاتك وهفواتك، فالحذر كل الحذر منه، واسأل المولى تعالى بأن يصرف عنك شر نفسك وشر أولئك البشر.- أرددها على مسمعك في كل حين، احذر من تضييع وقتك وقتله بتوافه العيش، دخلنا العام الجديد، ونرى أيامه تتصرم سريعاً، لا يكفي أبداً بأن تخط تلك الرسائل والأهداف النظرية وتغلفها، بل كن عملياً بصورة أفضل، ترجم كل حرف إلى واقع عملي، إلى مشروع تنفذه الآن قبل الغد، لا تسوف أبداً، يدي بيدك نصنع الخير في دنيا البشر، يا رب وفقنا.- مع كل إنجاز جديد، وتوفيق رباني، وفرحة لم تخطر على بالك، ونعمة جميلة أنعمها المولى عليك، لا تغفل حينها، اشكر المولى سبحانه وتعالى واسجد له شاكراً وحامداً.- يقول المولى تعالى «وفي السماء رزقكم وما توعدون»، رزق كتبه المولى لك، فلا تيأس ولا تتذمر ولا تستعجل قطف ثماره، هو رزق مقدر لك تكفل المولى تعالى به وأقسم على ذلك. اللهم إنا نسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملاً متقبلاً، اللهم إنا نسألك البركة في العمر والرزق، والصحة والمعافاة، والسعة في الدار، واصرف عنا كل سوء ومكروه، وتقبلنا عندك، وارزقنا الفردوس الأعلى، آمين.