دول أوروبية لا يربطها دم ولا دين ولا تاريخ توحدت منذ 50 عاماً، ودول عربية إسلامية يجمعها خليج ويربطها دم ومصاهرة وتاريخ وثقافة مازالت تفكر وتماطل؛ فإلى متى يا دول الخليج؟ هل تنتظرون أن تأتيكم إيران بسفنها وحاملات طائراتها، أو يدخل عليكم الحرس الثوري الإيراني العراقي اللبناني من الجهات الـ4، فلا موانع جبلية تمنعهم ولا محيطات تحجبهم وليس بينكم وبينهم قارات ولا مدارات.. فالعداء بين فارس والعرب ليس عداء اليوم؛ بل هو تاريخ ممتد من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وها هو اليوم يشتد، حتى بات هذا العدو يعلن عداءه، وهذا ما حصل لشعب العراق وما يحصل في سوريا وفي البحرين، فماذا تنتظرون بعد؟يا دول الخليج العربي من كان يتوقع أن تزول دولة مثل العراق وتحل محلها دولة فارس؟ من كان يصدق أنه من الممكن في عصر ما يسمى الحقوق الإنسانية والحضارية والديمقراطية أن يقتل مليونان من شعب العراق أمام العالم؟ ومن يصدق أن تبقر بطون النساء ويذبح الأطفال وتنتهك الأعراض كما يحدث في سوريا؟ حيث عملية إبادة متواصلة بيد ذات العدو والمجتمع الدولي يتفرج، فإذاً ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون موافقة الاتحاد الأوروبي؟ أم تنتظرون موافقة إيران التي جمعت شتاتها وتوسعت دولتها، فقد بسطت اليوم نفوذها على العراق كما بسطته على لبنان، وها هي تقاتل من أجل نفوذها في سوريا، كما أسست لها نفوذاً ووسائط وخلايا في دول الخليج، وها هي هذه الخلايا أعلنت وجودها ورفعت الستار عن نواياها، فلم تعد خلاياها تتخفى بالموالاة لحكام الدول التي تعيش فيها، بل وقفت ضدهم وطالبت بإسقاط أنظمتهم، وأصبحت لديهم ميليشيات متدربة مثل ميليشيات حزب الله اللبناني، كما إن لديها مخازن أسلحة، ولها خطط استراتيجية تعمل على تنفيذها ليلاً ونهاراً كي تمكنها من السيطرة على دول الخليج.إذاً أنتم أمام خطر خارجي يحيط بكم، وخطر داخلي يتربص اللحظة الحاسمة، والتي والله لن تستبعد، فلا شيء مستبعداً ولا مستغرباً، فكل الاستحالات قد حدثت وكل المحالات قد حصلت، فلم يبقَ شيء يمكن أن يكون خيالاً، فالخيال أصبح واقعاً أكبر مما يتصوره الخيال، فماذا بعد تنتظرون؟أمريكا تصالحت مع إيران، ودول الغرب مع بعضها توافقت، ودول الخليج مع الأسف بين من رفض الفكرة رفضاً قاطعاً لمصالح محسوبة وخصوصيات غير معروفة، وبين من لايزال يفكر بأنه قد تكون العلاقات طيبة مع إيران مما لا يستدعي قيام الاتحاد، وبالطبع هذا ما ستفعله إيران التي ستسعى إلى تصفية الأجواء وإلى إظهار النوايا الحسنة باتفاقات اقتصادية وبعض من التفاهمات السياسية، وإن اضطرت أن تتخلي ظاهرياً في الوقت الحالي عن دعم خلاياها، وقد سمعنا عن اعتذار قناة المنار للبحرين واعترافها بجريمتها، فهم إذاً لن يترددوا بالاعتراف والاعتذار، فخطر الاتحاد يهدد هيمنتها ويحطم أحلامها، عندما تصبح دولة معزولة أمام كيان خليجي متحد، وكذلك بالنسبة للغرب عندما يجد أمامه دولاً خليجية لها ثقلها ووزنها العربي الإسلامي وبين إيران المهلهلة بالداخل والمكروهة بالخارج، لذلك ستعمد إيران لاستراتيجية التهدئة والتراجع لبعض الوقت عن تنفيذ مخططها الاستعماري لبعض دول الخليج، وما هرولتها إلى السعودية وعروضها السخية لإيجاد حل للقضية البحرينية إلا جزء من هذا التدارك والحيلولة دون تنفيذ الاتحاد.نقول لمن يظن أنه سينجو من هذا المخطط، والذي بدأت إشاراته وإماراته واضحة وضوح الشمس، فاتجاه فئات معينة لشراء الأراضي الزهيدة الثمن في إحدى الدول الخليجية دليل على النوايا غير الطيبة، ولكم مثال ما قامت به هذه الجهات من شراء الأراضي والبيوت القديمة في المحرق وباقي مناطق البحرين، إذاً على دول الخليج أن تستيقظ وتنتبه لما يحدث داخل أراضيها، وما يخطط لها، بعد أن أصبحت حتى ميليشيات هذه الدولة تهدد بغزو واحتلال، كما فعل البطاط، قائد ما يسمى بجيش المختار، عندما هاجم الحدود السعودية، فماذا بعد البطاط تنتظرون؟فيا دول الخليج الله الله في شعوبكم التي أضناها الانتظار بإعلان هذا الاتحاد، والذي سيكون خيراً وسلامة على البلاد والعباد وعلى أمة الإسلام التي ستقوى شوكتها عندما تجتمع تحت مظلة الاتحاد الخليجي المبارك، والذي سيكون إن شاء الله بداية لاتحاد عربي يعيد للأمة عزتها وزهوتها، والتي حاول العدو الفارسي القديم تحطيمها دولة دولة ففرق بين شعوبها وحرض على حكامها، وتآمر على أنظمتها مع المجتمع الدولي الذي تظنون بأنه قد تمنعه صداقة أو تحالف، المجتمع الدولي الذي لم يحرك سيارة ولا طيارة لردع العدو الذي انتهك حرمات المسلمين وذبح أبناءهم، بل بالعكس سير جيوشه للشد من أزر هذا العدو والوقوف في صفه، وها هو اليوم يتصالح معه، ودول الخليج مازالت تنظر وتتناظر في اتحاد بات ضرورياً لا يحتمل التفكير ولا مزيداً من التأخير، وإلا حدث ما لم يحمد عقباه بعدما أصبح الواقع أكبر مما يتصوره الخيال.