إبداع.. إنجاز.. إبهار.. رهيب.. مرعب... عنيد..وغيرها من العبارات الرنانة التي بدأت تتفشى بشكل كبير في وسائل إعلامنا الرياضي بشتى فروعه ويتلقاها المتلقي إما بالاستغراب أو بالسخرية لكونها عبارات إنشائية وضعت في غير مواقعها المناسبة!من يتجه لاستخدام مثل هذه العبارات في أدائه الإعلامي يعتقد بأنه يحقق مكسباً إعلامياً بينما في واقع الأمر هو يضلل الرأي العام الرياضي - خصوصاً أولئك الذين لا يجدون الوقت لمتابعة الأحداث الرياضية عن كثب ويعتمدون في كثير من الأحيان على ما يطرح في وسائل الإعلام الرياضية – في حين أن أولئك الذين يعيشون واقع الأحداث لا تنطلي عليهم مثل هذه العبارات الإنشائية التي لا تمت للواقع بصلة!كيف لنا أن نستخدم عبارة إنجاز في غير موقعها الحقيقي ونحن نعلم بأن معنى الإنجاز يكمن في تحقيق البطولة أو على أقل تقدير الوقوف على منصات التتويج بالنسبة للمشاركات الدولية إذا كانت طموحاتنا الفعلية هي بلوغ العالمية؟!الأدهى من ذلك أن يتم وصف - مجرد المشاركة في بعض البطولات – على أنها إنجاز! كيف لنا أيضاً أن نصف ما يبث من برامج رياضية متواضعة جداً بالإبداع وهي في واقع الأمر أن هذه البرامج لم ترتق حتى إلى درجة القبول؟!وإذا كانت هذه البرامج توصف بالإبداع فبماذا يمكن أن نصف ما تطالعنا به القنوات الفضائية الأخرى من متعة النقل المباشر للدوريات العالمية وما تقدمه من مواد دسمة سواء في استوديوهاتها التحليلية أو برامجها الحوارية الساخنة؟!وكيف لنا أن نصور مجموعة صغيرة من الجماهير على أنها حشد جماهيري يهز المدرجات؟! وكيف لنا أن نصف ما يدور في دورينا الكروي من فواصل مملة بالإبهار والروعة في الوقت الذي من النادر أن نشاهد فيه ولو ثلاث تمريرات متتالية!وكيف لنا كذلك أن نصف فريقاً يكافح من أجل البقاء بالرهيب أو المرعب مع أن واقعه يضعه في خانة المرهوب المتخوف! وهل يمكن أن نصف معلقاً يسير في واد غير وادي المباراة التي يعلق عليها بـ(المتألق) وهو في واقع الأمر متعلق لا لهذا ولا لذاك!عبارات وألقاب غريبة عجيبة بدأت تأخذ لها مساحات ورقية وفضائية وأثيرية في إعلامنا الرياضي مع أنها وضعت قسراً في غير مواقعها الحقيقية !!أتمنى أن تتم مراعاة الدقة في اختيار العبارات والألقاب وأن تضع النقاط فوق الحروف حتى تصل الرسالة الإعلامية إلى المتلقي نقية خالية من البهرجة والنفاق الإعلامي وحتى ينال كل ذي حق حقه.