لم يتركوا حيلة إلا جربوها للتشويش على سباق الفورمولا لعلهم يؤثرون عليه سلباً أو يتحقق حلمهم في إلغائه، على مدى أيام شحنوا العامة وأطلقوا على السباق صفات وأسماء بعيدة عنه وسعوا إلى ربطه بالأحداث التي أشعلوا شرارتها قبل ثلاث سنوات من دون أن يحسبوا العواقب، اختطفوا العديد من الشوارع وأشعلوا النيران في إطارات السيارات وتسببوا في تعطيل حياة الناس قبل أيام من السباق وخلاله، خرجوا في مسيرات داخل القرى وحرضوا العامة على الخروج في مسيرات في العاصمة، وظفوا وسائل التواصل الاجتماعي فغردوا وأعادوا التغريدات المحرضة وتلك التي لا تخلو من شتائم واتهامات، صرحوا للفضائيات السوسة وعلى رأسها فضائية «العالم» الإيرانية التي لم يبق إلا أن تفتح لها استديو في البحرين تبث منه «على الأقل كي لا ينقطع الاتصال الهاتفي وتتهم الحكومة بأنها تشوش عليها»، تنادوا للزحف إلى تقاطع السيف وإغلاق دوار القدم وإحداث الفوضى في الشارع الرئيس المؤدي إلى السباق، رتبوا للخروج في مسيرة «ضخمة» في شارع البديع آملين أن تنتهي بمواجهات مع رجال الأمن بغية التقاط بعض الصور للفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة لهم والمتعاطفة معهم، فعلوا كل ما خطر على بالهم وقالوا ما عنّ لهم، ومع هذا فشلوا وانتصر السباق.أما لماذا فشلوا فلأنهم يريدون تخريب فعالية لها منافع كثيرة تحرص الدولة على تنظيمها فتوفر لها كل الظروف التي تتسبب في إنجاحها ومن ذلك سيطرة رجال الأمن على الشوارع والسعي إلى التضييق على تحركات الفوضى، ولأنهم – وهذا تعليق العديد من المواطنين – ما عندهم سالفة، فما قاموا ويقومون به إنما يعبر عن ضيق أفق وقصر نظر وافتقاد للخبرة السياسية ومراهقة فكرية، إلا إن كان الهدف المرسوم لهم هو إحداث الفوضى وكل ما يؤدي إلى التشويش على الفعالية ويتسبب في إزعاج الحكومة. اليوم الأحد هو الأخير للسباق الذي نجح رغم كل شيء وتسبب في فشل المريدين له السوء رغم كل شيء أيضاً، من خلاله أكدت الدولة قدرتها والتزامها بحماية المواطنين والمقيمين والزوار وقدرتها على تنظيم الفعاليات العالمية، ومن خلاله تأكد مدى ما يعانيه أولئك من نقص في القدرات ونقص في التفكير، ذلك أن من يعتقد أن العالم سيتعاطف معه من خلال قيامه بعمليات مثل هذه للتخريب على مصدر رزق مهم للدولة وللناس لا شك أنه يعاني من لوثة في عقله، فالعالم قبل أن يبدي تعاطفه ويتخذ موقفاً مع أو ضد يوازن الأمور ويدرس ما يدور أمامه وما هو متوفر من معطيات، فكيف للعالم أن يتعاطف مع هؤلاء وهو يرى كيف يسعون إلى إفشال فعالية عالمية لا علاقة لها بالأحداث ولا تؤثر عليها وللناس فيها «لقمة طيبة»؟ العالم الذي يتوجه إليه أولئك الذين اختاروا طريق الفوضى والتخريب والإرهاب ليس غبياً ولا يمكن أن يصير لهم تبعاً فقط لأنهم رفعوا شعار المظلومية ونشروا بعض التغريدات المناوئة للدولة وتحدثوا عبر الفضائيات السوسة، لذا كان من الطبيعي فشل كل المحاولات التي هدفت إلى تشويه سمعة هذه الرياضة وتشويه سمعة البحرين. ليس هذا فقط، فما قاموا به من أعمال تخريب في الأيام القليلة الماضية وحتى اليوم وتكفلوا بنشره عبر وسائل الإعلام والاتصال أدى إلى مردود عكسي لم يتوقعوه حيث خسروا الكثيرين من الذين سبق أن أبدوا تعاطفهم معهم بعد أن شاهدوا بأم أعينهم كيف أن ما يمارسونه من أفعال يتناقض مع ما يرفعونه من شعارات ويروجون له من معلومات وكيف أن المظلومية التي يرفعون شعارها لا ترجمة حقيقية لها على أرض الواقع. لم يفشلوا فقط وإنما «تفشّلوا» أيضاً!