بعد 48 ساعة من الآن سيسدل الستار على دوري الدرجة الأولى لكرة القدم وستتضح هوية بطل هذا الموسم منحصرة بين الرفاع والمنامة.وكأي موسم سابق ما إن يحن موعد حسم اللقب حتى تبدأ الشائعات بالتنازلات وتفوح معها روائح الصفقات التواطؤية المتبوعة بتصريحات استنكارية من قبل الأطراف المتهمة بهذا السلوك المشين والبعيد عن المألوف الرياضي!هذه الأسطوانة بدأنا نسمعها منذ أيام وتحديداً منذ خسارة الرفاع الثقيلة أمام المحرق وفوز المنامة على سترة وتقلص الفارق بينهما إلى نقطة واحدة الأمر الذي أجل حسم اللقب حتى الجولة الختامية التي ستقام يوم الجمعة المقبل في توقيت واحد حيث سيلعب الرفاع مع المالكية والمنامة مع الشباب.مثل هذه الإشاعات تضع الفرق المعنية بالأمر تحت ضغوط كبيرة لإثبات نزاهتها ورفع مثل هذه الاتهامات عنها وهنا تبرز أهمية الجدية التي يفترض أن يتعامل بها المدربون واللاعبون في هذه الفرق من حيث خوض اللقاء بالتشكيلة المثالية ورفع نسبة الجدية في الأداء بغض النظر عن النتيجة على اعتبار أن النتائج ليست مشروطة دائماً بحسن الأداء، المهم أن يقتنع كل من يتابع المباريات بأن ظاهرة التواطؤ ليست حاضرة.لقد أعجبني في تصريحات القائمين على شؤون الفرق الأربعة المعنية بتحديد مصير البطل أنهم جميعاً متفقون على اللعب من أجل سمعة أنديتهم أولاً ومن أجل تحقيق الفوز رافضين أي تنازلات، فالرفاعيين والمناميين يريدون تحقيق الفوز لإثبات كفاءتهم المتطورة هذا الموسم ومن جهة أخرى يسعى المالكية والشباب اللذان يلعبان بدون أية ضغوطات لإثبات قدرتهما على مقارعة الكبار وأحقيتهما في الاستمرار في دوري الأضواء.هذا السيناريو هو أفضل مشاهد الموسم الكروي الحالي الذي مر بالعديد من المطبات وتعرض للعديد من الانتقادات وخصوصاً فيما يتعلق بجدولة المباريات ومستوى التحكيم وتعدد فترات التوقف الطويلة والمملة والتي أثرت بشكل ملحوظ على المستوى العام وعلى الحضور الجماهيري الضعيف جداً!نتمنى أن يكون هذا المشهد الأخير في مستوى الحدث من حيث الحضور الجماهيري طالما أن الفرق الأربعة تتمتع بقاعدة جماهيرية جيدة كما ونتمنى أن نشاهد أداءً راقياً ونزيهاً يليق بمكانة وسمعة الفرق الأربعة وتجسيد تصريحات المسؤولين ودحض كل الشائعات السلبية. وفي نهاية المطاف لابد من وجود بطل يستحق أن يتزين بدرع الدوري العام الذي سيظل متأرجحاً بين إستاد مدينة خليفة الرياضية وإستاد البحرين الوطني فإما أن يستعيد الرفاع هذا اللقب أو أن يظفر به المنامة لأول مرة في تاريخه وأياً كانت وجهة الدرع الكروي لا نجد إلا أن نبارك سلفاً للبطل.