الحادث الذي وقع الاثنين الماضي في الديه وراح ضحيته ثلاثة من رجال الأمن وتسبب في جرح آخرين وفي توسيع الشرخ الذي أصاب مجتمع البحرين منذ تنفيذ تلك القفزة المجنونة في الهواء قبل ثلاث سنوات، هذا الحادث لم يكن الأول، وإن كان الأعنف، لكنه لن يكون الأخير رغم ردود الفعل القوية التي دفعت نحو عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية اتخذ فيها مجموعة من القرارات المهمة بغية تضييق الخناق على الإرهاب وممارسيه.المؤسف هو أن أعمال الإرهاب والتخريب والفوضى وتعطيل الحياة وتعريض المواطنين والمقيمين للخطر ستستمر، ولن تتمكن الدولة من إيجاد نهاية لها لو أن ما اتخذته من قرارات بعد الحادث كان ردة فعل، ففي مرات سابقة أيضاً تم اتخاذ قرارات قوية ومهمة، وقيل كلام كبير وقوي وتوعدت الدولة المخربين والإرهابيين، ثم بعد قليل هدأت الأحوال وطويت القرارات وهدأ الكلام، فعادت الأمور إلى ما كانت عليه ولكن بزيادة. كل القرارات المهمة والقوية التي تم اتخاذها في اليومين الماضيين، والتي وجدت الترحيب من كل العالم وأجهزته إن لم يتم تفعيلها ومتابعة تنفيذها بدقة وعدم التراجع عنها فستنتهي وتعود الأمور إلى ما كانت عليه وأكثر.الشد الذي مورس أخيراً ينبغي ألا يتبعه إرخاء، والقرارات القوية التي اتخذت ينبغي أن تنفذ على الفور وبقوة وصرامة. لم يعد مناسباً السماح للعواطف لتتحكم فينا، فالبلد ستغرق إن لم يتم الاستمرار في عملية الشد ولم يتم تنفيذ القرارات القوية والمهمة هذه كما ينبغي. لا نريد أن نصبح ذات يوم لنجد أنفسنا وقد تم ابتلاعنا وابتلاع وطننا. ما يقال عن أن مؤامرات تحاك ضد البحرين ليس مجرد كلام وهو ليس كلاماً للتخويف والتهويل، لكنه للأسف حقيقة صار الكثيرون يرونها بوضوح. يكفي هذا الدعم الإعلامي المهول الذي تحصل عليه من تعتبر نفسها معارضة من قبل بعض الدول، وعلى الخصوص جمهورية إيران الإسلامية، التي باعت «حلها وحلالها» من أجل دعم هذه المجموعة حتى خصصت لها فضائية تنطق باسمها وخصصت ساعات غير محدودة من فضائيات أخرى تملكها لتنتج البرامج التي تعينها على الإساءة إلى السلطة في البحرين. تصريح ضاحي خلفان عن أن من قام بالتفجير تدرب على ذلك عند حزب الله لم يأت من فراغ، فخبرته الطويلة في مجال الأمن ومعرفته بهذا الحزب وغيره من أحزاب ومنظمات تمارس الإرهاب بأنواعه تجعله يقول ذلك واثقاً ومؤكداً، حيث الأكيد أن الفاعل هنا سبق له أن تردد على لبنان وتخرج من مدرسة حزب الله. استعراضات الملثمين التي تتم بين الحين والآخر في بعض القرى تؤكد أن من قام بتدريبهم أفراد نموا في كنف حزب الله وتخرجوا من مدرسته. الطوابير العسكرية تؤكد صحة هذا الاستنتاج، وتؤكد أن المشاركين فيها مدربون على السلاح جيداً وأنهم في انتظاره إن لم يصل إلى أيديهم بعد. ما يدور حولنا ليس مزحة ولكنه حقيقة تستدعي الوقوف في وجهه لإفشاله، وإفشاله لا يكون بردود الفعل مهما كانت غاضبة، من هنا صار لزاماً على الجميع أن يدعم بالعمل لا بالقول كل القرارات التي اتخذتها الحكومة لوضع حد لما يحدث وللقضاء على الإرهاب والتخريب والفوضى التي إن سكتنا عنها فلن تحصل أكتافنا فرصة لترتاح من حمل الضحايا. ما قامت به الحكومة أخيراً وما اتخذته من قرارات عليها أن تتابع تنفيذها بدقة وبصرامة وإلا فقدت قيمتها وعادت الأحوال إلى ما كانت عليه قبل اتخاذها، وعلى المواطنين جميعاً إن أرادوا إغلاق هذا الملف أن يقوموا بواجبهم كما ينبغي، فيدعموا تلك القرارات ويقفوا جنباً إلى جنب مع القيادة لحماية هذا الوطن.