نقول وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان، يبدو أنهُ بعد فترة وجيزة، أن يصبح مرض السرطان في البحرين كبقية الأمراض البسيطة الأخرى، مثل الزكام والصداع، فالأرقام الأخيرة تشير إلى أن هذا المرض القاتل والفتَّاك بدأ ينتشر بصورة جنونية في البحرين، حتى ولو حاول بعضهم من أن يعطونا نِسَباً طبيعية مقارنة ببعض الدول الأخرى أو تخفيف خطورة هذا الأمر.جاء في نص الخبر المنشور قبل أيام فقط وفي صحيفتنا هنا، ما يلي: «كشف رئيس قسم أمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية الطبي د. فريد خليفة أن البحرين تسجل 500 إصابة جديدة بالسرطان سنوياً، فيما قال رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان د. عبدالرحمن فخرو إن عدد مصابي السرطان في البحرين يتراوح بين 15 و20 ألف مريض. وقال د. خليفة: بأن نسبة انتشار السرطان في البحرين يتسق ونسبة انتشار المرض بدول الخليج عامة، قبل أن يشير إلى أن نسبة انتشاره في البحرين تعد ضعيفة مقارنة بالدول الغربية».كل هذه الأرقام المهولة مقارنة بمساحة البحرين الصغيرة وبتعداد سكانها، إضافة لعدم وجود مصانع عملاقة وكبيرة ممن تنفث سمومها بطريقة مباشرة في الجو كبقية الدول الصناعية الكبرى، تعتبر مع الأسف الشديد أرقاماً طبيعية عند بعض المسؤولين!يرى العلماء بأن من أهم المسببات المؤدية للأورام السرطانية هي التعرض للإشعاعات، والعلاج الإشعاعي والكيماوي، والعمل أو التعرض لمواد كيماوية، إضافة لأمراض الدم المؤدية إلى سرطان الدم، وكذلك بعض الفيروسات الخطيرة.طرحت منظمة الصحة العالمية بعض الحقائق والأرقام المرعبة بخصوص هذا المرض الفتَّاك، ربما بطرحها تتضح بعض الرؤى في هذا المجال، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات) في عام 2008، كما تقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام من جرّاء السرطان. وهناك اختلاف بين الرجال والنساء فيما يخص أشيع أنواع السرطان. تحدث 30% من وفيات السرطان بسبب خمسة عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية هي ارتفاع منسب كتلة الجسم، وعدم تناول الفواكه والخضار بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول. ويمثّل تعاطي التبغ أهم عوامل الاختطار المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 22% من وفيات السرطان العالمية و71% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة، أما العداوى التي تسبّب السرطان، مثل العداوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد B أو C وفيروس الورم الحليمي البشري، مسؤولة عن نحو 20% من وفيات السرطان التي تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. كما انه من الملاحظ أنّ نحو 70% من مجمل وفيات السرطان التي سُجلت في عام 2008 حدثت في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. من المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن يناهز 13.1 مليون وفاة في عام 2030.اليوم، نحتاج إلى وضع برامج ومشاريع صحية مكثَّفة من شأنها أن تخفض من النسب الكبيرة لمرض السرطان في البحرين، وأن ترسم الاستراتيجيات الصحية والوقائية من هذا المرض، كما يجب متابعة وملاحقة أسبابه في البحرين، من أجل وضع كافة التصورات والإحتمالات للقضاء عليه أو الحد من انتشاره، وهذا الدور يقع بالدرجة الأولى على عاتق وزارة الصحة، وعلى المنظمات المحلية المعنية بصحة الفرد والمجتمع، كما يجب أن تساهم الأسرة بقدر كبير في الحدِّ منه، وكذلك للمؤسسة التعليمية وبعض مؤسسات المجتمع المدني دور هام في نشر هذه الثقافة، أما المصانع التي تبث سمومها على بعض المناطق السكنية في البحرين، فهذه مصيبة عظمى يجب معالجة وضعها بشكل سريع وحاسم، أما الأفراد فإننا ننصحهم بالكف عن التدخين وعن شرب الشيشة القاتلة، والتي أصبحت موضة العصر الحديث، وللنساء قبل الرجال، كما نناشدهم تجنيب أنفسهم عادات وسلوكيات غذائية سيئة للغاية، فالأرقام التي بين أيدينا هي رسل شؤم علينا، فهل سنتعظ؟ أم سنظل وإلى الأبد»صم بكم عمي فهم لا يعقلون»؟
Opinion
السرطان في البحرين.. أرقام وحقائق مفزعة
08 فبراير 2014