لا نعلم ما مدى كره الغرب للعرب؟ ولا نعلم هل ستظل عداوتهم لنا أبدية إلى يوم يبعثون؛ أم يعتمد كل ذلك على المرحلة التاريخية الحديثة التي نعيشها؟ هل هي عداوة تاريخية أم عرقية أم عنصرية أم ثقافية؟ أم هي عداوة لأجل استحقاقات في غاية الأهمية لثروات مطلقة من النفط والغاز، خصها الله العرب دون الغرب؟لو فتشنا في بطون الكتب وفي حواشي التاريخ، لوجدنا أن مسلسل العداوات الغربية للعرب واضح للغاية، فتارة هي عداوات يختلقها الغرب من أجل إضعاف وزعزعة الأوضاع العامة في دول الشرق لحاجة في نفس يعقوب، وتارة أخرى يكون العرب هم السبب الرئيس في أن يقوم الغرب بإذلالهم وإضعافهم مع كل فرصة ممكنة.اليوم، وفي ظل محاولة العرب أن يكسبوا ود الغرب، يأتي رد الجهة البيضاء من الأرض بأنكم غير مرحب بكم في كل الأحوال، بل كلما حاول العرب أن يتقربوا من الغرب ذراعاً هرب الغرب منهم باعاً، وهذه الصورة تتجلى في كل جانب من جوانب الحياة وعلى كل الأصعدة.حتى في الرياضة؛ لم يسلم العرب من مؤامرات الغرب، فأي نجاح يمكن أن يحققه العرب على الصعيد الرياضي ولو بأموالهم، فإن الغرب يقف لكل تلك النجاحات بالمرصاد، خصوصاً حين تكون النجاحات خليجية.مؤخراً ذكرت تقارير إعلامية «أن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي يواجهان غرامات مالية كبيرة قد يوقعها عليهما الاتحاد الأوروبي للعبة لخرقهما لوائح اللعب النظيف المالي» كما يزعمون. وذكرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية وهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أن الناديين يواجهان غرامة مالية قد تصل لنحو 60 مليون يورو (83.6 مليون دولار)، واقتصار قائمة اللاعبين بكل فريق على 21 لاعباً بدلاً من 25 لاعباً خلال بطولة دوري أبطال أوروبا بالموسم المقبل.للوهلة الأولى يبدو أن هذا خبراً رياضياً بحتاً؛ لكن حين ندقق أن ملكية هذين الناديين الكبيرين تعود لملاك عرب، أو بالأحرى لملاك من دول الخليج العربي، ولأنهما حققا نجاحاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة على الصعيد الرياضي فإن الاتحاد الأوروبي للعبة سيفعل كل ما بوسعه ليوقف مد أي نجاح لأي نادٍ أوروبي يمتلكه عرب، وهذا الأمر ليس بالمستغرب على الغرب، فقد فعلوها من قبل مع الملياردير المصري محمد الفايد حين كان يمتلك نادي فولهام الإنجليزي، لأنهم لا يرغبون أن يجدوا نادياً أوروبياً مهما كان حجمه يملكه شخص عربي، حتى ولو كان حاكماً.عداوات ليس لها حدود؛ عداوات تتخطى السياسة لتصل إلى الرياضة، وسأذكركم جميعاً، والأيام بيننا، وهو أن مسابقة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 المزمعة إقامتها في قطر لن تكون في قطر، فكل الدسائس تشير إلى أن هنالك مؤامرة غربية كبرى قادمة ستسقط الدوحة من هذا العرس الرياضي العالمي، لتنتقل بعدها بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى دولة غربية، مهما حاولت قطر أن تدافع عن نفسها ومهما ضخت من مليارات لتثبت للغرب أنها قادرة على استضافة أكبر حدث رياضي في العالم، فالعداوات الغربية للعرب أكبر من أن تشفع ملياراتنا لإرضائهم، ولأننا ندرك جيداً أن الواقع الحالي يقول لن ترضى عنكم اليهود والنصارى في زمن هم يملكونه ويملكون ناسه وكل أدواته، أما العرب فإننا نقول لهم «من جعل نفسه عظماً أكلته الكلاب».