يوم الثلاثاء الفائت، وتحت قبة البرلمان، كادت جلسة مجلس النواب الأسبوعية أن تُلغى بسبب عدم اكتمال النصاب، وعندها قرر رئيس المجلس أن يرفع الجلسة لمدة 15 دقيقة حتى يكتمل النصاب، بينما طالب بعضهم بإلغاء الجلسة، لأن صبرهم نفذ من الانتظار الطويل.غالبية النواب وبعد انتخابهم مباشرة، وربما مع أول جلسة للمجلس، غاب دورهم واختفوا من الوجود، ولم نعد نشاهد لهم أي عطاءات في مجال تقديم ما يمكن تقديمه لهذا الشعب الطيب، فكيف بهم ودور الانعقاد الحالي أوشك على الانتهاء مقارنة بعمر الدور التشريعي؟! إذا لم يعمل نواب الغفلة في أوج وقوة وبداية انعقاد الدور التشريعي الحالي، فكيف والحال أن الدور اقترب من نهايته؟لقد أيقن الكثير من النواب أن دورهم منذ البداية لم ينتج سوى المزيد من الهروب من الواقع، في مقابل الحصول على أكبر الامتيازات، ولهذا فإن ترشحهم لدور واحد يعتبر أمراً كافياً بالنسبة لهم، وفي حال أراد نائب الغفلة أن يترشح في الانتخابات القادمة فهذه مصيبة، والمصيبة الكبرى أن يفوز لو دخل سباق الترشح!في المقابل هنالك من النواب ممن يواظبون ويداومون على حضور الجلسات الحالية للمجلس كحال الطلبة المتفوقين في المدارس، فهم يريدون أن يترشحوا للانتخابات القادمة، وبعضهم بدأ ينشط بطريقة ملفتة، حتى كأنه يريد أن يقول للناس «أنا أتكلم إذاً أنا موجود».إذا لم يترشح بعض النواب للدور القادم، فاعلموا أنهم يدركون تمام الإدراك بأن دورهم الحقيقي قد انتهى، وأن إفساحهم المجال لغيرهم لا يعني أنهم كرماء لهذا الحد، بل لأنهم ورقة «واحترقت» في الشارع، بسبب سياسة تجاهل صوت الناس طيلة المرحلة الماضية.هؤلاء اليوم، يدركون أن وجودهم في المجلس بعد أن شارف على انتهاء الانعقاد الأخير، لا يمثل شارعاً ولا يعطي صوتاً حسناً لأحد، فهو سيان في الحضور والغياب، بل ربما يكون غيابهم يعفيهم قساوة النقد والتجريح من طرف الشارع ووسائل الإعلام، وبهذا فإنهم يرتكبون مخالفات لا تتسق والضمير الوطني في كل الأحوال، بل في الحقيقة هم لا يستحقون الاحترام والتقدير.حين نعرف خيانة الدور المناط من طرف الكثير من أعضاء مجلس النواب، حينها سندرك جيداً لماذا لم يكتمل النصاب في الجلسة الأخيرة إلا بعد «اللتيا والتي»، فغياب بقية الأشهر القادمة عن حضور الجلسات مع استمرار مكافأة الحضور المغرية، ربما تكون فترة مقنعة في انتفاء صورة الغضب في ذهنية الناخبين، ومع مرور الوقت، سينسى الجميع غياب نائب أو ربما نواب لم نسمع لهم أي صوت وطني في مرحلة تعتبر من أشد المراحل حساسية في تاريخ البحرين، ولو عاد الزمان وانتخب المواطن ذات النائب الغفلة، فإننا سندرك حينها أننا في زمن المواطن الغفلة أيضاً.
Opinion
نائب بلا إحساس ومواطن الغفلة
31 يناير 2014