من الضروري لمن يستخدم الشارع في البحرين من سائقي المركبات أن يلتزموا بقواعد المرور، سواء كان رجلاً أم امرأة، كبيراً كان أم شاباً، بحرينياً كان أم مقيماً، مواطناً كان أم ضيفاً، فالقانون المروري يجب أن يلتزم به الجميع دون استثناء، وإلا سيتحول نظامنا المروري والمعروف بصرامته وقوته إلى فوضى عارمة، وستتحول شوارعنا المنظمة إلى حارة جاهلية لو لم يلتزم الجميع بقانون السير.ما نشاهده اليوم من تجاوزات مرورية في معظم شوارعنا أمر لا يمكن السكوت عنه، وكأن هنالك خللاً كبيراً بدأ يتسرب إلى منظومتنا المرورية، مما يصعب لو استمر الوضع على ما هو عليه الآن، من أن تسيطر الجهات المختصة على الوضع.من الملاحظات الشخصية التي نشاهدها بأم أعيننا، وكذلك التي تردنا من المواطنين البحرينيين كشكاوى وهموم، هي في التجاوزات المرورية التي يمارسها السواق الأجانب، وعلى وجه التحديد «الآسيويين» منهم، وأخص بالذكر، مناطق في المنامة والمحرق «وفرجانهما»، حيث نشاهد في هاتين المحافظتين تحديداً كيف تتم عمليات التجاوزات، سواء في طبيعة السياقة أو في طريقة الوقوف وسط الشوارع وفي مواقف السيارات، ولأنهم يعلمون علم اليقين أن «المسألة سايبة» ولا توجد دوريات تخالفهم في تلك المناطق، فإنهم يمارسون ما يحلو لهم من تجاوزات ترفع ضغط المواطنين والمقيمين الملتزمين بالنظام.كذلك فيما يبدو بعد أن استطاع كل من «هب ودب» من الآسيويين الحصول على رخصة قيادة، نجد غالبيتهم لا يعرفون قوانين المرور في البحرين، وبعضهم لا يعرفون طبيعة شوارعنا، بل ولا يعرفون ماذا تعني الإشارات المرورية الموضوعة في الشوارع، لأن رخصة قيادة السيارة أصبحت في متناول الجميع.تردنا شكاوى متعددة من العديد من المواطنين بأن هنالك مخالفات سير واضحة وخطيرة يرتكبها بعض الأخوة الخليجيين في البحرين؛ إما لجهلهم بطبيعة الأنظمة المرورية عندنا أو بسبب عدم رغبتهم الالتزام بالقواعد المرورية بالمطلق.في إحدى ليالي «الويكند» وبينما كنت في أحد مواقف المجمعات التجارية في المنامة، جاءت سيارة «جيب» كبيرة تحمل لوحات دولة خليجية تسير باتجاه عكس المسار، وحين طلبوا منه الرجوع إلى الخلف قام بغلق محرك السيارة، مجبراً كل من لهم حق السير في الرجوع إلى الخلف!!في تلك الليلة أيضاً، وبعد خروجي من المجمع التجاري مع «الأهل» والصغار متوجهاً للمنزل وعلى طريق الشارع العام «الهاي وي»، جاءت سيارة تحمل لوحات خليجية أيضاً وهي تسير جهة اليسار فوق الخط الأصفر المخصص للطوارئ فقط وبسرعة جنونية، فقام «برش» طابور السيارات بماء المطر المتسخ بالطين في جوانب الرصيف الأصفر، وفر هارباً من أبواق المنتقدين والمنزعجين من المواطنين!!نحن اليوم في أمس الحاجة إلى أن تقوم الجهات المختصة بمراقبة الشوارع وإنزال العقوبات الشديدة على كل متهور في سياقته، سواء كان مواطناً أو خليجياً أو أجنبياً أو مقيماً، فالقانون المروري يجب أن يطبق على الجميع، أما من جاء من خارج البحرين ليمارس فوضته في شوارعنا، فنقول له حافظ على سلامتك وسلامة الآخرين من الأبرياء، أما في حال لا ترغب في الالتزام بالقوانين، فإن العقوبة يجب أن تأخذ مجراها معك ومع كل سائق يسترخص بأرواح البشر، ونقول لمن يقل أدبه في الشوارع من الأجانب «يا غريب كن أديب».
Opinion
السياقة في البحرين أصبحت في خطر
28 فبراير 2014