استوقفني هذا الخبر كثيراً؛ قلت في نفسي وجدت أحداً من الجيل الأول يقول كلاماً حقيقياً واعترافاً لم يعرفه إلا نفر قليل، ذلك حين اعترف المدرب الشهير، والبعض يسميه الأسطورة، مدرب فريق مانشستر يونايتد، السير ألكس فيرغسون، أن سر نجاحه في الحياة وفي قيادة الشياطين الحمر إلى المجد كان يعود إلى حزام المُدرسة «المفضلة» لديه!وقال السير فيرغسون: «أنه مازال يحتفظ بالحزام الذي كانت تضربه به المعلمة كلما أساء التصرف، فقد طلبت المعلمة في وصيتها بأن يمنح الحزام إلى السير فيرغسون، وأن الأخير مازال يحتفظ بالحزام»..!لم يستوقفني فقط أن السير كان يُضرب في المدرسة حين كان يُسيء التصرف، لكن الذي استوقفني كلمة السير «مدرستي المفضلة»؛ أي أنه يحبها حتى اليوم ويعتبرها أفضل مدرسة درسته، وهي التي كانت تضربه بالحزام إن أساء التصرف..!وهذا يعني أن المعلمة كانت تحب تلامذتها مثل أبنائها، فكانت تقسو عليهم إن أخطأ أحدهم، لكنها تفعل ذلك لتعلمهم الصح من الخطأ، وكانت بفعلها تقوّم شخصيات الطلبة، حتى جاء اعتراف أعظم مدرب في تاريخ فريق عريق مثل مانشستر يونايتد، فقد فعل السير ما لم يفعله أحد، حين جعل مانشستر أكثر فريق يحرز بطولة الدوري بعد أن تخطى ليفربول في عدد بطولات الدوري.بالله عليكم.. كم حزاماً نحتاج في البحرين من تلك المعلمة التي خرجت جيلاً من التلاميذ بالتأكيد لديه حب وانتماء وحرص على العمل والتميز.إذا أردتم الحقيقة فإن هناك كثيراً من الناس يستحقون أن يكونوا تلاميذ عند تلك المعلمة، مسؤولين وغير مسؤولين، حتى يعرفوا كيف يتميزون ويحققوان للبحرين بالعمل ما يتمناه أهل البحرين.وددت لو أني أرسلت إلى الأخ الكريم وزير التربية والتعليم هذا الخبر لأخبره كيف أن التربية تخرج أجيالاً من المتميزين وليس التعليم وحسب، ومن الرجال الصالحين، والنساء الصالحات، لا نريد من يضرب الطلبة للتشفي أو بسبب عقد نفسية لديه، ولكن نريد مربين أفاضل يشعر الطلبة جميعاً أنهم أبناء له وأنه والدهم، فإن كان كذلك فلن يضربهم أو يوبخهم إلا حباً فيهم وخوفاً عليهم.اليوم المدرس والمدرسة يُستهزأ بهما من قبل بعض الطلبة والطالبات، القوانين والتشريعات الجديدة جعلت من المدرس شيئاً ليس له احترام.يخبرني والدي حفظه الله وأطال عمره بالصحة والعافية، أنهم حين كانوا صغاراً بالمدرسة وحين يسمعون صوت المدرس في الفريج أو في السوق فإنهم يذهبون إلى طريق آخر، احتراماً وهيبة للمدرس، وانظروا هو حالنا اليوم مع أعظم المهن التي من المفترض أن تخرج أجيالاً صالحة.وددت لو أني أعطي بعض المسؤولين في وزارة الداخلية حزام المعلمة، ولأقول لهم إن أمن المجتمع وأمن البحرين أهم من عويل الإرهابيين ومن «أرقوز» حقوق الإنسان، وأن 4 أيام من الفوضى في لندن جعلت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يقول إن أمن بلاده أهم من حقوق الإنسان، وإنه لن يعترف بحقوق الإنسان.ونحن نتعرض لإرهاب منظم منذ التسعينيات، وكان أكبر في آخر 3 سنوات، وما زلنا من غير استراتيجية لمواجهة الإرهاب.هذه دروس من بلاد التقاليد والديمقراطية، وكأنهم يقولون لنا؛ الديمقراطية شيء والفوضى والإرهاب شيء آخر، التعليم بالأنظمة الجديدة ومواكبة العصر شيء واحترام وحب وهيبة المدرس شيء آخر.هذا درس في الحياة قاله أعظم مدرب إسكتلندي، فمن كانت تضربه قال عنها «مدرستي المفضلة»، وهذا هو أهم مغزى في الخبر، وكأنه يقول لنا نعم كانت تضربني حين أخطئ لكني أحبها حباً شديداً، وهذه المعادلة التي يجهلها حتى بعض الآباء اليوم، لا يعرف كيف يدلل أبناءه ولا يعرف متى يعاقبهم.لا أعرف كم حزاماً يشبه حزام تلك المعلمة نحتاج حتى نضرب بحب، ونضرب لنعلم، ونضرب حباً في مصلحة الشخص الذي نضربه دون أن نؤذيه جسدياً بالضرب..! - جمعية للحيوانات المشردة..قرأت خبراً يقول إن هناك نية لدى مجموعة من الأشخاص لإشهار جمعية للحيوانات المشردة..!!وحين قرأت الخبر بـ «تويتر» نقلاً عن صحيفة بحرينية، قلت في نفسي نعم نحتاج إلى جمعية للحيوانات المشردة..!للحيوانات المشردة حقوق ويجب أن يكون هناك من يرعاها ويخدمها، فهم للأسف في ازدياد شديد وتشتهر بهم مناطق دون أخرى..!