عندما تم الإعلان عن فوز المخترعة البحرينية أمينة الحواج بالجائزة الماسية عن اختراعها الذي شاركت به أخيراً بمعرض الاختراعات البريطاني ونالت كأس أفضل اختراع لعام 2013 من المنظمة العالمية للاختراعات في موسكو وإعلانها سفيرة للاختراعات لدى المنظمة البريطانية للاختراعات، لتكون أول عربية تحصل على هذا اللقب، عندما تم الإعلان عن كل ذلك، لم ينظر أحد إلى أن هذه المخترعة تنتمي إلى هذا المذهب أو ذاك، أو إلى هذه العائلة أو تلك، حيث الفرحة عمت الجميع من دون استثناء لأنها بحرينية أولاً ولأنها بحرينية أخيراً، ولأن الفوز بكل هذه الجوائز هو في كل الأحوال فوز للبحرين تفتخر به ويفتخر به كل مواطن بحريني.ليس من أهل البحرين أحد إلا وفرح بهذا الإنجاز وبفوز امرأة بحرينية بهذه الجوائز، خصوصـــاً وأن اختراعها الذي أسمتـــه «ستامينا» عبارة عن جهاز طبي ذكي متكامل للتأهيل في العلاج الطبيعي للساق من شأنه أن يعين فئة تعاني من صعوبات في المشي، وهو اختراع يصب في خدمة الإنسانية جمعاء، تماماً مثل اختراعها الأول الذي أسمته «ألموند»؛ والذي هو عبارة عن مساعد حركي للجزء السفلي من الجسم. البشرية جمعاء فرحت وستفرح بهذه الاختراعـــات وتفخــــر بهـــذه المخترعــــة البحرينية، لكن ليس بين كل البشر المنتمي إلى هذا العالم من سيسأل عما إذا كانت المخترعة تنتمي إلى هذا الدين أو ذاك المذهب، أو ما هو أصلها وفصلها وعائلتها، فهذه أمور لا تهم العالم أبداً، ولكنهم سيسألون عن الاختراع وكيف سيتم تصنيعه وإنتاجه ومتى سيستفيد منه المحتاجون إليه وأي الشركات التي ستقوم بذلك، وهل سيكون متاحاً استفادة الجميع منه ويكون سعره في المتناول؟في السياق نفسه عملت الدولة لحظة أن وصلهــا خبــر فــوز هـذه المرأة البحرينية، حيث قامت كل وسائل الإعلام بنشره بالطريقة التي يستحقها وبطريقة تؤكد التفاخـر به، ذلك أن من حصلت على هــذه الجوائز بحرينية بغض النظر عن كل شيء. وهذا يؤكد أموراً أساسية مهمة منها أن الدولة تعتز وتفتخر بأبنائها الذين يأتون لها وللعالم ولأنفسهم بالخير، ولا تتردد عن دعمهم وتذليل كل العقبات أمامهم، لكنها بالمقابل تتألم من ممارسات «أبنائهـــا» الذيـــن أغواهـــم الشيطــــان فأنساهم أنفسهم واعتقدوا أن الآخر هو الذي يريد لهم الخير وأنه أحن عليهم من دولتهم، غير منتبهين إلى أن الآخر -أياً كان وكيف ما كانت توجهاته- إنما يبحث عن مصلحته التي إن وجدها مع الشيطان رافقه وإن وجدها مع «الشيطان الأكبر» أزال الشعارات المعادية له من الشوارع!البحرين تفتخر بكل منتمٍ إليها يلتزم بواجبه ويعرف حقها عليه، وهي بالمقابل لا يمكن أن تبخل عليه أو تقصر في حقه، لكنها بالتأكيد لا تقبل من هذا المنتمي -وإن اعتبر نفسه معتقاً- أن يترك دوره ومسؤولياته ويتحول من أداة بناء إلى أداة هدم لا يستفيد منها إلا قرناء السوء.البحرين تحتضن كل أبنائها وتفتخر بهم وتسعى إلى الارتقاء بحياتهم وتأمين مستقبلهم، لكنها بالتأكيد لا يمكن أن تقف مكتوفة اليدين أمام من أرخص نفسه ووهبها للآخر وتغلف بشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع يتم إزالتها مع بروز المصلحة ليجد نفسه في لحظة وقد خسر الحضن.. والحاضن!هكذا هي البحرين، وهكذا كانت وتكون دائماً، وما عدا ذلك من كلام مسيء في حق هذه الأرض الطيبة هو أداة تعطيل للتنمية وحجة لاستمرار الفتنة واستمرار الاختراعات الـ«مو» بحرينية. تهنئة من الأعماق للمخترعة البحرينية أمينة الحواج، ودعوة إلى كل من ضيع نفسه وجهده في أمور اعتقد أنه بها إنما يحسن صنعاً كي يعود إلى رشده لعله ينفع وطنه وأهله ونفسه.