لفظة الأسير تطلق على الشخص الذي تــم أسره في أرض المعركة فسلبت حريته وظل لفترة من الزمن فاقداً لها ومتوقعاً كل تصرف يمارسه معه العدو. أما عبارة «الأسير المحرر» فتعني أن هذا «الأسير» تم تحريره واستعاد حريته من خلال عملية عسكرية أو من خلال التفاوض مع من أسره، فصار «الأسير المحرر». لكن لا لفظة «الأسير» ولا عبارة «الأسير المحرر» تناسبان الأحوال في البحرين، حيث الحكومة هنا لا تقوم بأسر من يخالفون النظام والقانون وإنما تطبق عليهم الإجراءات القانونية فتحيلهم إلى النيابة التي إن لم تحفظ القضية تحولها إلى المحكمة التي تدرسها وتصدر فيها الحكم المناسب، فإن صدر بحقهم حكم بالسجن فيصيروا سجناء ويقال عنهم إنهم مسجونون أو محبوسون أي أنهم يبقون حيث هم مدة العقوبة ثم يتم إطلاق سراحهم، وهنا يقال إنه تم الإفراج عنهم بعد انقضاء مدة محكوميتهم أو تم الإفراج عنهم لسبب أو لآخر، لكن لا يمكن مع حالاتهم هذه استخدام عبارة «الأسير المحرر» كما يحلو لذلك البعض القول بعد إطلاق سراح أي سجين أو موقوف.«الأسيـــر المحرر في أحضان أهله»! هكــذا يكتبون ويغردون رغم أنهم يعلمون جيداً أنه لم يكن أسيراً وإنما موقوفاً أو محكوماً، ويعلمون جيداً أيضاً أنه لم يتم تحريره وإنما تم الإفراج عنه بعد أن توفرت الأسباب لذلك.في السياق نفسه صارت «قوى المعارضة» تروج لاستخدام ألفاظ وعبارات غريبة على مجتمع البحرين، من ذلك على سبيل المثال لا الحصـــر لفظــة «بلدات» التي يحاولـــون اعتمادها بدلاً عن لفظة قرى، فيقولون بلدة كذا وبلدات كذا وكذا بدل أن يقولوا قرية كذا وقرى كذا وكذا، وهذا أمر من الواضح أنه مقصود حيث يمكن ملاحظة أن هذه الألفاظ تستخدمها كل الفضائيات السوسة رغم علمها أنها لا تستخدم في البحرين. الدفع نحو إحلال ألفاظ معينة محل أخرى يتم من خلال خطة واضحة المعالم، وهي عملية تسير جنباً إلى جنب مع إطلاق أسماء أخرى جديدة على الشوارع والدوارات، والمثير أن هذه الأسماء رغم أنها غير رسمية إلا أن الفضائيات السوسة وعلى الخصوص فضائيـــة «العالم» الإيرانية تعتمدها، مـا يعني أن هناك بالفعل قراراً باعتماد هذا النهج. لفظة بلدات مستخدمة في لبنان لكنها غريبة على البحرين، تماماً مثلما أنه غريب وجود التبولة والحمص إلى جانب صينية المكبوس أو البرياني في سفرة البحرينيين!لكن علينا أيضاً ألا نأخذ هذا الأمر وكأنه نكتة، فالموضوع ليس هكذا، ذلك أن استخدام مثل هذه الألفاظ – التي تبدو بوضوح أكبر في الأغاني التي ينشدها لبنانيون وعراقيون وتنشر عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل مرفقة بفيديوهات قصيرة تصور عمليات اختطاف الشوارع وتعطيل حياة الناس – يكشف عن دعم غير محدود من بلدان معينة ويؤكد أن من يضع الخطط ويؤلف الأغاني ليسوا بحرينيين وإلا لما استبدلوا ألفاظاً بألفاظ وعبارات بعبارات.في البحرين نقول قرية الحجر وقرية الدراز لكننا لا نقول بلدات الحجر والدراز، وفي البحرين لا نستخدم عبارة «الأسير المحرر» لأنه لا يوجد لدينا أسرى ولا عمليات أسر وتحرير أسرى، تماماً مثلما أنه لا يوجد في البحرين أسماء شوارع ودوارات وميادين كالتي اعتمدتها الفضائية الإيرانية السوسة وترددها في برامجها وفي نشراتها الإخبارية. خطــة «تلويــث» الأسمــاء والإســاءة إليهــا باستبدالها بأخرى غريبة على البحرين بدأت بمحاولات لم يكتب لها النجاح للإساءة إلى علم البحرين برفع أعلام تحتوي على أكثر من خمس مسننات في المسيرات وفي خلفية البرنامج اليومي المخصص لسب البحرين عبر فضائية «العالم»، التي تريد إدخال التبولة والحمص عنوة في وجبة غداء البحرينيين!