كيف لا يتمادون وكيف لا يصرون؟ وكيف لا يتمددون وقد عادوا إلى ما كانوا عليه؟نعم عاد جميع من تآمر وتخابر وشارك في المؤامرة ودعا إلى اعتصام إلى مكانه؛ بل إلى مكان أفضل، من مسؤولين وتجار، إذا كيف لا يعودون بقوة أكبر؛ بالله عليكم من دعا إلى العصيان المدني لا زال يحظى بالمكانة والمرتبة العالية في منصبه، وقد يكون عضو في هيئات مهمة، وغيره ومثله من مدراء في شركات وطنية كبرى عادوا بترقيات ومكافآت والشواهد كثيرة، ولا شيء تغير ولا عضو تحرك، ولا زالت الصداقة الحميمة متواصلة ولا زالت الاستشارة من الأشخاص نفسهم أولئك الذين باعوا البحرين.كما ضربنا مثالاً في السابق ماذا فعل أردوغان؛ سنعود بضرب المثال به وكيف واجه مؤامرة الإطاحة بحكومته، فهل دغدغهم وغمرهم بالعطايا وزارهم وحياهم وناداهم وعوضهم وكافئهم؟ هل طلب منهم الوصال أو تمنى منهم اتصال؟ هل أرسل لهم مراسيل وكتب لهم مكاتيب؟ هل واصل طريقه وكأن شيئاً لم يكن؟ بالطبع لن يفعل هذا ولا غيره سيفعل هذا؛ إلا أن المسألة عندنا في البحرين تختلف، فلا ندري بأي منظار ينظرون ولا أي مقياس يقيسون، ولا ندري آخر المداهنة والملاطفة ستكون عليها البحرين، نعم أردوغان نضرب به مثال في الصرامة والجد وكيف يستطيع أن يسير دولة تناطح الاتحاد الأوروبي، دولة اقتصادها عملاق والأمن فيها مستتب، دولة لا تحارب نفسها بنفسها ولا تعطي رقبتها لعدوها، دولة تفكر كيف تنهض من محنتها، وكيف تخرج من أزماتها، فدولة مثل تركيا أصبحت منتجعاً سياحياً وطبياً وتجارياً، لأنها دولة لا تعتمد على مشورات ولا تأخذ بتوصيات من شخصيات قلبها ليس على تركيا، بل تأخذها من المواطنين المخلصين الذي تتقطر قلوبهم دماً من الحزن على ما يحدث في بلادهم، فهذه الشخوص هي من يجب أن يستمع إلى حسها، وكما استمع أردوغان إلى المصلحين، فأردوغان ليس وحده في الحكومة إنما معه أشخاص قلبهم على البلد يضعون يدهم على جراحه، وها هو اليوم يشق جبال تركيا بعزيمة، وها هو يواجه مؤامرة خبيثة تحاول أن تقضي على تركيا وتدفع بها كما دفعت العراق.وها هي البحرين تمر عليها الثلاث سنوات ولا زالت تراوح في مكانها، فها هي الجماعة المتآمرة يعلق لأجلها الحوار، فكيف بعدها ذلــك لا تتكبر وتتجبر، خصوصاً أنها مؤامـــرة مدعومة من الخارج، ومؤامرة ليست وطنية الأصل لا هي ولا شخوصها، مؤامرة يعترف أصحابها بولائهم لإيران، أصحابهم وأبنائهم وأجيالهم القادمة التي غرست في نفوسها كراهية الدولة، ومهما قدمت لهم من عطايا ومنح ودراسات إلا أن العقلية ذاتها.إن هذه العقلية نراها ونسمعها اليوم في كل مكان تهتف بإسقاط النظام في البحرين داخلياً وخارجياً، وها هي المشاهد مصورة ومسجلة؛ فقد حملت الطائرات شيباً وشباب من مختلف مراحل العمر وبمختلف الدرجات العلمية، فإذا بهم يتجمعون في كربلاء ليسقطوا الدولة، كما يتجمعون في الدول الأوروبية، وهذا الشيء لن يتغير بل يزداد ويكبر.أبداً هذا لن يحصل؛ لأن المشكلة تكمن في حسن النية دون الأخذ بالأسباب، فلن يعود أمن دون استئصال المفسدين من جذورهم، فقد قال الله سبحانه وتعالى وأخبركم عقاب من أفسد في الأرض، والاقتصاد لن يعود إلا بتقديم التسهيلات وإزالة العقبات، وإن الإصرار على الرأي دون السماع لصوت المواطنين الذين قلوبهم على البحرين لن تكون إلا نتيجة غير سارة، والدليل هذه السنوات الثلاث تمر والحال كما هو الحال والله المستعان.